ما الذي يحدث في الفلوجة ومحيطها تحديداً، وما الذي يجري في محافظة الأنبار عموماً للشهر الخامس على التوالي؟
السؤال له ما يبررّه بقوة، فالشعب العراقي مدفوع منذ البداية إلى ركن شديد العتمة في ما يتعلق بهذه القضية، مع انه ينزف على هذه الأرض دماً ثقيلاً ويخسر أرواحاً عزيزة.
الاسبوع الماضي قدّم رئيس مجلس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة تقريراً عن الوضع الأمني الميداني في الفلوجة وعموم الأنبار، ولكن الى زعامات حزبه والقوى المتحالفة معه (التحالف الوطني)، وهي جميعاً من لون سياسي واحد وجنس طائفي ومذهبي واحد، وهو ما يعكس عصبية طائفية مقيتة تطعن في وطنية التحالف الحاكم. أما الشعب فمتروك الى جهل مطبق بما يدور في البلاد، وبخاصة في هذه المنطقة، مع أن أبناءه وليس أبناء زعماء التحالف الوطني هم من يسقطون بالمئات هنا قتلى جرحى في المعارك مع إرهابيي (داعش) وغيرهم. وقد أبدينا ملاحظة بهذا الشأن في هذه المساحة بالذات من الصحيفة، بيد أن
أحداً في رئاسة مجلس الوزراء والقيادة العامة للقوات المسلحة والتحالف الوطني لم يشأ إلا التصرف على شاكلة ما تفعله الأحزاب الحاكمة في ظل نظام شمولي، كنظام صدام حسين.. القيادة هي وحدها العقل المفكر والمدبر (والمُدمِّر أيضاً في الغالب)، أما العامة (الناس) فليس لهم حق السؤال حتى عن مصير ابنائهم الضحايا.. حقهم مكفول في السمع والطاعة والخنوع فحسب.
من حق الشعب أن يعرف ما يدور في الفلوجة وعموم محافظة الانبار، فالقضية قضيته وليست قضية رئيس مجلس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة وخاصته وقادة تحالفه وحدهم، والعواقب، سلبية كانت أم ايجابية، انما تترتب عليه.
والجواب على سؤال المفتتح من هذا العمود مستحق أيضاً، لأنه في الاوساط الاجتماعية والسياسية وفي مواقع التواصل الاجتماعي وعبر وسائل الاعلام المختلفة تتردد معلومات متضاربة ومتناقضة، والناس لم تعد تعرف ما الصحّ منها وما الخطأ، وما الحقيقي وما المزيف أو المبالغ فيه، في ظل التعتيم الحكومي طويل الأمد غير المفهوم وغير المبرر.
تصريحات المصادر الحكومية تركت لدينا الانطباع منذ أسابيع عدة باننا بتنا قاب قوسين أو أدنى من الانتصار على (داعش) وأعوانها ونظرائها وحلفائها، لكننا لا نشهد على الارض تقدماً ملموساً ولا ترد الينا الأخبار السعيدة التي نُوعد بها اليوم بعد الآخر والشهر بعد الشهر. وهذا كله يعزز المعلومات المتداولة التي تفيد بأن وضع دولتنا وقواتنا المسلحة هناك ليس مريحاً في الواقع.
بالكذب لا يتحقق النصر على العدو، ولا التعتيم يأتي بالظفر. ان مردودهما سلبي الى أبعد الحدود على صعيد الحالة المعنوية والنفسية للجند ولأهاليهم من عامة الناس، والجهر بالحقيقة أفضل الف مرة من السعي لإخفائها مهما كانت درجة مرارتها.
الثقب الأسود في الأنبار
[post-views]
نشر في: 17 مايو, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 2
مواطن عراقي
نعم اخي عدنان ، ان من يسقط في الانبار هم من ابناء هذا الشعب المنكوب ، لنذهب الى قناة رئيس الوزراء الفضائية سنجد عبارة تصفية الحساب وهي اسم العمليات القتالية مع شعبنا في الانبار يعني ان له مع الانبار حساب يريد ان يصفيه ، فما هو هذا الحساب ياترى؟ انا ات
ابو اثير
أستاذنا الفاضل ..الكل يعلم أن ما يجري في المنطقة الغربية منذ أربعة أشهر هي حرب وعدوان على مكون معين يقوده السلطان وبعض المرتزقة من المحسوبين على أهل المنطقة الغربية وهدفها هو كسر شوكة مواطني هذه المناطق وأذلالهم والتصدي لمطالبهم العادلة والسلمية أضافة تقر