في الافق انطلاقة جيدة للدراما المحلية، تتجلى من الاخبار المتواردة عن انتاج اكثر من عمل درامي ستتضمنه الدورة الرمضانية للكثير من الفضائيات.. وقد شهدت السنوات الخمس الاخيرة أعمالاً لافتة حظيت بمتابعة ونسب مشاهدة لاباس بها، والاهم انها استحوذت على اهتمام المشاهد العراقي .
فعلى الرغم من الكم الوفير للإنتاج الدرامي المحلي، الا انه لم يستطع ان يحقق حضوراً متميزاً، إلا أذا استثنينا بعض الأعمال وهي لا تتناسب على أية حال كنوع مع كم الإنتاج، وإذا ما استسلمنا للمنطق السائد بأن التراكم الكمي لابد ان يخلق نوعاً متميزاً بالضرورة (على قلته) نرى ان ذلك لم يتحقق في هذا المجال لأسباب عديدة لعل في مقدمتها بل وأهمها هو (السوق) الذي وفرته كثرة الفضائيات العربية وهو ما لا يصح ان يكون قياساً لنجاح هذا العمل او ذلك، فان كان منطق الجودة وجماهيرية العمل هي التي تتحكم بـ(تسويق) الأعمال الدرامية وتجعل منها بضاعة مرغوبة في قنوات البث التلفزيوني العربي، فان سيادة الفضائيات وكثرتها ومن ثم اتساع مساحة البث أقصت مثل هذه الاشتراطات في مقابل قبول الكثير من الأعمال (على رداءة بعضها) لملء ساعات البث التلفزيوني التي تبدو أحياناً مثل (محرقة) لكثير من المواد، وهو الأمر الذي يجب ان لا يغيب عن بال القائمين على هذه الأعمال كي لا يقعوا في فخ ان أعمالهم تتهافت عليها القنوات الفضائية وان البعض منها يسوق قبل الانتهاء من تصويره.
وقد لا نجانب الحقيقة عندما تقول ان مثل هذا الوهم هو أحد الأسباب المهمة في تأخر الناتج الدرامي المحلي، إضافة الى الحضور الواضح للدراما المصرية، بل وسيادتها بتراكم خبرتها وتاريخها، بل وحتى في انفرادها في المشهد الدرامي العربي فترة ليست بالقليلة.. ولنا في الدراما السورية أنموذجاً لتخطي مثل هذه العقبة فقد استطاعت الدراما السورية ان تحقق وجوداً نوعياً (تحديداً في العقد الأخير)، بحيث أصبح المسلسل السوري حاضراً عند المشاهد العربي بموازاة المسلسل المصري صاحب الحظوة الكبرى في الحضور، وهناك جهود كثيرة تظافرت لكي تتحول الدراما السورية الى ما هي عليه، إضافة الى ان هذه القفزة صاحبتها جرأة أيضاً في طرح القضايا الحساسة والمهمة، ولسنا هنا في مجال تفصيل الأسباب التي تقف وراء هذا الصعود السريع للدراما السورية ونجاحها، الا ان للدراما المحلية الكثير من الأسباب لتتخطى بها محليتها لتؤكد حضوراً نوعياً عند المشاهد العربي ليكون طريقها الى القنوات الفضائية كمادة مهمة تضعها هذه الفضائيات في سياق السبق الإعلامي عند الاستحواذ عليها، فالدراما المحلية لا تنقصها المواهب المبدعة والفنان العراقي لا يقل مستوى عن نظيره المصري او السوري، ثم ان عمليات الإنتاج (عكس الماضي) قد انفتحت أمامه، حيث كثر عدد شركات الإنتاج وممولي الأعمال الفنية عن السابق، كما ان لدينا مخرجين لهم بصماتهم الخاصة بحكم تراكم الخبرات، ومع توافر الفنان الجيد والإنتاج الجديد والذكاء الذي تتعامل عبره شركات الإنتاج في انجاز الأعمال المقدمة إليها، فأن لهذه مجتمعة ان تعزز من حضور الدراما المحلية بالشكل الذي نتمناه، فالمنتج مطالب بأن يتعامل مع الفن بعقلية واعية وينظر الى العمل من جميع جوانبه، ثم فنان يعتني باختياراته وكتاب نص تحمل نظرتهم الإبداعية قدرة على معالجة القضايا الإنسانية في الدراما بشكل بارع وبمضامين جادة وملزمة ومختلفة أيضاً.
عن الدراما المحلية
نشر في: 28 مايو, 2014: 09:01 م
يحدث الآن
الأكثر قراءة
الرأي
![](https://almadapaper.net/wp-content/uploads/2024/01/almada-ad.jpeg)
![](https://almadapaper.net/wp-content/uploads/2024/01/almada-ad.jpeg)
![](https://almadapaper.net/wp-content/uploads/2024/01/Almada-logo.png)