وديع غزوان مازال التعليم العالي في العراق ومنه إقليم كردستان يعتمد نظاما للقبول المركزي لخريجي الاعداديات يفتقر الى المعايير العالمية التي تضع حاجة المجتمع للاختصاصات المختلفة ورغبة الطالب إضافة الى معدل الدرجات في رأس وأساسيات القبول لأي كلية في حين ان النظام المعمول به لدينا
يضع المعدل وليس غيره المعيار الأول وحتى استمارة الخيارات التي توزع على الطلبة محددة بالمعدل. ورغم أهمية مثل هذا النظام في تحقيق أسس عادلة في القبول، الا انه كما أثبتت التجربة له مساوئه التي يقف في مقدمتها توليده خريجين تنهشهم البطالة وعدم توفر فرص العمل وطوابير من الخريجين أمام دوائر الحكومة. ولا يمكن ان نغفل مظاهر التطور الكبيرة والمهمة في قطاع التعليم العالي على مستوى كردستان التي تجسدت بزيادة أعداد الحاصلين على شهادات الماجستير والدكتوراه او أعداد طلبة الدراسات العليا وإرسال المئات من الطلبة في زمالات دراسية الى الجامعات الأجنبية.. ناهيك عن التوجه وعلى وفق خطة حكومة الإقليم لزيادة عدد الجامعات (وتوسيع رقعة التوزيع الجغرافي لها لتشمل جميع مناطق كردستان) فارتفع عدد الجامعات الحكومية الى خمس بعد ان كانت واحدة حتى عام 1991 وفي الوقت الذي كان الإقليم يفتقر خلال نفس الفترة الى أي جامعة أهلية تمت الموافقة على إنشاء ثماني جامعات استقبلت بعضها أعداداً غير قليلة من الطلبة وزاد عدد المعاهد من 3 الى22 معهداً وهذا أدى الى زيادة أعداد طلبة الجامعات، رافق كل هذا إدخال المختبرات والتقنيات الحديثة الى الجامعات مع الحرص على استقلاليتها وزيادة الاهتمام بالأبحاث العلمية.. تطورات يفتخر بها دون أدنى شك لم يكن ينقصها غير قرار يتم التخلي فيه عن الأسس التقليدية في القبول المركزي واستنباط أخرى تنسجم وحاجات الإقليم وتطوره . لقد أشار برنامج القائمة الكردستانية الى هذا الجانب ودعا في احد فقراته صراحة الى مراجعة لنظام القبول المركزي الا انه وبحسب معلوماتنا المتواضعة لم تتخذ خطوات عملية بهذا الاتجاه . ونعتقد ان فرص تحقيق هذا الهدف متوفرة في الإقليم لعدة أسباب من أبرزها الاستقرار السياسي والأمني الذي يتمتع بهما، كما ويمكن الاستفادة من الاتفاقات العلمية التي أبرمت مع عدد من دول العالم والإفادة من خبراتها في هذا المجال. ولا يفوتنا ان نشير الى ملاحظة مهمة تصب بذات الاتجاه وهي توجيه الموافقات لإنشاء الجامعات الأهلية لتتناسب و حاجة المجتمع وخطة حكومة الإقليم ومنها وزارة التعليم العالي.
الجامعة والمجتمع
نشر في: 23 نوفمبر, 2009: 05:22 م