TOP

جريدة المدى > عام > الدورة 67 لمهرجان كان السينمائي..افتتاح بأميرة موناكو الفرنسية والأنظار نحو جديد الكبار

الدورة 67 لمهرجان كان السينمائي..افتتاح بأميرة موناكو الفرنسية والأنظار نحو جديد الكبار

نشر في: 16 مايو, 2014: 09:01 م

في الطريق من مطار نيس الى كانّ السينمائي تبدو الحياة وكأنها تسير وفق إيقاعها الفرنسي المألوف ولكن وما أن يقترب المرء من قصر المهرجان الأهم في العالم حتى يتغير الانطباع تماماً بسبب حركة الصحافيين النشيطة وانشغالات زواره التي تضفي كلها على الجو طابعا ا

في الطريق من مطار نيس الى كانّ السينمائي تبدو الحياة وكأنها تسير وفق إيقاعها الفرنسي المألوف ولكن وما أن يقترب المرء من قصر المهرجان الأهم في العالم حتى يتغير الانطباع تماماً بسبب حركة الصحافيين النشيطة وانشغالات زواره التي تضفي كلها على الجو طابعا احتفالياً وجدياً سرعان ما تنتقل عدواها اليك فلا تجد نفسك وبعد مضي دقائق قليلة على وجودك إلا وقد أصبحت جزءا من المشهد العام لمدينة تحتضن سنوياً مهرجاناً سينمائياً أقترن أسمها ومنذ 67 عاماً به، وصارا كانّ والمهرجان وجهان لعملة واحدة، تتلمس درجة تلاحمهما في يوم الافتتاح الذي يحصره آلاف من الإعلاميين من كل أنحاء العالم جاءوا لينقلوا وقائعه التي يختلط فيها الفن السينمائي بالدعائي التجاري كجزء من هوية المهرجان الذي لا يمكنه الاستغناء عن أي جانب من تلك فنراه ومنذ تأسيسه تقريباً يختار لنفسه فيلماً "تجاريا" يفتتح به برنامجاً هو الأكثر طليعية في عالم السينما فمنه تخرج أهم الأفلام والمخرجين وعنده تتأسس أحدث التيارات السينمائية لدرجة يبدو فيها فيلم الافتتاح والاحتفالات الصاخبة فوق سجادته الحمراء وكأنها قسماً تكميلياً لا يتعارض مع قسم آخر يعرض تحفاً تؤشر لمظاهر العام السينمائي الى حد كبير وتجربة افتتاح الدورة الجديدة تتساوق مع التجربة التاريخية بفارق أن فيلم "غريس موناكو" فيه شيء من المحلية كونه على صلة بشخصية تنتمي الى الجغرافيا والتاريخ الفرنسي لهذا سبقت عرضه إشاعات عن "زعل" عائلة أمير موناكو رينييه الثالث على الطريقة التي قدمها به الفيلم وانحيازه الى الأميرة غريس الممثلة الأمريكية الشهيرة التي جاءت من عالم السينما الى بلاط الأمارة في إنتقالة حادة حاول المخرج أوليفييه دهان أخذ صفحات قليلة من سيرتها والاشتغال بأسلوب أقرب الى الهوليوودي منه الى الفرنسي، مانحاً الممثلة نيكول كيدمان بطولة دور ليس بالسهل لكونه يتعلق بحياة شخصية حقيقية تحيل العمل الى ما يسمى ب"أفلام السير" والتي غالباً ما تثير خلافات بين المقربين منهم وبين النقاد الذين يحاكمون صانعها أحياناً على  مقدار التزامه بالوقائع التاريخية وأحياناً أخرى على قدرته في تجاوزها نحو قراءة معمقه لها وللظرف التاريخي المحيط بها، وفي نهاية عرض فيلم دهان ظهر الانقسام جلياً حين ارتفعت أصوات بعض النقاد داخل الصالة احتجاجاً قابلتهم في نفس الوقت أصوات رحبت به صفقت له وأن لم تكن كثيرة هذه المرة لأسباب كما نظن تتعلق بمستواه لا بموضوعه فحسب، مشكلة فيلم "غريس موناكو" تكمن في سطحيته وعدم اهتمامه بتجسيد شخصياته التي بدت أحياناً "كاريكاتورية" ولا تتطابق مع ما عرف عنها. وعلى المستوى التاريخي أفتقد الفيلم عنصراً مهماً يتعلق بصلة شخصياته المحورية بالظروف السياسية التي حاول اقحامها بطريقة غير مقنعة لدرجة ظهرت وكأن الدهان أراد التذكير بها فقط دون العمل على تحليلها ومعرفة مقدار تأثيرها غلى قرارات أصحاب الأمارة الغنية التي دخلت في صراع مع تشارل ديغول خلال بداية الستينات وبعد خسارة فرنسا للجزائر باعتبارها واحدة من أهم مستعمراتها. في كل الأحوال لم يكن سقف توقعات الصحافيين والنقاد لفيلم الافتتاح عالياً على عكس ما ينتظروه من بقية الأفلام وبخاصة المسابقة التي يعرض منها اليوم فيلم «توبوكتو» للموريتاني عبد الرحمن سيساكو وفيه يحاول معالجة التطرف الديني والموقف من المرأة وعلى المستوى العربي يتركز اهتمام النقاد العرب على الفيلم السوري "ماء فضي اللون" للمخرج أسامة محمد كونه العربي الوحيد في الدورة التي قل فيها الحضور الأمريكي بشكل لافت في حين جاء اليها كبار مثل كين لوتش ومايك لي ودافيد كروننبرغ وأوليفييه السايس والتركي نوري بلغي جيلان وغيرهم كثر نتطلع الى مشاهدة أفلامهم  خلال ما يزيد على عشرة أيام مزدحمة.. جداً.   

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الأنواء الجوية: ارتفاع في درجات الحرارة الاسبوع الحالي

الكويت تنفي تدهور الحالة الصحية لسلمان الخالدي الذي تسلمته من العراق

ترامب: نريد 50% من ملكية تطبيق تيك توك

القوانين الجدلية على جدول أعمال البرلمان يوم غد الثلاثاء

هل أخطأ البرلمان بعدم حل نفسه مبكراً؟

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

هاتف الجنابي: لا أميل إلى النصوص الطلسمية والمنمقة المصطنعة الفارغة

كوجيتو مساءلة الطغاة

علم القصة: الذكاء السردي

موسيقى الاحد: 14 رسالة عن الموسيقى العربية

تصورات مغلوطة في علم السرد غير الطبيعي

مقالات ذات صلة

السماء ليست حدودًا: قصة هوارد هيوز وجان هارلو
عام

السماء ليست حدودًا: قصة هوارد هيوز وجان هارلو

علي بدرفي مدينة تتلألأ أنوارها كما لو أنها ترفض النوم، وفي زمن حيث كانت النجومية فيها تعني الخلود، ولدت واحدة من أغرب وأعنف قصص الحب التي عرفتها هوليوود. هناك، في المكاتب الفاخرة واستوديوهات السينما...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram