لم اسمع من المالكي يوما انه تحمل مسؤولية جزء يسير مما يحل بالعراق من خراب خاصة في مجال الملف الأمني الذي احتكر التصرف به لوحده. في خطبته الأربعائية الأخيرة واضح انه تهرب من مسؤولية ما يتعرض له العراقيون من مذابح يوميه ورماها على الشعب المسكين. ببرودة أعصاب طمطم تقصيره وعجزه عن حماية أرواح الناس وممتلكاتهم رغم ما تحت يديه من أموال طائلة وسلاح وجيش وقوات أمنية. طالب "المواطنين" بالتعاون مع الأجهزة الأمنية من اجل التضييق على الفاعلين في ظاهرة "الإرهاب" وملاحقتهم وتجفيف منابعهم في داخل وخارج البلاد. لا ادري كيف يستطيع العراقي المطروح هدفا سهلا للإرهاب، لأن "دولته" تركه واكتفى بحماية كرسيه واهل بيته فقط، ان يجفف منابع الإرهاب خارج العراق؟ دخلي أول مرة يحصل على فيزا لتلك البلدان وعود وراها تتدلل حجي. خطبة هذه أم درس ركيك في الإنشاء؟
يحمّل المواطن المسؤولية وينسى ان محاربة الإرهاب تتطلب أولا قرارا سياسيا. قبل ان تطالب الناس عليك ان تنشر العدالة والمساواة. لقد انتهى الإرهاب الى حد كبير جدا في العام 2008 بفضل الصحوات وبفضل وجود الجيش الأمريكي الذي به كانت به عقول عسكرية محترفة تعرف كيف تحارب الإرهاب. لم تبق للقاعدة ولا غيرها حواضن شعبية تذكر. حتى هم أنفسهم قالوا بان قواعدهم نائمة. أتيت انت يا حجي، خاصة بولايتك الثانية، لتهدم كل الإنجازات الأمنية ولتوقظ الإرهاب من جديد. ملأت السجون بالنساء والأطفال وسلطت سيف 4" إرهاب" على رقاب أبناء مكون عراقي رئيس كان لهم الفضل الأول في طرد القاعدة من ديارهم.
قمعت تظاهراتهم بعد ان عاملتها باحتقار وازدراء. أغرقت بيوتهم. أحرقت بساتينهم. حولت ملايين منهم الى لاجئين ومهجرين. لعبت على وتر الطائفية مدعيا انك تنصر الحسين على أمة يزيد فسماك الطائفيون مختار العصر. هل كان المختار لا يستطيع المشي خمس دقائق في شوارع الكوفة مثلما أنت عاجز عن فعل ذلك ببغداد او العراق كله؟ ومن هو الذي اختبأ بقصره وبعث جنده لقتل أصحاب الحق وتحويل عوائلهم الى سبايا، يزيد أم الحسين؟
في يوم خطبتك واليوم الذي تلاه لعبت المفخخات على هواها وستظل تلعب ما دمت وحدك تحتكر الملف الأمني. مئات الآلاف من قتلانا عجزت عن حمايتهم ثم تخرج لتعطينا دروسا في كيف نحمي انفسنا. زين وانت شنو شغلك؟
اطلع منها يا أخي وافسح المجال لغيرك من القادرين على حماية أرواح العراقيين. بس اطلع وشوف. اطلع وستكون ضربة قاصمة لظهر القاعدة وداعش وللإرهاب في داخل وخارج البلاد. لقد شمت بنا القتلة واستباحوا حرمة أرضنا ودمائنا. لا شيء يشمتنا بهم ويبكيهم مثلما ابكوا أراملنا وأيتامنا غير رحيلك، وتحرير الملف الأمني من قبضة يديك ثماني سنوات عجاف اثبت بها انك لا تعرف معنى الأمن ولا تجيد الف باء محاربة الإرهاب.
أربعائيـة المالكـي
[post-views]
نشر في: 16 مايو, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 1
ياسين عبد الحافظ
لن يستطيع العراقيون ولا غيرهم من محاربة الارهاب,الارهاب حرب البشرية فى بحثها عن الامن والسلام, قال عنها رامسفيلد (انها حرب شخصية),طريق الخلاص والنصر فيها واحد لايقبل التاويل واللف والدوران,جهد اممى عابر للحدود والقارات ,استراتيجته مبنية على قوانين حقوق ال