TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > العرب والانفعال

العرب والانفعال

نشر في: 23 نوفمبر, 2009: 05:32 م

محمد مزيدلدى العرب تنقلب مفاهيم الرياضة فتتحول الى صراع وتنازع وقطع علاقات ورمي حجارة وكسر زجاج عجلات ونهب محال، ولابد من التأكيد على ان الحكمة العربية التي يجب ان تكون حاضرة في أية مواجهة بين شقيقين عربيين سواء على مستوى الرياضة أو الاقتصاد أو السياسة
نجدها تختفي ليحل محلها الانفعال. منظرو الثقافة الراهنة يقولون ان أمة العرب أمة صوتية، أي أنها لا تقنع الآخرين بالمنطق والحق والفلسفة، بل بالانفعال الصوتي كي تعبر عن نفسها، ولعل الدليل على ذلك ما نشاهده أحياناً من سجال عنيف في قناة الجزيرة يصل في الغالب الى التراشق باللغة الوضيعة.. ان لم يكن بالأيدي والأرجل. ما حصل في ملاعب الجزائر ومصر، ومن ثم المباراة الفاصلة في السودان في تلك المواجهة الرياضية يشير بوضوح الى الانفعال العربي، فاللعبة لم تكن "رياضة" بالمرة، بل صعدت أبخرتها الى متون السياسة، صار هناك استدعاء لسفير واحتجاج، وصحف طرفي النزاع الرياضي أفاضت في تأجيج وتأليب الجماهير سعياً الى المباراة الفاصلة. اننا إزاء هذا المعطى "الانفعالي" ليس أمامنا غير القول بضرورة ان يتجه العرب الى حل اشكالياتهم مع الذات، لان اللعبة الرياضية لا تعدو ان تكون مجرد لعبة، وليس شيئاً آخر والأمم الراقية.. الأمم التي تزعم إنها حية لا تنفعل بالشكل الذي رأيناه خلال اليومين الماضيين. صحيح ان شعبية لعبة كرة الدم فاقت الحدود ولكن لا ينبغي ان تجر مسالك العقل الى دهاليز الغضب والشر مع إننا نسلم بأن الجمهور لديه الحق في نصرة فريقه الى أي مستوى يمكن ان يبلغه. لقد انطوى التاريخ على دروس في هذا الصدد بأن الرياضة "رطبت" قلوب شعبين كانا على خلاف وتنازع، ولعل ما شاهدناه في حالة الأرمن والأتراك بعد قطيعة امتدت الى قرن من الزمان بين الشعبين، نجد أول خطوة تقارب قام بها سياسيو البلدين بإقامة لعبة كرة القدم بين فريقيهما البلدين جرت قبل أسابيع في العاصمة التركية أنقرة. العالم المتحضر كما نرى ونسمع يتجه الى الشراكات في محافل الاقتصاد والسياسة والسياحة، فيما بقي العرب للأسف الشديد يراوحون في مكانهم بانتظار كودو على ما يبدو. Meziyad_58@yahoo.com

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالحوارِ أم بـ"قواتِ النخبة".. كيف تمنعُ بغدادُ الفصائلَ من تنفيذِ المخططِ الإسرائيلي؟

تحديات بيئية في بغداد بسبب انتشار النفايات

العراق بحاجة لتحسين بيئته الاستثمارية لجلب شركات عالمية

الكشف عن تورط شبكة بتجارة الأعضاء البشرية

مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 %

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram