أعلنت هيئة الإعلام والاتصالات، امس الاول الجمعة، أن العراق سيجني "مردودا اقتصاديا كبيرا" بتشغيل رخصة الجيل الثالث لشركات الهاتف النقال، وبينت أن هذه الخدمة ستمنح "سرعة كبيرة لمستخدمي الإنترنت والاتصال الهاتفي"، وفيما دعت وزارة الاتصالات الى "بدء العم

أعلنت هيئة الإعلام والاتصالات، امس الاول الجمعة، أن العراق سيجني "مردودا اقتصاديا كبيرا" بتشغيل رخصة الجيل الثالث لشركات الهاتف النقال، وبينت أن هذه الخدمة ستمنح "سرعة كبيرة لمستخدمي الإنترنت والاتصال الهاتفي"، وفيما دعت وزارة الاتصالات الى "بدء العمل بشكل فعلي" في الكابل الضوئي، أكدت شركة زين العراق أن تشغيل الجيل الثالث سيوفر "أكثر من 500 الف فرصة عمل وبمختلف القطاعات".
وقال رئيس مجلس أمناء هيئة الإعلام والاتصالات علي الخويلدي في حديث الى (المدى برس)، إن "الهيئة رحبت بموافقة مجلس الوزراء على إطلاق رخصة الجيل الثالث لشركات النقل في العراق وكانت تتمنى أن يكون هذا القرار قبل سنتين لتكون هنالك مساحة واسعة من التطور في قطاع الاتصالات"، مشيرا الى أن "شركات الهاتف النقال في العراق كانت تطالب بوجود وتفعيل نظام الجيل الثالث للحفاظ على سمعتهم في الأسواق كون بعضها تابعة لشركات عالمية عملاقة لها وضعها في السوق العالمي والعربي".
وأضاف الخويلدي أن "من الممكن خلال الاشهر القليلة المقبلة أن تتحول شركات الجيل الثاني الى شركات الجيل الثالث لان الأجهزة المستخدمة في شركات الهاتف بالعراق هي بالأساس تعمل على نظام الجيل الثالث"، وتابع "ستوفر خدمة الجيل الثالث سرعة كبيرة لمستخدمي الإنترنت، فضلا عن سرعة كبيرة للاتصال الهاتفي المتنقل".
ودعا الخويلدي وزارة الاتصالات الى "بدء العمل بشكل فعلي في الكابل الضوئي الذي سيساعد على توفير خدمة إنترنت جيدة وبأسعار مناسبة للمواطن"، موضحا أن "التحول في قطاع اتصالات الهاتف النقال من نظام الجيل الثاني الى نظام الجيل الثالث سيوفر مردودا اقتصاديا جيدا وكبيرا للقطاعين العام والمتمثل بالحكومة العراقية والخاص والذي يمثل شركات الهاتف النقال، فضلا عن حصول العراق على عضوية الاتحاد الدولي للاتصالات".
وتابع الخويلدي أن "اللجنة الاقتصادية في مجلس النواب فرضت مبلغ 322 مليون دولارا كرسم على الشركات التي تباشر باستخدام هذه التقنية"، لافتا الى أن "لجان هيئة الاتصالات بصدد وضع تعليمات خاصة لنظام الجيل الثالث وستلزم بها شركات الهاتف خلال العمل بالنظام".
وزاد الخويلدي أن "الهيئة تأمل أن تكون هناك روح المنافسة الشريفة بين شركات الهاتف النقال في العراق خلال اطلاق الخدمة لمستخدمي الهاتف النقال".
ومن جانبه، قال المتحدث باسم شركة زين العراق للهاتف النقال، سعد فاضل في حديث الى (المدى برس)، إن "تشغيل نظام الجيل الثالث في العراق سيوفر اكثر من 500 الف فرصة عمل وبمختلف القطاعات وهذا بحد ذاته نجاح يسجل للجميع لأنه سيمتص عددا كبيرا من البطالة"، مشيرا الى أن "استخدام الجيل الثالث حالة حضارية بسبب حجم التقدم التكنولوجي فيها".
وأضاف فاضل أن "خدمة الجيل الثالث ستقدم باقة خدمات أوسع وأكثر تقدما وتتميز بسعة شبكية عالية بفضل فعاليتها الطيفية"، مبينا أن "من ضمن هذه الخدمات هو الاتصال الهاتفي الصوتي اللاسلكي ممتد التغطية، ونقل البيانات اللاسلكي واسع النطاق، وخدمات الإنترنت السريعة وغيرها".
وتعمل ثلاث شركات للهاتف النقال في العراق حاليا بخدمات الجيل الثاني (جي 2) والتي تقدم سرعة وقابلية محدودة في تردد موجات الاتصالات الخلوية، ومع إدخال خدمات الجيل الثالث فمن المتوقع أن يزداد استخدام المعطيات الجديدة من المعلومات التي يوفرها هذا الجيل في الشبكة بشكل مضاعف في البلد.
ويرى مواطنون عراقيون أن الاتصالات والانترنت أصبحا جزءا لا يتجزأ من حياتهم اليومية، وليس بإمكانهم الاستغناء عنهما، رغم ضعف الخدمات التي لا تواكب تلك المقدمة في دول أفقر من العراق بكثير.
إذ قال الطالب الجامعي بجامعة تكريت في شمال غرب مصطفى كاظم، إنه "لا يتصور أن يعيش بدون هاتف جوال أو حاسب من دون خدمة إنترنت"، لافتا إلى أن "الهاتف الجوال إذا انقطعت منه خدمة الاتصالات والانترنت فأنه سيتحول إلى حجر".
أما الموظفة الحكومية مريم خليل، فقالت إنه "ليس من الممكن أن يعيش الشخص من دون إنترنت" مضيفة إنها "بين دقيقة وأخرى تستكشف هاتفها لغرض متابعة أي رسالة نصية أو إلكترونية".
ويملك 78 في المائة من العراقيين هواتف نقالة، ولم يقتصر استخدام أجهزة الاتصالات الإلكترونية في العراق، على الشباب فقط، بل امتد إلى كبار السن، ما اعتبر ظاهرة جديدة على المجتمع العراقي.وفي هذا الإطار، قالت الباحثة الاجتماعية إيمان الكاظم، إن "كبار السن أصبحوا يستخدمون الانترنت بشكل كبير، وقد يتساوى مع معدل استخدام الشبكة بين الشباب"، مضيفة إن "الفراغ الكبير في حياة كبار السن، والوحدة التي يعيشونها، يدفعا باتجاه ادمانهم الانترنت، هذا فضلا عن ما يقدمه الانترنت من تسهيل التواصل مع العالم الخارجي".
ونشرت مؤسسة "أكامي" العالمية للإنترنت والخدمات المعلوماتية، تقرير في وقت سابق من العام الجاري بشأن سرعات الإنترنت في دول العالم، أظهر أن دولا أفقر من العراق بكثير مثل أفغانستان والسودان، تتقدم عليها في جودة الإنترنت.
وبحسب التقرير الذي شمل 185 دولة، فإن العراق حل بالمرتبة 179 بسرعة بلغت 0.75 ميغابايت في الثانية متخلفاً بذلك عن أفغانستان التي حلت في المرتبة 167 بسرعة بلغت 0.95 ميغابايت في الثانية، والسودان التي حلت بالمرتبة 173 وبسرعة بلغت 0.85 ميغابايت في الثانية.
وتصدرت هونغ كونغ اللائحة العالمية بأسرع انترنت حيث بلغ متوسط سرعة الاتصال بالإنترنت 49.2 ميغابايت في الثانية ثم تلتها كوريا الجنوبية فاليابان.
يذكر أن العراق يحتل الترتيب 11 بين الدول العربية الـ22، فيما يتعلق بعدد مستخدمي الانترنت، حيث يستخدم الانترنت 2,211,860 مواطن عراقي.
ويتم الاحتفال باليوم العالمي للاتصالات في 17 آيار (مايو) من كل عام، التاريخ الذي يوافق يوم تأسيس الاتحاد الدولي للاتصالات، وهو وكالة الأمم المتحدة الرائدة في مسائل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ويتخذ من جنيف مقرا له، ويضم في عضويته 192 دولة.