تحت وطأة ذكريات الصبا، هزني الحنين لاستعادة تلك الأيام التي ما كنت فيها أفوّت فيلما هنديا يعرض على صالات السينمات البغدادية، الا وشاهدته. رغم ما كانت تثيره فينا من أحزان لكنها كانت، ايضا، تمتعنا برقصات الهنود وتبهجنا بألوان ما كنا نجد مثلها في الأفلام الأخرى.
وبفضل الانترنت، التي رحم الله والدي من أخترعها ويسّرها لنا، بحثت عن أي شيء له علاقة بالشباب والأفلام الهندية. قادتني الصدفة الى فيلم حديث اسمه "جنون الشباب". مراهقون ومراهقات هنود يجبرون الصخرة الصماء على الرقص والتمايل طربا لخفة حركاتهم الجسدية والروحية. تابعتهم فامتلأت رئتي بنسائم بغداد وايامها الحلوة. لماذا الأشياء التي ترتبط ببغداد لها طعم مختلف؟ لا أدري.
العام الذي انتج فيه الفيلم هو 2013. الابطال فرحون. أهي الصدفة مرة أخرى، أم استجابة من القدر، أن اسمع اسم بغداد يتردد في أغانيهم. تساءلت كم مفخخة حقيرة مزقت روحك يا بغداد في ذلك العام؟ من اين استحضرتك هذه الهندية الجميلة التي تتباهى بتنورتها؟
تنورتي صارت خبرا عاجلا على الشاشات
من بغداد الى دلهي مرورا بأگرا
يا عيني يا بغداد. ها هن الجميلات وحدهن يعرفن انك تقدرين الجمال. تتباهى بتنورتها التي اظهرتها بغداد في عواجلها. اردت ان أصيح بها: آه لو تعرفين ماذا تقول العواجل في بغداد هذا المساء؟ كتمت السؤال كي لا أُحزن صاحبة التنورة الحلوة.
حسبتها ارادت القول ان الدنيا انشغلت بتنورتها، لكنها لم تقل باريس او روما أو مدريد، انما قالت بغداد. يا الهي بودي ان افتح الشباك وأصيح على من في الشارع اسمعتموها تقول "من بغداد الى دلهي".
قبل أيام كتبت على الفيس بوك شابة عراقية تتحضر لحفلة تخرجها من الجامعة، وكان اتفاق المتخرجين ان يرتدوا ملابس كلاسيكية او تنكرية. قالت الشابة انها قررت البحث في خزانة لملابس والدتها البغدادية التي كانت ترتديها في أيام شبابها. المفاجأة انها عثرت على تنورة وصفتها بانها من أجمل ما رأت بالكون تصميما وملمسا وأناقة. خلاصة القول ان أمها منعتها من ارتدائها لأن زمان الخير قد ولى. وكيف لا يولي وبغداد قد غزتها وجوه لا تعرف معنى الخير والفرح والحب والجمال؟
لكم اهدي رابط الأغنية فتأملوها:
http://www.youtube.com/watch?v=8ct92a1h3e4