TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > حلم ليلة ظلماء

حلم ليلة ظلماء

نشر في: 14 مايو, 2014: 09:01 م

حين تتواتر الأخبار عن مبادرات جادة للمصالحة بين الفرق المتصارعة . لا يملك المواطن المستقل — غير المسيس — إلا الغرق في لجة الحيرة .
كلما شاهدنا صورة لرئيس الكتلة هذا يقبل ذاك ، او ذاك يحتضن هذا . او يطبطب على كتف ، او يجالس ، أو يحاور ، قلنا : اللهم اجعله خيرا ، ذلك كون الأمر لا يعدو كونه حلما عذبا ، يتبدد حالما يفتح الحالم عينيه ليرى سوء المنقلب .
يتصالح المتكالبون على المناصب والكراسي ، يا للبشرى. لعلهم تذكروا اخيرا إن قطرة الدم اغلى من جردل ماء ، وأثمن من برميل نفط . وأن صوت العقل اعلى من صليل الرصاص ، ولغة الأبجدية أفصح من دمدمة المتفجرات .
عشر سنوات من اللعب بالنار . عشر سنوات من الكر والفر ، والهزيمة وادعاء النصر ، واستمناء لعبة العسكر والحرامية ، والكيد ورد الكيد …. سنوات أهدرت فيها دماء أبرياء ، ودمرت نفوس وممتلكات ، وبددت فيها ثروات هائلة ، عبر جهل أو محاباة او عبث صبياني غير مسؤول .
فجأة .. فجأة ، يستيقظ من يوخزه ضميره ! من زمرة الأقطاب ( ويدركون ) أن ليس من المصلحة العامة ( كذا ) الاستمرار في لعبة العسكر والحرامية ، وإن الوقت قد أزف للتصالح ، وأن الأوان قد حان لردم الهوة العميقة التي تفصل بين المتصارعين ، وإن الكيكة الدسمة المحلاة بالعسل وبالأطايب ، كبيرة ، كبيرة بما يكفي لإشباع من به نهم طافح. او بقايا جوع قديم …
يجتمعون ويقررون : نث الماء على مستعر الجمر ليخمد ، وإطفاء نار الفتنة بالتي هي احسن ،
واعتماد المنطق والكلمة الطيبة المسؤولة سفيرا فوق العادة لفض الاشتباك .
ولغرض التوثيق وتأكيد حسن النوايا ، يدعى المصورون لتوثيق الصورة التاريخية : مصافحة وعناق ، واحتضان ، وابتسامات ، …
والشعب ؟! اين جموع الشعب من كل ذاك الاحتراب الشرس وهذا التصافي؟
أسئلة كثيرة كبيرة تحوم كالغربان …. هل الجماهير الغفيرة رهينة لأمزجة نفر او مجموعة أنفار؟ يختلفون ، فتضطرم نيران الحرائق، ويتفقون ، فتصير النار بردا وسلاما وباقات ورد ؟
من — يا ترى — يشعل عود ثقاب يكفي لإشعال النار في أشجار الغابة؟
من يوعز بإطفاء الحرائق؟ من؟
لا تتسرعوا بجواب ، فالأجوبة — يقول الحكماء — عمياء ، الأسئلة هي المبصرة!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram