TOP

جريدة المدى > تشكيل وعمارة > نور الراوي الشاهد الاخير...

نور الراوي الشاهد الاخير...

نشر في: 14 مايو, 2014: 09:01 م

تمتد معرفتي بالفنان نوري الراوي الى اكثر من خمسة وعشرين عام وكنت قبلها اعرفه كمعد ومقدم لبرنامج فني يقدم من تلفزيون بغداد وكفنان تشكيلي رائد في مجال عمله ومديرقاعة بغداد للفن الحديث.....عندما تعرفنا في اواخر الثمانينات حصل نوع من الانجذاب بينا منذ ال

تمتد معرفتي بالفنان نوري الراوي الى اكثر من خمسة وعشرين عام وكنت قبلها اعرفه كمعد ومقدم لبرنامج فني يقدم من تلفزيون بغداد وكفنان تشكيلي رائد في مجال عمله ومديرقاعة بغداد للفن الحديث.....عندما تعرفنا في اواخر الثمانينات حصل نوع من الانجذاب بينا منذ اللقاء الاول رغم فارق العمر والتجربة والخبرة وجدت فيه قامة كبير من الشفافية والنقاء والرقة والاناقةوفي اوائل التسعينات تم الاتفاق بيننا على انجاز عمل فلم وثائقي يجسد حضارة وادي الرافدين الطينية من خلال نشوء وتطور فن السيراميك عبر تاريخ العراق...وجدته عارفا"في كتابة فن السيناريو وكان قد كتب التعليق للفلم بجانب مشاركته بكتابة السيناريو الذي نال عام 1999 جائزة احسن نص وثائقي عن فترة التسعينات كان الفلم بعنوان أغنية الطين...كان التعامل معه سهل وعذب وشفاف ومرن لانه يجيد فن الاصغاء وكان يرد بهدوء في اقسى المواقف واشدها.......اللقاء الثاني كان اثناء فترة الاحتلال وبعد تغيير النظام السابق عندما حاولت توثيق حركة التشكيل العراقي بمنجز برامجي وثائقي مع قناة حكومية لكنها سرعان ماانسحبت من المشروع لان اهتمامتها تبدو خارج الثقافة..وشيئا"فشيئا"أنزاح موضوع الحركة ليكون نوري الراوي هو جوهر الموضوع ونواته وبالفعل حققنا اكثر من لقاء وتسجيل...كان يملك أكثر من مشروع وهو رغم كبر سنه كان مفعم بالحيوية والحماس والنشاط كان ايضا يريد ان يجمع ماسرقه اللصوص من متحفه الشخصي وكان يحاول ان يوثق تاريخ الحركة التشكيلة بكتاب.......مشروع الفلم تاجل أكثر من مرة وعندما التفت ووجدت ان وزارة الثقافة لم تلتفت اليه بمشاريعها السينمائية ولا القنوات الحكومية قررت أنجاز الذي بدأته على حساب الشخصي فكان الفلم الوثائقي نوري الراوي الشاهد الاخير وخمسة حلقات تلفزيونية توثق تاريخ الحركة التشكيلية في العراق عبر حوارات طويلة تم تسجيلها بين عامي 2006 وكانون الثاني من عام 2014....

في المرة الاخيرة وجدته متعب ومنهك ومتألما من جحود بعض الفنانيين الذين ساعدهم وقدم لهم يد العون..كان يعيش الالم وهو يرى كثير من مشاريعه قد طواها النسيان وظلت محفوظة في الادراج....سمعته يلعن الزمن الاغبر ويلعن مدعي الثقافة والفن الذين ركبوا الموجة وتصدروها...الملاحظة التي اود تسجيلها هنا رغم المرض ورغم الكبر لكنه كان متقد الذهن ويملك ذاكرة قوية وكان دائما يذكر الجميع بخير وكان ينتشي عندما يذكر اسم جواد سليم امامه فهو معلمه ومرشده ويقول جواد هو الذي حببني في دخول معهد الفنون الجميلة منذ الرؤية الاولى له...ويتأسف على الرحيل المبكر لكاظم حيدر الذي زماله فترة الدراسة في معهد الفنون الجميلة..ولم ينسى فائق حسن واسماعيل الشيخلي وجميل حمودي والاجيال التي جاءت بعدهم من فيصل لعيبي الى ضياء العزاوي.........وعندما سألته في نهاية اللقاء مالذي خرجت به من هذا الدنيا بعد هذه التجربة الطويلة قال.....الظلمة اكثر مساحة من الضوء .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

امريكا تستعد لاخلاء نحو 153 ألف شخص في لوس أنجلوس جراء الحرائق

التعادل ينهي "ديربي" القوة الجوية والطلبة

القضاء ينقذ البرلمان من "الحرج": تمديد مجلس المفوضين يجنّب العراق الدخول بأزمة سياسية

الفيفا يعاقب اتحاد الكرة التونسي

الغارديان تسلط الضوء على المقابر الجماعية: مليون رفات في العراق

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

إندونيسي يتزوج 87 مرة انتقاماً لحبه الفاشل 

إندونيسي يتزوج 87 مرة انتقاماً لحبه الفاشل 

شباب كثر يمرون بتجارب حب وعشق فاشلة، لكن هذا الإندونيسي لم يكن حبه فاشلاً فقط بل زواجه أيضاً، حيث طلبت زوجته الأولى الطلاق بعد عامين فقط من الارتباط به. ولذلك قرر الانتقام بطريقته الخاصة....
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram