فاز الكاتب العراقي حسن بلاسم بجائزة ( القصة الأجنبية المستقلة) البريطانية الرفيعة عن مجموعته القصصية الموسومة " المسيح العراقي" التي ترسم صورة العراق على انه " جحيم حقيقي ". تضم المجموعة قصصا من بينها " لا تقتلني " و " أتوسل اليك " و " هذ
فاز الكاتب العراقي حسن بلاسم بجائزة ( القصة الأجنبية المستقلة) البريطانية الرفيعة عن مجموعته القصصية الموسومة " المسيح العراقي" التي ترسم صورة العراق على انه " جحيم حقيقي ". تضم المجموعة قصصا من بينها " لا تقتلني " و " أتوسل اليك " و " هذه شجرتي ". انها قصص قصيرة عن تجربة اللجوء الى خارج البلاد .
يعتبر بلاسم – الشاعر و مخرج الأفلام و كاتب القصص – اول كاتب عربي يفوز بهذه الجائزة خلال تاريخها الممتد الى 24 عاما ، و الكاتب الوحيد الذي يفوز بالجائزة من خلال رواية لم تنشر بعد بلغتها الأصلية بسبب الخوف من الرقابة . " المسيح العراقي " هي المجموعة القصصية الثانية للسيد بلاسم ، و هي، كما يقول بويد تونكن عضو لجنة التحكيم و المحرر الأدبي المستقل، " عمل كلاسيكي من شاهد لما بعد الحرب ، يندب و يثور". لقد تفوقت المجموعة على عناوين كثيرة منها " رجل عاشق " للكاتب النرويجي كارل اوف ناسغارد ، و " وليمة البلح " للكاتبة الألمانية بريجيت فاندربيك ، لتكسب 10 الاف باون توزعت بالتساوي بين المؤلف و المترجم جوناثان رايت .
القصص الأربع عشرة في المجموعة تعطي " تلميحات أخاذة لا يمكن ان تنسى" حسب لجنة الجائزة ، و قد كتبت كخليط من الريبورتاج والمذكرات و الفنتازيا السوداء في التوضيعات من الصحراء الى الغابة .
ولد بلاسم في مدينة بغداد. انه يستمد قصصه من حياته الخاصة ليضفيها على قصصه. غادر بغداد عام 1998 الى مدينة السليمانية في شمال البلاد حيث استمر في صناعة الأفلام التي كانت تنتقد سياسة صدام تحت اسم كردي مستعار. هرب من العراق عام 2000 لتجنب المحاكمة ، كمهاجر غير شرعي لمدة أربع سنوات الى عدة بلدان حتى استقر أخيرا في فنلندا . رغم الثناء و المديح اللذين حظيت بهما المجموعة في المملكة المتحدة و الولايات المتحدة – حيث أطلقت الغارديان على بلاسم انه ربما يكون أفضل كاتب لازال حيا للقصة العربية – فانها لم تنشر بعد باللغة العربية.
نشر الكتاب السابق للسيد بلاسم و الذي يحمل عنوان " مجنون ساحة التحرير " كنسخة مرخصة باللغة العربية بعد ثلاث سنوات من نشر النسخة الإنكليزية عام 2009 ، لكنه لازال محظورا في الأردن و غيرها من البلدان العربية، حسب قول منظمي الجائزة .
يقول بلاسم بانه خطط لنشر " المسيح العراقي " باللغة العربية ككتاب الكتروني مجاني لمواجهة مساعي منعه، "لا أريد ان يحصل مع " المسيح العراقي " ما حصل لكتاب " مجنون ساحة التحرير " ، لذا سأنشره مجانا على الإنترنت ".
يعبّر الكاتب عن امله في ان يسهم فوزه بالجائزة في تمهيد الطريق لبقية الأدباء العراقيين من أجل نشر مؤلفاتهم في الغرب ، يقول " انه امر عظيم و جيد للأدب العراقي ، و انه يفتح الأبواب للمؤلفات الأخرى كي تنتشر في الغرب ". يقول المحرر رابيج من مطبعة كوما المستقلة بأنه منذ لحظة قراءته لإحدى قصص بلاسم عام 2008 ، كان يعلم " بأن هذا الأسلوب الكتابي لا يشبه أي شيء قرأته من قبل " و سارع بالموافقة على نشره . يقول بيج " الكتاب جعلني أدرك بانني لم اكن اعرف شيئا عن حرب العراق. انه يكشف كيف يمكن لصحافة الحرب ان تكون محترمة ". يضيف بيج " ان أسلوب بلاسم في الكتابة اسلوب غريب و مسبب للصدمة و شائك ". و يذكر ان " المسيح العراقي " كتاب عن تجربة اللاجئين لم تتم تغطيتها في الأدب المعاصر ابدا ، لكنه في نفس الوقت فريد من حيث جودة الكتابة.
يقول تونكن ان بلاسم قد برز بين أدباء العراق " لصراحته الجريئة و فنه الذي تجاوز القواعد .القصص الأربع عشرة هي في الغالب واقعية في اسلوبها لكنها متجذرة في الحقيقة الموجعة للقلب ، و تصف فترة الحكم القاسية ، مع عاطفة عميقة و فكاهة سوداء و لهفة حالمة بحياة أخرى أفضل ". و عن الترجمة يقول تونكن "
أن ترجمة رايت تستوعب كل تلك العاطفة و اليأس و تلك الطاقة الخيالية ".
" المسيح العراقي " هي أول مجموعة قصصية تفوز بالجائزة المستقلة التي سبق ان فازت بها روايات لمؤلفين من أمثال ميلان كونديرا وسيبالد و بيربيترسون . انها آخر انتصار للقصة القصيرة خلال عام شهد فوز أليس مونرو بجائزة نوبل و جورج ساوندرز بجائزة فوليو.
عن: الغارديان