هناك نجوم قلائل يصمدون في ذاكرة الناس على مدى طويل من الزمن، لكونهم تركوا أثراً طيباً خلفهم من خلال البصمات العديدة التي يقدمونها فوق المستطيل الأخضر وكافأتهم الجماهير بالخلود الطويل في ذاكرة الجمهور الرياضي. )المدى) تحاول الغور في مسيرة نجوم المنتخ
هناك نجوم قلائل يصمدون في ذاكرة الناس على مدى طويل من الزمن، لكونهم تركوا أثراً طيباً خلفهم من خلال البصمات العديدة التي يقدمونها فوق المستطيل الأخضر وكافأتهم الجماهير بالخلود الطويل في ذاكرة الجمهور الرياضي.
)المدى) تحاول الغور في مسيرة نجوم المنتخبات العراقية السابقين الذين ترفض ذاكرة جمهورنا مغادرتهم لها حيث صمدوا في البقاء فيها برغم مرور عقود عــدة على اعتزالهم اللعب حتى أن قسماً منهم ابتعدوا عن الرياضة برمتها أو غادروا العراق إلى بلدان أخرى.
زاوية (نجوم في الذاكرة) تستعرض في حلقتها 215 مسيرة لاعب وسط أندية العمال، الجيش الكرخ، الزوراء، الشرطة والمنتخبات الوطنية السابق احمد حسين عيدان الذي وُلِد عام 1977 ولعب ما يقارب من "35" مباراة دولية، إذ سيجد فيها المتابع الكثير من المحطات والمواقف المهمة والطريفة.
بداياته
بدأ اللاعب احمد حسين ممارسة لعبة كرة القدم منذ الصغر متأثراً بالنجم الكبير احمد راضي وبعد أن بدأ عوده يشتد وجد فيه شقيقه "محمد حسين" مواصفات جيدة يمكن صقلها وتأهيلها بشكل صحيح حتى تنضج وتسير وفق الأُطر الصحيحة لإعداد اللاعبين الصغار حيث كان احمد محظوظاً جداً بتواجد أخيه إلى جانبه، إذ بعد أن اشتد عوده قرر اللعب مع الفرق الشعبية في منطقته حيث انضم في البداية إلى فريق اتحاد فوزي، حيث تمكن من خلال هذا الفريق الشعبي أن يلفت الأنظار أليه، الأمر الذي جعل زملاءه وأبناء المنطقة يتوقعون له مستقبلاً جيداً في عالم الكرة حيث توجه به أخوه إلى فريق أشبال نادي الطلبة لكي يخوض الاختبار معه وتمكن من اجتياز الاختبار بنجاح، ليمثل الفريق المذكور في دوري الأشبال الذي كان يحظى بمتابعة مدربي المنتخبات الوطنية للفئات العمرية وكذلك مدربي الفئات العمرية حيث قدّم احمد حسين صورة طيبة مع أشبال الطلبة، ما جعل الطاقم التدريبي لفريق شباب الكرخ يعرض عليه اللعب مع فريقه، إذ أن هذا الاستدعاء عزز الثقة داخل اللاعب الشباب نفسه وبعد أن خاض المباريات الرسمية مع فريق شباب الكرخ أظهر إمكانياته بصورة رائعة جداً، ما دعا مدرب نادي العمال الذي كان يلعب في دوري الدرجة الأولى إلى استدعائه لصفوف فريقه وذلك عام 1993 حيث خاض أول مباراة له مع العمال ضد نادي الصناعة وتمكن فيها من تسجيل أول هدف له في دوري الكبار، وأدى هبوط نادي العمال إلى دوري الدرجة الثانية إلى انتقاله لصفوف نادي الجيش عام 1995 الذي كان يضم مجموعة رائعة من اللاعبين الشباب الذين توزعوا فيما بعد على الأندية الجماهيرية. ومن نادي الجيش توجه نحو نادي الكرخ الذي مثله عام 1996وبدأ من خلاله يشير إلى إمكانياته الفنية والبدنية إلى الجمهور ووسائل الإعلام ومدربي الفرق.
نقطة التحول
حصلت نقطة التحول الكبيرة في مسيرة اللاعب احمد حسين عندما قرر الانتقال من نادي الكرخ إلى نادي الزوراء الذي كان يغص بالأسماء اللامعة، لكن مع ذلك استطاع احمد حسين أن يكون لاعباً أساسياً في تشكيلته برغم التغييرات المستمرة لمدربي الفريق المذكور، إذ حقق مع الزوراء الكثير من الانجازات الرائعة محلياً وعربياً وآسيوياً، فقد أسهم بفوز الزوراء في جميع البطولات المحلية ولأكثر من مرة كذلك حصل مع الزوراء على المركز الثاني في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي وكذلك أسهم في حصول الزوراء على لقب بطولة الصداقة التي جرت في الإمارات عام1999، كما انه وصل عبر بوابة الزوراء إلى المنتخب الأولمبي الذي شارك في تصفيات أولمبياد سدني التي جرت في الأردن عام 1999 التي كان فيها منتخبنا قريباً من الانتقال إلى النهائيات لولا خسارته المفاجئة والقاسية في ذات الوقت أمام نظيره الأردني بخمسة أهداف دون مقابل، برغم أنه فاز على المنتخب المذكور في الجولة الأولى بأربعة أهداف مقابل هدف واحد.
مع المنتخب الوطني
بعد ذلك تم اختيار احمد حسين إلى المنتخب الوطني ومثله في بطولات غرب آسيا في الأردن وكان المدرب حينها عدنان حمد وكذلك في بطولة الصداقة والسلام التي جرت في الإمارات تحت إشراف المدرب ناجح حمود وفاز منتخبنا بلقبها ثم شارك مع منتخبنا في نهائيات بطولة أمم آسيا التي جرت في لبنان عام 2000 الذي قاده في تلك البطولة المدرب اليوغسلافي ميلان.
مع الشرطة
قرر اللاعب احمد حسين الانتقال من الزوراء إلى نادي الشرطة برفقة الكثير من زملائه أمثال احمد كاظم، عامر قاسم، مازن عبد الستار وغيرهم، إذ دافع عن ألوان فريق الشرطة لمدة موسمين متتاليين ثم عاد مرة أخرى إلى نادي الزوراء في عام 2004 ليختتم فيه مسيرته الرياضية من باب الحب والوفاء الكبيرين لهذا الفريق الذي مثله لمدة "11" موسماً وعاصر فيه خيرة نجوم الكرة ولعب إلى جانب اللاعب الذي تأثر فيه عندما كان يافعاً ألا وهو احمد راضي.
تجربة احترافية قصيرة
أراد اللاعب احمد حسين أن يخوض تجربة الاحتراف الخارجي أسوة ببقية زملائه اللاعبين الذين قرروا خوض هذه التجربة في الملاعب الأردنية والكورية والقطرية والسورية واليمنية والعمانية والإماراتية وحتى البنغلاديشية. وبالفعل حصل اتفاق بينه وبين نادي الحسين الأردني الذي مثله لمباريات عدة، إلا أن الإصابة التي تعرض لها مع النادي المذكور أدت إلى سرعة إنهائه العقد والعودة إلى نادي الزوراء كما ذكرنا.
أعـز مبارياته
يوجد في السجل الشخصي للاعب احمد حسين الكثير من المباريات الجميلة التي تألق فيها كثيراً وكان فيها علامة فارقة، إلا أنه يعتز بمباراة فريقه "الزوراء" ضد نادي الشرطة في المباراة شبه النهائية لبطولة الكأس عام 1999 التي سجل فيها هدفين جميلين في مرمى الحارس الكبير إبراهيم سالم، كما يعتز كثيراً بالمباراة التجريبية التي خاضها مع المنتخب الأولمبي ضد المنتخب الماليزي في عام 1999وسجل فيها هدفاً جميلاً.
أحلى أهدافه
برغم كونه يلعب في خط الوسط إلا أن احمد حسين سجل الكثير من الأهداف وصنع أيضاً الكثير من الأهداف لزملائه كونه يتميز بالكرم والسخاء في هذا المجال حيث يعــد الهدف الرائع الذي سجله لفريق الزوراء في مرمى حارس الطلبة جميل محمود في عام1999 أحلى أهدافه عندما لعب الكرة من فوق أحد مدافعي الطلبة ليواجه الحارس وجهاً لوجه ليلعب الكرة من فوق رأسه بشكل رائع للغاية ما يدل على مدى مهاراته العالية وكذلك مدى ثقته بنفسه وبقدراته، كما يعــد الهدف الذي سجله لنادي الزوراء في مرمى النادي العربي القطري في بغداد من أحلاها إذ انتهت المباراة يومها بفوز الزوراء بهدفين مقابل هدف .
مميزاته
يمتلك اللاعب احمد حسين الكثير من المميزات الرائعة لعل من أبرزها السرعة والقوة والمراوغة والقدرة على إجادة اللعب في أكثر من مركز والمناورة كلاعب حــر عندما يسمح له مدرب فريقه بلعب هذا الدور، إذ كان يعد اللاعب (الجوكر) أو الورقة الرابحة في فريق الزوراء برغم أن هذا الفريق كان يضم خيرة لاعبي البلد، أيضاً يتميز بصناعة الأهداف من خلال الكرات العرضية التي يمررها إلى زملائه المهاجمين فضلاً عن قدراته الفائقة في تسجيل الأهداف ومن مختلف المسافات وبطرق مختلفة لكن هذا اللاعب ُظلِم مع المنتخب الوطني لأنه جاء في زمن كانت مشاركات منتخبنا الوطني قليلة جداً بسبب ظروف الحصار الذي فُرض على الكرة العراقية آنذاك، إذ لو سنحت له الفرصة في تمثيل منتخبنا الوطني في بطولات عــدة ومتتالية لكان قد حصل على شهرة أكثر من الشهرة التي يحظى بها الآن وهي بكل تأكيد شهرة واسعة.
أبـرز المدربين
عبد الإله عبد الحميد، حكيم شاكر، نزار أشرف، عمو بابا، أنور جسام، عدنان حمد، عامر جميل، صباح عبد الجليل، اليوغسلافي ميلان، احمد راضي، ياسين عمال، إبراهيم علي وأيوب أوديشو.
مقتطفات
* يؤكد اللاعب احمد حسين أن المرحوم شيخ المدربين عمو بابا هو أفضل مدرب مرَّ عليه في الملاعب، في حين يؤكد أيضاً أن جميع المدربين الذين اشرفوا على تدريبه قد أنصفوه ومنحوه فرصته داخل الميدان.
* شكل احمد حسين مع زميله في الكرخ ثم الزوراء والمنتخبين الأولمبي والوطني احمد عبد الجبار ثنائياً رائعاً وسط الميدان، حيث كان التفاهم سائداً بينهما وأحدهما يعرف مكان الآخر من دون مناداة أو إشارة.
* يشير احمد حسين إلى أنه لا يوجد الآن أي لاعب في الدوري أو المنتخبات يلعب بذات الأسلوب الذي كان يلعبه، مبيناً أن لكل لاعب أسلوبه داخل الميدان ومن الصعب أن تجد لاعباً ما يشبه لاعب آخر بالضبط.
* بعد الاعتزال اتجه إلى التدريب حتى يبقى قريباً من محبوبته الكرة حيث عمل مع زميله في نادي الشرطة والمنتخب ماهر عكلة في تدريب نادي الجيش الذي يلعب الآن في الدوري التأهيلي لدوري الدرجة الممتازة.