مرة أخرى يعود بنا الدكتور عقيل مهدي إلى قضية الإمام الحسين ليقدم لنا السيرة على نحو إبداعي جميل يربط بين المتخيل بالتاريخ ليؤلف صورة يركبها المتلقي . من خلال مسرحيته الجديدة ( الحسين في غربته ) .لقد بات الحسين رمزا للحرية ، في حين يتهافت المراوغون في
مرة أخرى يعود بنا الدكتور عقيل مهدي إلى قضية الإمام الحسين ليقدم لنا السيرة على نحو إبداعي جميل يربط بين المتخيل بالتاريخ ليؤلف صورة يركبها المتلقي . من خلال مسرحيته الجديدة ( الحسين في غربته ) .
لقد بات الحسين رمزا للحرية ، في حين يتهافت المراوغون في قيد عبوديتهم حيث يفتضح أمرهم ، إمام يعرفهم بالحق، لا بزمرة يتلبسها الشيطان الجاحد بحقوق البشر الباحث عن النفع واستغلال السواد الأعظم من الفقراء والمستضعفين بالشعارات الزائفة .
الحسين إمام ورجل لا يؤمن بتفوق سلطة غاشمة تحرف رموز التاريخ ومعنى الحياة الكريمة ,بل يجاهدها حتى رمق روحه الأخيرة, ويكابد غربته ليرى خصمه المعاصر إلى أي منقلب سينقلب فيه هذا الزمان, على حد تعبير مؤلف ومخرج العمل الدكتور عقيل مهدي .
مسرحية ( الحسين في غربته ) قدمها د. عقيل على مسرح الرواد في كلية الفنون الجميلة قسم المسرح. ومثل بطولتها عبلة التميمي وعقيل ماجد وجرير عبد الله ووئام وافي وريبين قادر . وقام بعمل الإضاءة علي السوداني ونفذها حيدر عبد الجبار وسامر جبار, فيما صاغ موسيقاها الفنان سامي هيال والديكور لعلي عقيل والإدارة الفنية لعبد الجبار حسن والأزياء د. روعة بهنام والإدارة المسرحية لعماد هادي ومحمد مهدي .
وقد لاقى العرض استحسان الجمهور الذي غصت بهم مقاعد قاعة مسرح الرواد وكان معظمهم من جمهور النخبة المسرحية من أساتذة كلية الفنون وطلبتها والعديد من الفنانين والمثقفين .
بعد العرض التقينا بعض المخرجين إضافة إلى سيد العمل المخرج الدكتور عقيل مهدي .
المؤلف مخرج المسرحية د. عقيل مهدي قال :ـ
هي المحاولة الثانية لي حول هذا الموضوع بعد مسرحية "الحسين الآن ." هي محاولة تأويلية تحت ضغوط ما نراه في المجتمع . لاسيما حول من ينتحل صفات هي بعيدة عنه ، وآخرين ظلوا أوفياء لمسيرة الإمام الحسين وظلوا على عهده ومبادئه .. كما ان في العمل تأكيدا جديدا على القيم التي طرحها ونادى بها الحسين (ع) وخرج لأجلها إلى العراق . وهناك نموذجان في الضمير: الأول يمثل الضمير الشعبي ، والضمير الآخر يمثل دور الراوية التي تشرح ظروف ويوميات الواقعة . وقد ترجم الممثلون أدوارهم بطريقة رائعة رغم أنهم غير محترفين .
ان الأسطورة التاريخية للإمام الحسين (ع) مازالت مؤثرة فينا وتلعب دورا مهما في حياتنا . وحاولنا تقديم رسالة مهمة من خلال العمل تضمنت من هو الذي يقف مع الحياة ومن هو الذي ينتفع على حساب القيم العليا .. وكما ترى اليوم فهناك من يتشبث بالدين وله سيرة حسنة في ذلك ، كما نجد في ذات الوقت من يضع الدين كبرقع يتستر به على أفعاله الشائنة .
نحن ندعو إلى الدين الأصيل وعدم المغالطة أو التلون حسب الزمن . كما ننادي بالحرية التي تعني احترام الأخر والتفكير موضوعيا بالأشياء والأمور التي تواجهه وعدم تحوله إلى عقبة ضد الآخرين والتبشير بالإرهاب .
وبخصوص الممثلين قال د. عقيل :
لقد طالت فترة التدريبات وفي كل مرة أغير فريق عمل الممثلين بسبب الالتزامات التي تستجد في كل مرة .. ولم أجد أمامي ،مضطرا، سوى هذا الكادر وقد قدموا مشكورين أدوارهم على نحو جيد ومقبول . المهم ، قدمنا بلاغة في الحوار والموسيقى والسينوغرافيا. وأنا سعيد بالنتيجة التي قدمناها واشكر جميع من عمل معي علما أن إنتاج العمل أنا تحملته كاملا.