في شهر آذار الماضي، ومن جديد راحت وسائل الاعلام الفنلندية ، تناقش وبحرارة ، ومن وجهات نظر مختلفة ، موضوع المشروع الثقافي المثير للجدل للغاية، إلا وهو مشروع متحف جوجنهايم في هلسنكي Guggenheim museum . وكان مجلس بلدية هلسنكي عام 2011 رفض المقترح
في شهر آذار الماضي، ومن جديد راحت وسائل الاعلام الفنلندية ، تناقش وبحرارة ، ومن وجهات نظر مختلفة ، موضوع المشروع الثقافي المثير للجدل للغاية، إلا وهو مشروع متحف جوجنهايم في هلسنكي Guggenheim museum . وكان مجلس بلدية هلسنكي عام 2011 رفض المقترح خلال التصويت، لكن المقترح أثير من جديد وفاز بالأصوات الكافية ولاقى القبول. الأخبار من مصادر عديدة مطلعة قالت ان مسابقة معمارية دولية مفتوحة لمتحف جوجنهايم في هلسنكي ستبدأ في حزيران / يونيو في العام الحالي.
ويتوقع أن المسابقة ستقبل مساهمات المعماريين من داخل فنلندا ومن خارجها، وستكون هذه المسابقة الخطوة الثانية في مشروع مؤسسة جوجنهايم التي تسلمت الموافقة الأولية في ايلول العام الماضي . ومن المتوقع أن تستمر المسابقة لمدة سنة كاملة ، وتنظمها مؤسسة جوجنهايم بالتعاون مع الجمعية الفنلندية للمهندسين المعماريين، ومدينة هلسنكي والحكومة الفنلندية ، وتم اختيار الموقع المحتمل للمتحف في الجانب الجنوبي من ميناء هلسنكي.
لم يتم بعد وضع اللمسات الأخيرة لتفاصيل المنافسة، بما في ذلك الجدول الزمني المحدد ، ولكن من المتوقع أن يتم الانتهاء منها خلال فصل الربيع . وتقدر الميزانية للمنافسة على مستوى المليونين ومئتي الف يورو (2.2 مليون يورو) . وان القرار النهائي عن تحديد ما إذا سيتم إنشاء المتحف سيكون في وقت ما بعد الانتهاء من المسابقة.
المشروع أثار الكثير من الجدل و المعارضة في الأوساط الفنية، والاعتراضات بين أوساط المثقفين وهناك العديد من منظمات المجتمع المدني ايضا ، وخاصة بعض الفنانين الفنلنديين فانهم لا يريدون قيام المشروع ، ووقع اكثر من مئة فنان فنلندي على عريضة طالبوا بأن تصرف الأموال على ترميم وتجديد متحف هلسنكي الوطني بدلا من ذلك. الأسباب التي يستندون اليها ، هي ان مؤسسة جوجنهايم استخدمت أساسا سمعتها لجمع المال لنفسها ، وانها مؤسسة تجارية أكثر منها فنية، وأن بعض مشاريع متاحف جوجنهايم في جميع أنحاء العالم لاقت الكثير من الفشل ، وأيضا، يقول بعض النقاد، انه في هذا المشروع سيتم استبعاد الفن الفنلندي من المتحف الذي سيتخصص في إقامة معارض للفن الحديث من مختلف ارجاء العالم، وان متاحف العاصمة لها برامجها الحيوية في إقامة المعارض التي ستتأثر بخطط المتحف الجديد ، وهناك العديد من المجموعات التي تعارض مشروع المتحف نظرا لتكاليفه الضخمة، التي سيكون جزء كبير منها عبئا على دافع الضرائب الفنلندي ، تجدر الإشارة الى ان وزير الثقافة الفنلندي (من حزب اتحاد اليسار) وفي وقت سابق قبل استقالته في 25 اذار الماضي، احتجاجا على ميزانية الدولة الجديدة التي أقرتها الحكومة الفنلندية نفس يوم الاستقالة ، أشار وفي تعليقه على مساهمة وزارته في مشروع المتحف الى انه لا توجد في ميزانية الوازرة خطة للمساهمة في مشروع المتحف ، وأن وزارته لا تملك الموارد الكافية لإنجاز العديد من المشاريع الوطنية واضطرت لتخفيض ميزانيات بعض المشاريع.
على الجانب الآخر، فأن مؤيدي المشروع يأملون أن هذا المتحف قد ينشط السياحة الى فنلندا، مثلما فعل متحف جوجنهايم في بالبوا Bilbao في إسبانيا في اقليم الباسك الذي افتتح للجمهور منذ عام 1997، ويقولون من الممكن أن يلاقى المتحف النجاح ، ويجعل من هلسنكي مقصد فني مشهور.
تجدر الإشارة الى أن رجل الأعمال الامريكي الثري ، ومالك عدة حقول تعدين عن الذهب ، سولومون روبرت جوجنهايم (1861 ــ 1949) ، والمحب للفن ، ومن بعد نهاية الحرب العالمية الاولى ، اهتم بجمع الأعمال الفنية وأسس مؤسسة باسمه اهتمت بمواصلة جهوده ، وافتتح اول متحف له عام 1939 ، وثم أنشأ متحف سولومون جوجنهايم في مدينة نيويورك، الولايات المتحدة ، الذي افتتح عام 1959 ، وصار المقر الدائم للمؤسسة ، وحاليا يشرف على ويديرعدة متاحف باسم المؤسسة افتتحت في فترات لاحقة في العديد من دول العالم ، وتعتبر من المعالم المعمارية والفنية ، ومنها متاحف في فينيسيا ، برلين، لاس فيغاس وأبو ظبي ، وتنظم عادة معارض في الفن الحديث على مدار السنة .