مفردة "حديقة" شاع استخدامها في الشارع العراقي مع مصطلحات اخرى للتعبير عن حالة الاحباط،  فالباحث عن العمل عندما يفشل في الحصول على وظيفة حكومية ، وسائق  الكيا حين يتجه من البياع الى الباب الشرقي في ساعات الظهيرة ولا يجد احدا  يطلب خدماته يخاطب السائق  زميله بالقول" الشارع حديقة "، ورجال الأمن وخاصة من منتسبي الشرطة الاتحادية والجيش  عندما تتأخر مواعيد منحهم الإجازات الدورية، احدهم يخاطب الآخر بعبارة "الموقف حديقة  والإجازات متوقفة لحين رفع الانذار " ولا يقتصر استخدام المفردة على الشباب من الجيل الحالي  وإنما تتداوله الشابات اثناء فشل خطوبة احداهن ، او تأخر انجاب المولود البكر بعد ثلاث سنوات من الزواج ، وفي ضوء ما ما يفرزه الشارع العراقي من مصطلحات ومفردات عجيبة غريبة من قبيل علاس وصكاك وغيرهما يصبح الواقع حديقة والتسمية بعيدة كل البعد عن معناها وليست لها علاقة بتوسيع رقعة  المساحات الخضر   في العاصمة  لتحسين البيئة ، ومواجهة ارتفاع دراجات الحرارة في فصل الصيف  الذي من المتوقع ان يكون  ساخنا، على المستويات كافة، ولاسيما انه سيشهد مفاوضات تشكيل الحكومة الجديدة .
الفاشل في السباق الانتخابي وخاصة من النواب المخضرمين سيعبرون عن  التصاقهم  وارتباطهم بقواعدهم الشعبية وجماهيرهم، عندما يستعير احدهم المصطلح الشعبي حديقة ليعكس واقع حاله ، او في اقل تقدير لمعالجة  مرارة خيبته  وفشله في الوصول الى البرلمان الجديد،  وامامه فرصة مع الاخرين في  جعل "حديقة البرلمان" داخل المنطقة الخضراء ملاذهم الوحيد لاسترجاع ذكرياتهم على مدى ثماني سنوات عمر دورتين تشريعيتين ، وفي تلك الحديقة يستطيع المخضرمون السابقون تقديم الارشادات والنصائح  لتعليم الاعضاء الجدد اسلوب العمل النيابي ، وكيف يحصل العضو على رضا رئيس الكتلة ثم الزعيم السياسي بتنفيذ توجيهاته واوامره وقراراته في الابتعاد عن اثارة اللغط على المسؤولين ، والوقوف ضد مطالبات استجوابهم ، فضلا عن تعلم الرد السريع  بإقامة  المؤتمرات الصحفية للرد على المشككين  بالأداء  الحكومي من منفذي الأجندات  الخارجية.
رواد حديقة البرلمان معظمهم يمتلك شقة او بيتا في المنطقة الخضراء حصل عليه من دائرة عقارات الدولة المرتبطة بالأمانة العامة لمجلس الوزراء، وليس عن طريق نظيرتها المرتبطة بوزارة المالية ، وتوفر هذا الامتياز سيجعل  الرواد يمتلكون  صلاحيات  التنقل بالمنطقة الخضراء بحرية تامة  من دون مساءلة بوصفهم شخصيات سياسية معروفة لم يحالفها الحظ في تجديد الولاية، ويحتاجون الى رعاية خاصة لحين التخلص من خيبة الفشل ودفع ضريبة الديمقراطية . 
حديقة البرلمان ستوفر لروادها فرصة متابعة مجريات العملية السياسية وتشخيص مواطن الخلل،  وليس من المستبعد  ان يعلن احدهم دخول مصطلح  الحديقة " الى المشهد السياسي فيدعو الى اعتماد إجراءات دستورية لإحباط مؤامرة تقويض الديمقراطية  بتنفيذ انقلاب عسكري ، ويتضامن معه الزملاء الآخرون فيقررون الدفاع عن النظام باستخدام" قمجيات الناركيلات" ضد  أعداء  "العراق الجديد" وحينذاك يسجل التاريخ انتفاضة بعنوان حديقة البرلمان.