لا أقول اني كنت مستعدا، لكنني كنت متوقعا ان يأتيني سيل من أسئلة بعد ظهور النتائج وفوز قائمة المالكي بأعلى المقاعد، رغم انه يوم فاز علاوي في الانتخابات السابقة لم يسألنا أحد ولم يطلب منا آخر ان نكف عن نقده لأنه فاز بأعلى المقاعد. أما اليوم، ولأن الفائز من طينة أخرى، صارت الأسئلة والطلبات لا تعد.
انه استفتاء لاختيار الحاكم وليس لتحديد من هو المعصوم يا عباد الله.
جاءني السؤال الأول ثم تبعته أسئلة من أحباب القائد الفائز، معظمها متشابه في المعنى وان اختلفت الصياغة، لذلك سأختزلها في ثلاثة:
س1: أما تعتقد انه يجب عليك ان لا تنقد المالكي بعد اليوم لأن الشعب قد اختاره؟
ج1: باختصار وبساطة شديدين أقول للسائلين اذهبوا بأنفسكم وابحثوا عما يكتبه الإعلاميون والمثقفون المستقلون في صحف أي بلد معروف بديمقراطيته من أمريكا الى الهند. احسبوا عدد المقالات التي تنتقد رؤساء الحكومات والدول الذين فازوا بانتخابات يصعب التشكيك بنزاهتها. من البديهيات التي يتناقلها الناس في الغرب الديمقراطي بلا شك ان نتائج الانتخابات لا تعد شهادة لحسن سلوك الفائز ولا تحسب دليلا على نزاهته. يقولون هناك ان "الانتخابات تحدد من سيكون في السلطة، لكنها لا تحدد كيفية استخدامه لها".
س2: أما تعتقد ان ملاحقة أخطاء المالكي باتت إهانة لإرادة الشعب ؟
ج2: مع جل احترامي للسائلين فالسؤال ساذج جدا. فاحترام إرادة الشعب واجب على الجميع. لكن من الناحية النظرية ان إرادة الشعب ممثلة بـ 328 مقعدا برلمانيا. هذا يعني ان الذين اختاروا المالكي اقل من الثلث وأكثر من ثلثي الشعب لم يختاره. فأي شعب علي ان احترم إرادته: الأقل من الثلث ام الأكثر من الثلثين؟ أكرر من الناحية النظرية لو ان كل أصحاب المقاعد من غير ائتلاف القانون اتفقوا على الا ينتخبوه رئيسا للحكومة فهل سيصبح رئيسا؟ قطعا كلا. وصلت الفكرة أم لا؟
س3: لأن المالكي فاز بانتخابات اقرها الدستور ونظمها قانون اقره ممثلو الشعب، أليس من المفروض بك ان تحترم قواعد الديمقراطية وقوانينها؟
ج3: لا ادري ما هي علاقة روح النقد باحترام الديمقراطية وكيف يمكن قتل تلك الروح باسم الديمقراطية او بالالتزام بالقوانين. اضرب مثلا: هناك قانون يقر بان المرأة العراقية لا تستحصل جواز سفر الا بموافقة ولي الأمر. ولأنه قانون فاني سوف أرافق ابنتي لدائرة الجوازات لاستحصال جواز لها. هذا هو الالتزام. لكن، أيمنعني التزامي هذا من ان اكتب بانه قانون متخلف ويحط من قدر المرأة العراقية ويراها ليست اهلا للثقة؟
تحياتي.