TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > على أيـدي معــاقـين .. أسلحـة الحـروب تتحــول الى قطــع فنيــة

على أيـدي معــاقـين .. أسلحـة الحـروب تتحــول الى قطــع فنيــة

نشر في: 23 نوفمبر, 2009: 05:44 م

بغداد/ أفراح شوقيبدأ مقته للسلاح منذ أيام صباه الأولى، ورغبته بتدمير تلك المعدات التي طالما قتلت أحبته وأصدقاءه في حروب مدمرة لم يفهم جدواها حتى الآن، مكنته - بعد ان توفر له ذلك- من تفكيك قطع الاسلحة تلك لتحويلها الى تحف فنية ناطقة بالجمال،
 وكل قطعة تروي قصتها على مهل بعد ان بردت نارها وغدت لوحة تسر الناظرين. في احتفالية نظمتها المنظمة العراقية لنزع الألغام مؤخراً على حدائق نادي العلوية بمناسبة إعادة عملها من جديد، تصدر فعاليات الحفل معرض فني لعدد من الفنانين، تضمن معروضات بأشكال فنية عديدة ومميزة تجمعها رابطة تشكيلها من مادة الحديد الخام بلونه الطبيعي دون اضافة الوان عليها، لتكتسب جمالية اكثر. وبقدر مااثارته فينا من فضول زاد عليه ان يكون معظم من شكل تلك الاعمال هم من المعاقين. ولمعرفة تفاصيل اكثر التقينا مزاحم مطر مدير المنظمة وعرفنا منه اصل حكاية تلك الاعمال، فقال: انها فكرة راودتني بعد ان كلفت عبر منظمة نزع الألغام، بتدمير الاسلحة الخفيفة التي سبق ان استخدمت في الحروب والصراعات التي خاضها العراق، وفكرت بامكانية تحويل قطع السلاح التي طالما كانت السبب في سفك الدماء واشاعة الألم في النفس الى قطع فنية ترتكز على معانٍ كثيرة، اهمها قيمة التحدي والاصرار على مواصلة الحياة الجديدة، وخلق الجمال من بين الركام الأسود، وفعلا قمت بالاستعانة بثلاثة فنانين من اكاديمية الفنون الجميلة، لتشكيل نماذج فنية مبتكرة من قطع الاسلحة تلك، دون اضافة أية مستلزمات اخرى لتبقى محافظة على مغزاها، وكذلك عدم اضافة الالوان. ومعظم تلك الأعمال تحاكي جمال الطبيعة والحب، مثل تحول فوهة البندقية الى فوهة للزهور، وصهر الحربة لتكون قلماً نكتب به، او صنع شمس او خيمة او ماكنة للحرث والزرع، وغيرها من النماذح الفنية المعبرة، وقمت بتشغيل عدد من المعاقين بهذا المشروع الذين كانت الاسلحة ذاتها سبباً في عوقهم. وكيف طورتم المشروع؟ اجاب قائلاً: في النية التوسع في ذلك لتكون تلك الاسلحة جزءاً من مشروع متكامل لتأهيل المعاقين ودمجهم بالمجتمع والحياة عبر الفنون النحتية الجميلة،وتوفير فرص العمل لهم. ولقي المشروع وهو لايزال في بدايته نجاحاً كبيراً حيث وصلتنا طلبات كثيرة عبر البريد الالكتروني من دائرة شؤون الالغام في نيويورك باقامة معرض متنقل هناك ليجوب بعدها عدداً من دول العالم التي مازالت تعاني من خطر الألغام. وتلقينا كذلك طلباً من مؤسسة متاحف حول العالم لشراء عدد من الأعمال تمهيداً لعرضها في 31 متحفاً موزعة في 13 دولة عالمية. وماذا كانت ردود افعال الفنانين ممن عايشوا التجربة؟ قال: الكثيرون تحمسوا لها، وبعض الأساتذة عدوها تجربة او مدرسة جديدة في الفن العراقي، وهي تستوحي نماذج من الفنون المحلية الأصيلة كالفن الاشوري والسومري لتضيف اليها لمسات جديدة وجميلة، بتحويل مادة السلاح الى تحفة فنية ناطقة بالحياة. كما ان هناك تجديداً وابداعاً في تحويل العنف الى جمال وفن معبر قادر على ان يعطيك صورة مغايرة لواقع رفضناه، كما ان فكرة العمل جديدة ايضاً وهذا ماشجع على الخوض و الابداع اكثر. وبالقرب من احد اعماله التقينا الفنان ايسرنعمة الذي فقد احدى قدميه في الحرب العراقية الايرانية، فقال: كنت متلهفاً للعمل في هكذا مشروع واشعر اننا نسخر من العنف ونلويه بين اصابعنا ليكون مطواعاً للحب بدلاً من الشر الذي يكتنفه. ومثلما سخره اخرون ليكون اداة للموت سخرناه هنا ليكون اداة للفن والجمال وهي عناوين مهمة للحياة اليس كذلك؟!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

التعديل الوزاري طي النسيان.. الكتل تقيد اياد السوداني والمحاصصة تمنع التغيير

حراك نيابي لإيقاف استقطاع 1% من رواتب الموظفين والمتقاعدين

إحباط محاولة لتفجير مقام السيدة زينب في سوريا

امريكا تستعد لاخلاء نحو 153 ألف شخص في لوس أنجلوس جراء الحرائق

التعادل ينهي "ديربي" القوة الجوية والطلبة

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

مهرجان العراق لأفلام الشباب يطلق مسابقة المنحةلدعم مشاريع أفلام المواهب الشبابية

مهرجان العراق لأفلام الشباب يطلق مسابقة المنحةلدعم مشاريع أفلام المواهب الشبابية

 متابعة المدى برعاية السيد الدكتور احمد المبرقع وزير الشباب والرياضة وفي إطار دعمه المتواصل للمواهب الشبابية العاملة في صناعة الافلام يُعلن مهرجان العراق السينمائي الدولي لأفلام الشباب الإعلان عن مسابقة المنحة المالية الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram