السقف الزمني بين الوزيرين يمتد الى اكثر من نصف قرن ، وأثناء مراجعة أوراق الأول، شغل منصبه منتصف نهاية خمسينات القرن الماضي ، حققت الوزارة إنجازاتا كبيرة في مجال تخصصها، وبفعل الاضطراب السياسي في العراق ، واعتماد القرارات الثورية ، ومنح العسكر مناصب وزارية تراجع الأداء ، وصدرت شهادة وفاة الوزارة ، بإبعاد أصحاب الخبرة ، والكفاءة ، والاستعانة بموظفين جدد ، معظمهم ينتمون الى تنظيم سياسي يتولى أمانته العامة الوزير الجديد أداء الوزارة اليوم مقارنة بسنوات سابقة ،يشير الى تراجع ملحوظ ، ودليل ذلك وثائق يحتفظ بها الموظف المتقاعد ابو مشتاق ،سبق ان تولى مسؤولية إدارة المكتب الخاص لجميع الوزراء ممن عاصرهم خلال سنوات خدمته لحين إحالته الى التقاعد .
وثائق ابو مشتاق ، كما يصفها هو تثير الحزن ، ونشرها في الوقت الحاضر ، ربما لا يلفت أنظار المسؤولين الحاليين ، عندما يطلعون على تفاصيل دقيقة اعتمدها الوزراء السابقون ، قبل بداية تراجع الأداء ، ومنها الاستعانة بمهندسين وخبراء ، لتطوير العمل، والتعاقد مع شركات عالمية بموجب عقود خالية من شبهات الفساد، ولامجال لتدخل الوزير او احد أبنائه او معارفه في ضمان إبرام العقد مع شركة معينة ، مقابل الحصول على نسبة مئوية من مبلغ الصفقة .
وما يرويه ابو مشتاق عن الوزراء السابقين ، قبل الدخول في "المرحلة الثورية" ، رافقهم في زيارات عمل الى عواصم عربية وأجنبية ، انهم كانوا لا يكلفون الدولة نفقات سفراتهم، ويشترطون على الجانب الآخر دفع أسعار تذاكر السفر بالطائرات والإقامة في الفنادق ، ويدفعون من مالهم الخاص مبالغ شراء حاجياتهم الخاصة ، ومع سرد التفاصيل ، ومقارنتها بما تشهده مرحلة" صخام الوجه" على حد تعبير ابو مشتاق ، تمتد أصابع الرجل الى علبة سجائره متجاوزا نصائح شريكة حياته والأبناء والأحفاد وكذلك الأطباء ،لينفث مع دخانها همومه ، ثم يستمر في سرد معاناته المريرة جراء المصير التعس الذي وصلت اليه الوزارة ، وكيف انتهى بها المطاف " خرابة" رسمية تفرغت لخدمة حزب الوزير ،وسخرت ما تبقى من امكانياتها لتحقيق مكاسبه الشخصية والحزبية .
المكتب الإعلامي لتلك الوزارة فضلا عن مستشاريها وهم بالعشرات، اعتادوا على شن حملة لا تخلو من التهديد المبطن لمن تسول له نفسه مس وزيرها بسوء ، لأنه معروف بالنسبة لهم بحسن السيرة والسلوك، والتراث النضالي ، في مقارعة الديكتاتورية ،وصاحب قائمة تصفية أزلام النظام السابق ، وبجهود الوزير وفتواه المستوردة من الخارج، افرغ وزارته من الكفاءات ، وبجهوده دخلت البلاد في مرحلة" صخام الوجه "والتوقعات تشير الى ان الوزير سيحتفظ بمنصبه في الحكومة الجديدة لتحقيقه منجزات تاريخية بمنح السيطرات الأمنية في بغداد تحمل إعلانات السجائر .
بين وزيرين
[post-views]
نشر في: 16 مايو, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 1
ابو اثير
طبعا المعني بهذا هو السيد أو ألأصوب الحاج هادي العامري أبو مهيدي أمرجع الطائرات نعم أن هذا اوزير الفاشل من ضمن عبقرياته ألأستيزارية في وزارته أنه يعطي للطيارين العرب وألأجانب العاملين على الخطوط الجوية العراقية عشرة أضعاف ما يعطى للطيار العراقي والكل بعرف