في البدء، شكرا لجماهير الشعب انهم طمأنونا بأن السيدة عالية نصيف ستبقى جالسة على " أنفاس " البرلمان اربع سنوات قادمة بعد ان حصلت على 3032 عدا ونقدا لاغير، والمفارقة ان أبواب البرلمان اغلقت بوجه ممثلة التيار المدني هيفاء الامين ، رغم حصولها على اكثر من 12 الف صوت من اصوات شباب محافظة ذي قار.
كنت مثل غيري من المواطنين المغرر بهم والذين ينفذون أجندات "خارجية " أتمنى لو ان قرارا صريحا وجريئا يصدر بمنع كل برلماني فشل في تقديم خدمة لناخبيه وانشغل بدلا منها بإثارة النعرات الطائفية، فربما يرتاح الناس من فوضى الخطابات والهتافات التي تفاقم أزمة الاحتقان السياسي، فما الذي سيجنيه الناس من نواب يعيدون إلى مسامعهم الخطب نفسها وتمتلئ شاشات الفضائيات بمعارك تاريخية غير مسبوقة؟ وتتحول حواراتهم إلى مناكفات شخصية.
في أوضاع كهذه من حق العراقيين ألاّ يبالوا بغياب حسن السنيد ووليد الحلي ومحمود الحسن وخالد العطية ، والاّ يقعوا في غرامهم، والسبب لأن بضاعتهم قديمة وبالية، ولا تناسب مطالب الناس بإقامة دولة مدنية حديثة.
الناس كانت تدرك جيدا أنها تعيش في ظل نواب ظرفاء ولطفاء لا يعجبهم القول بأن برلمانهم ولد فاقدا البصر والبصيرة، وان وجوده ضد الطبيعة البشرية.
إن هؤلاء البرلمانيين لم يتركوا لأحد فرصة كي يصدقهم أو يحترم مواقفهم، فهم من كثرة تقافزهم فوق أسوار حدائق السلطة منذ سنوات يجعلنا نستقبل كل ما يصدر عنهم بالارتياب وعدم الاعتبار، ذلك أنهم في غالبيتهم مسؤولون عن هذه المآسي التي يعيش في ظلها ملايين العراقيين.
سيغيب بعض النواب عن البرلمان القادم وسيقول المواطن العراقي متهكما، وماذا بعد؟ هل وجودهم سيعيد الاستقرار السياسي للبلاد، جلسوا تحت قبة البرلمان ام خارجها، لن تفرق كثيرا، فحتما الذين غادروا البرلمان سيعودون الى بلدانهم الأصلية ، فسنقرا اخبار النائب المتقاعد علي الشلاه وهو يعقد الندوات في سويسرا، فيما الشيخ خالد العطية ووليد الحلي يقفان في طابور احد المصارف الإنكليزية ، وان البعض سيعود للتنزه في شارع أكسفورد، أو يقضي سهرات ممتعة في منتجع النخيلة، وسنجد من يقضي فترة تقاعده " المليونية " في مهمة تسوق عائلية في بيروت او باريس، ولكن مع هذا فان قلوبهم وعقولهم وعواطفهم ستكون حتما مع هذا الشعب الذي سيقضي اربع سنوات جديدة مع مؤتمرات " المصالحة المستدامة" .
بالأمس كنت اضحك وانا انظر الى صورة محمود الحسن حزينا، فيما مثال مثال الآلوسي مبتسما ، فاعرف إن هذه البلاد ستظل بخير، على الرغم من كل الخطب والشعارات التي تريد أن تصور لنا أن المالكي وحده القادر على إنقاذنا من الكوارث، وأن قبضته هي التي لن تجعل عقد البلاد ينفرط.
لم تنفع خطب خالد العطية ولا قصائد حسن السنيد ولا شعار وليد الحلي "لا بديل للمالكي الا المالكي" ولا نظرية سعد المطلبي التي اراد من خلالها ان يوهم الناس ان مشاكلهم ستحل لو انهم ارتضوا بحكم الرجل القوي.. اصوات تريد منا ان نعود الى طوائفنا من اجل ان نتقاتل على الهوية.. ان نعود الى عصر الغابة حيث الحماية في ظل العشيرة لا في ظل القانون.
ولكننا رغم ذلك سنجد في مثال الالوسي وفائق الشيخ علي وشروق العبايجي ، نساء ورجالا يعرفون جيدا اهمية وقيمة العراق، ويحترمون تاريخه وذاكرته، أكثر بكثير من صغار الساسة الذين ظلوا يتقافزون امام الفضائيات على إيقاعات مثيرة للضحك والخجل.
عموما لا نملك إلا أن نهنئ السيدة عالية نصيف على احتفاظها وبنجاح بكرسي البرلمان فهذه الإضافة النوعية غير المسبوقة في عالم البرلمانات الدولية التي يتقلب فيها نائب من كتلة سياسية الى اخرى من اجل لا يفقد الكرسي، ولا أستبعد امتدادا لهذا الخبر اللطيف، أن نجد باراك اوباما يختطف سماعة هاتف البيت الأبيض، ويسأل النواب والسياسيين العراقيين عن تلفون النائبة عالية نصيف ليهنئها على هذا الانجاز غير المسبوق؟ وحتما ستخرج علينا النائبة المثابرة في اليوم التالي لتبشرنا بأنها لن تخضع لابتزاز الولايات المتحدة الأميركية، وانها اعطت اوباما درسا في احترام خيارات الشعوب.
اين سيقضي علي الشلاه سنوات " تقاعده"؟
[post-views]
نشر في: 20 مايو, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 7
المدقق
لو اعرف ليش هالحقد على دولة القانون جان ارتاحيت .. عمي ابو التقاعد الطموا على صدوركم لان ممثليكم ما حصلوا بس تلث مقاعد والقانون حصل خمسة وتسعين واذا انته ضعيف بالرياضيات اكو يمنه خوش مدرس اكدر اخليه ينطيك دروس ولا تخاف ابلاش وقربة لوجه الله لان عيب على وا
ابو سجاد
من المفروض يااساذ علي ان تقول ان هؤلاء الذين لم يعاد انتخابهم سيذهبون مباشرتا الى المحاكم لينالوا عقاب مااقترفوه بحق الشعب من سفك الدماء وسرقة الاموال وارجاع العملية السياسية الى الوراء بدلا من ان تمنحهم حقوقا ليس من حقهم فلا محاضرات في سويسرا ولا وقوف بط
ابو اثير
المثل العراقي والمصري يقول كل واحد يرجع لأصلة فهذه الشلة التي بائت بالفشل في العودة الى قبة البرلمان سترجع الى جحورها التي جائت منها ولكن الفرق هنا انهاجائت محملة بأموال الشعب العراقي المسروق ولكن ستلاحقهم أرواح الأبرياء الذين أستشهدوا نتيجة طائفيتهم وافك
ابن العراق البدري الناصري
عالية نصيف تسوى شواربك انته وفائق عميل آل صباح اعداء العراق خليت العالم كلها يا غبي وقمت اتطبل لهالحثالة جماعتك وتقول هيفاء الامين مالتك تجيب 12 الف صوت وكأن اهل الناصرية ما يعرفوكم شيء من الحياء عالية نصيف واقفه شوكة بحلق عملاء آل صباح الخونة من أم
ديلون
عاشت ايدك
كرار العربي
ان ائتلاف دولة القانون هو من احسن القوائم وانشاء الله تعالى دولة المالكي في ولاية ثالثة
داخل السومري
شكرا للشعب العراقي الذي اعاد الامل لقلبي بعدم تصويته لمعظم برلمان الحراميه واعوان الارهاب ولو ان النتيجه ليست كاملة كما تمنيتها.كنت تمنيت من هذا الشعب ،الذي رزح طويلا تحت كابوس ابشع الدكتاتوريات في العالم والتي تلاها الارهاب الاسلامي البشع الذي نكل ابشع ا