شهدت أغلب دوريات العالم بكرة القدم اللعبة الأكثر شعبية تفاوتاً بمستويات الفرق المتنافسة فيها ما يجعل خيرة الفرق تتقهقر بنتائجها أحيانا ثم ما تلبث ان تعود الى وضعها الطبيعي لتعيد تنظيم صفوفها وتستعيد عافيتها لتستقر في الصدارة دائما والشواهد كثيرة على ذلك .
اليوم ودورينا الماراثوني الذي استغرق حتى الآن سبعة أشهر وبنجاح ساحق نرى ان فرقنا لاسيما الجماهيرية منها باتت تتقهقر هي الأخرى أسوة بفريقي برشلونة وريال مدريد وغيرهما من الفرق الاوروبية لكن المشكلة في الفرق العراقية انها وعلى ما يبدو لم تفكر بجدية لتصحيح مسارها والعودة الى وضعها الطبيعي ، وما اسفرت عنه نتائج المرحلة الثانية من الدوري الممتاز تجسد ذلك بعد ان شاهدنا فريق القوة الجوية المتخم بنجوم اللعبة كيف انهار وبشكل غريب ليستمر مسلسل الإخفاقات وهو ينزف النقاط لتكون هزيمته الاخيرة أمام فريق المصافي بثلاثية نظيفة بمثابة رصاصة الرحمة برأس هذا الفريق العريق الذي تغنى به آلاف المشجعين من جمهوره عبر السنين الطوال نادبين حظهم العاثر الذي جعلهم يقترنون باسمه خصوصا انه دائما ما يشهد حالات من المــد والجزر في مستواه الفني لكن هذه المرة وعلى ما يبدو أن أية محاولة لإصلاحه وإعادته الى وضعه الطبيعي لا توجد في الوقت الحاضر على اقل تقدير من خلال التخبط الواضح لإدارته بإقالة وتسمية مدربيه الذين لم يوفقوا بقيادته نتيجة انقسام الهيئة الإدارية له بين مؤيد ورافض لهذا المدرب أو ذاك فضلا عن التدخلات المستمرة من قبل جمهوره بأمور تخص الملاك التدريبي فقط .
المشكلة لا تتوقف عند وكر الصقور، بل وجدنا ايضا ان فريق الطلبة (الأنيق) قد أضاع أناقته هو الآخر وغاب طويلا عن مستواه المعهود الذي دائما ما يعيدنا بذكرياته الجميلة الى الزمن الجميل لنستذكر عمالقة هذا الفريق حسين سعيد وعدنان درجال وأيوب اوديشو ويحيى علوان وجمال علي وعلي حسين ووميض خضر ووميض منير وعلاء كاظم ومحمد علي مكي وصباح جعير يوم كانوا يبدؤون الدوري بمستوى ثابت ينهون به الموسم ذاته وفي النهاية نراهم متواجدين في احد الفرق الثلاثة الاولى ، لكن للاسف وجدنا هذا الفريق اليوم مترنحاً في المركز الرابع بنقاطه 31 التي حصل عليها من 20 مباراة أي بمعدل نقطة ونصف لكل مباراة بعد ان فاز في 9 مباريات وخسر 7 وتعادل في 4 وهذه الارقام تبدو مخيفة للغاية ، لاسيما بعد ان خسر أول من أمس أمام فريق الكرخ الفتي بهدفين نظيفين وظهر بعدم الرغبة للعودة الى مستواه المعروف ليكون صيداً سهلا لفتية عصام حمد الذين هزوا شباكه مرتين .
الأمر ينسحب على فريق الزوراء ايضا الذي عانى ما عاناه خلال الموسم الحالي بعد ان تعثر كثيرا حتى تمكن الآن من الوصول الى المركز السادس برصيد 29 نقطة لا تلبي طموح جمهوره الذي يعد الأكبر بين جماهير الفرق الأخرى ، ولم نتوقف عند عش النوارس الذي بات مهجورا بائسا أثر الضربات الموجعة التي تلقاها من بقية الفرق التي كانت تحلم بمواجهته والثبات أمامه .
ولم يكن فريق دهوك بأفضل حالا من سابقيه فهو الآخر ظهر هذا الموسم بأسوأ حالاته بعد ان وضع اسمه بأحرف من ذهب في تأريخه يوم اعتلى لاعبوه منصات التتويج خلال احد المواسم الماضية لنجده اليوم غير قادر على البقاء في الدرجة الممتازة بعد ان انحدر مسرعاً ليحجز له مركزاً غير ملبٍ لطموحات القائمين عليه محتلا المركز الثاني عشر برصيد 22 نقطة برغم ضمه نخبة جيدة من لاعبي المنتخبات الوطنية ، واذا ما استمر بمسلسل تعثراته هذا سوف يصل الى الهاوية.!
قد نجهل الأسباب وقد يجهل محبو هذه الفرق ايضا اسباب تلكؤ تلك الفرق لكن لابد ان يعي القائمون عليها الى إجراء مقارنة بسيطة لما ينفق ويهدرعلى فرقهم من أموال طائلة هل تتلاءم مع نتائج مبارياتها البائسة ؟ الجواب بكل تأكيد سنجده عند أهل العلم فلا نقول سوى إفتونا يرحمكم الله.
سقوط الكبـار
[post-views]
نشر في: 19 مايو, 2014: 09:01 م