يقال ان (الكلام صفة المتكلم )..تعلمنا هذا الدرس البسيط منذ الصغر لدرجة ان البعض بالغ في استيعاب الدرس فآمن بحكمة (السكوت من ذهب ) ..نحن كمواطنين ننتظر من المسؤولين ان يعربوا عن مكنونات انفسهم أمامنا لنتعرف على أهدافهم ونواياهم تجاه هذا البلد واهله ولانريد لهم الالتزام بحكمة ( السكوت من ذهب ) لكننا نشعربالصدمة احيانا حين نستمع الى تصريحات بعض مسؤولينا لأننا ندرك وقتها ان هذا البلد لن تقوم له قائمة اذا كان كلامهم صفة لهم كما يقول المثل..
عبعوب مثلا اعتاد ان يتحفنا بتصريحاته التي يبغي من خلالها لفت الأنظار او التفرد عن سواه ايمانا بمقولة ( خالف تعرف ) وارجو ان يكون الأمر كذلك لأنه لو كان يعني كل ماقاله منذ ان تألق واصبح نجما في سماء التصريحات الغريبة فهذا اقرب الى حدوث كارثة فالرجل يستخف يوميا بدول قطعت أشواطا رائعة في مجال التقدم والتطور، وبعد ان وصف دبي بـ ( الزرق ورق ) وسخر من نظافة وتطور نيويورك اطل علينا مؤخرا ليتحفنا بتصريح جديد عن اليابان ..تلك الدولة التي أذهلت العالم كله بما وصلت اليه من تطور تكنولوجي وصناعي وعلمي مع محافظة شعبها على قيمه وايمانه بالنظام والعمل ..انه يقول عنها انها مليئة بالفساد لكن أهلها وحكامها لايكشفون عنه ويصر - طبعا – على مقارنتها بالعراق فيقول ان العراق خال من الفساد لكن المسؤولين والشعب يفضحون انفسهم ويردف تصريحه بعبارة انفعالية قائلا : " عيب والله عيب " ...
انا واثقة ان العبارة الاخيرة ستنضم الى عباراته الشهيرة ( زرق ورق ) و( ايبااااه ) لتصبح موضعا للسخرية في مواقع الفيس بوك وربما تتحول الى أغنية ساخرة كما حصل مع الكلمات السابقة ، لكن هذا لايعنيني بشيء قدر اهتمامي بما يصدر عن أفواه المسؤولين من عبارات لاتتناسب والمرحلة الخطيرة التي نعيشها فهم اما ان يكونوا بعيدين عن المواطنين الى درجة عدم إحساسهم به او انهم يمارسون لعبة الضحك على الذقون كما فعلت النائبة حنان الفتلاوي حين اطلقت العنان للسانها اكثر من مرة فاستخدمت الفاظا جارحة وطائفية ونابية احيانا هاجمت بها اكثر من حزب وكتلة ومسؤول وكانها ( عنتر زمانه ) حين كان يطيح بالأعداء يمينا وشمالا بسيفه ..
نعود الى عبارة ( الكلام صفة المتكلم ) فنعجز عن تحديد صفات مسؤول يصف العراقيين بـ ( الدايحين ) ومسؤول آخر يصف المعلمين بـ ( الحمير ) ومسؤولة تصف نائبة بابشع الصفات او تصف مسؤولا بصفة ( كناس ) ونعجز ايضا عن فهم حقيقة انتخاب بعضهم واعادتهم الى مقاعدهم ليواصلوا تصريحاتهم التي تهزأ بالمواطن او تؤجج نار الحقد لديه ....لقد اكتشفنا مثلا ان الغرابة والتفرد لاتثير اهتمام المواطن بل سخريته ولهذا فشل عبعبوب في الوصول الى قبة البرلمان لكن التصريحات النارية وجدت قبولا لدى الناخبين وعادت حنان الفتلاوي وسواها الى اماكنهم فهل يعزز هذا اعتبارها (زلمة ) دولة القانون كما وصفها احد النواب وهذا يعني إضفاء صفة البطولة والشجاعة عليها وهذه صفات تجتذب المواطن الذي يبحث عن نائب شجاع ينتزع له حقوقه ؟...أم ان استخدام اللغة الطائفية هو الورقة التي راهنت عليها دولة القانون لتعود الى السلطة ؟..اترك الجواب لكم لأني اخشى بعد كل هذا الإحساس بالخزي والألم من زلات اللسان وافضل أن احفظ لساني من سوء الكلام فالكلام كما أسلفت، صفة المتكلم !!
عيب والله عيب
[post-views]
نشر في: 26 مايو, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 3
كاطع جواد
نعم كما أسلفتي أيتها الأخت الكريمة ( ان استخدام اللغة الطائفية هي الورقة التي راهنت عليها دولة القانون لتعود الى السلطة ..) لا بل مارست دولة القانون الفعل الطائفي للوصول الى السلطة !! كما فعلت بحربها في الأنبار و الفلوجة تحت ذريعة محاربة الإرهاب و التي كا
ابو سجاد
لولا وتر الطائفية لما بقى المختار وططوة دولة الفافون جاثمين على صدورنا ياست عدوية لعبوها صح فنجحوا
أبو همس الأسدي
الأخت عدوية .. نعم الكلام صفة المتكلم ؟ ولكن في عالم السياسة والأنتهازية يكون بعض الكلام ((ولاسيما التصريحات الأعلامية))أبعد ما تكون عن صفة أو شخصية المتكلم ؟؟ بدليل تناقض سلوكهم مع تصريحاتهم ( عاجلا أم آجلا )؟؟ لكن زلات اللسان أصدق من كلامهم المعد مسبقا