TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > فوز بطعم الخردل

فوز بطعم الخردل

نشر في: 28 مايو, 2014: 09:01 م

لا ارغب بكلمات ثرثرة حول ما  جرى وما مر  من أحداث .  رغم  الحقيقة الفاضحة  حد الوجع .
الآن .. كل ما مر بنا  غدا تاريخا .
لقد  طرحت كل وريقات اللعب التي بحوزتي ..وأنت كذلك ، لعبت بكل ما في جعبتك من أوراق ، بدهاء  واقتدار .
لا شيء أمامنا لتقوله  او أقوله . ما من ( زار )  اخر او قطعة ( نرد ) اخيرة  نرميها مجددا ..اللعبة  انتهت .
انتهت اللعبة ، والفائز  يأخذ كل شيء ، والخاسر ، يقف مدحورا ، ضئيلا  أمام  نشوة  الانتصار .
كنت احسب  أنني انتمي إليك ، كنت احسب إن ذاك الأمر  وحده يكفيك . كنت أظن إنني أقمت  سياجا يحميني . ورنوت لبيت عامر آمن يحتويني ،
ولكن … أواه ، كم كنت مغفلة حين  حسبت انني العب اللعبة وفق أحكام  القانون .
ربما ، ربما القدر شارك معك برمي نرد الفوز …. والفائز يستولي  على كل شيء . والخاسر  يقف صغيرا مخذولا  أمام  المزهو  بالانتصار .
الآن ..لا مجال للشكوى ، لن انبس ببنت شفة . وأنت تصافحني ، وتتجاهل ما بدا لك من حزني ، فالفائز يأخذ كل شيء . والخاسر يقف صغيرا أمام قواعد اللعبة !
سطور الاستهلال أعلاه مستلة - بتصرف - من أغنية  مؤثرة كانت شائعة إبان الثمانينات  لفرقة ( آبا ) الغنائية . إستعرتها - سيما عنوانها المعبر —( الفائز يأخذ كل شيء) لأمدها  بالطول والعرض على عملية الانتخابات  وتداعياتها . وما حام حولها  من شكوك وشوائب. قيل ثمة تزوير، قيل بيع ضمائر . قيل شراء اصوات ، قيل بعث الموتى من الأجداث للتصويت ، قيل تكريس قناعات ، قيل التلويح بمناصب ومكاسب  وعقود ، قيل أجهزة بصمة  عاطلة ، قيل إضافات بسيطة جدا جدا أثناء عمليات العد والفرز ، فالمئة تصير ألفا، بمجرد إضافة صفر لا اكثر . والعشرون تغدو مئتان ، قيل ، ويقال :  لتختلط الحقائق بالأوهام بالأضاليل، ولتختل المعادلة قبل المطلوب إثباته ، او التأسي بالبرهان .
انتهت اللعبة الديموقراطية سواء  بأسمالها او بحليها وزركشتها . ليستيقظ المواطن البسيط ، غير المسيس ، غير المؤدلج ، غير الطائفي، غير المسنود بظهر أب ، او عم  او خال او ذوي قربى  . ليجد نفسه على الطوى — كما كان — يتوق لشربة ماء دون غصة ، ولرغيف دون منّة ، ولفرصة عمل دون ابتزاز ، ولسقف آمن دون تهديد او تهجير ، و،،، و،،
لا لوم ولا عتاب، فهذه هي الديموقراطية … الفائز فيها يأخذ كل شيء ، وليس أمام الخاسر  إلا تجرع شراب  الخيبة ، او رفع عريضة  ( تظلم ) بوجه ممثل  بعثة الأمم المتحدة ببغداد  والتي يسمونها ( يو .. نامي ) وترجمتها الحرفية  نجدها في احد أبيات الجواهري الخالد (  نامي، جياع الشعب نامي ).

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram