TOP

جريدة المدى > غير مصنف > لولا مارتن لوثر كينك لما كان أوباما

لولا مارتن لوثر كينك لما كان أوباما

نشر في: 24 نوفمبر, 2009: 02:26 م

الكتاب: مارتن لوثر كينك تأليف: غودفري هوجسون ترجمة: ابتسام عبد اللهقد يكون الأمر صحيحا في ان صدور هذا الكتاب قد جاء في الوقت المناسب تماما ذلك لان من دون مارتن لوثر كينك لم يكن لباراك اوباما أي وجود
 على الرغم من أن الأمر يكاد ينطبق في قولنا لو أن جورج واشنطن لم يعبر ديلاوير لما كان لتوماس جيفرسون وجود. ويحس المرء من خلال قراءة الكتاب أن المؤلف أراد تمجيد رجل كان شخصا مهما في زمنه.. ثائر أبدى شجاعة ملحوظة وبراعة سياسية في مواجهة قوى العنصرية في الولايات المتحدة الأمريكية ومضافا الى ذلك كان خطيبا يجذب الأسماع بلا جدال او منافسة. والأمر الغريب في هذا الكتاب صغير الحجم ان التقديس لتلك السيرة قد قللت من الموضوع. أن الأمر اللافت للنظر في كاتب السيرة البريطاني لحياة بطل أمريكي ان التفصيلات التي استوقفته تكشف اموراً غير معروفة من قبل ففي شبابه كان مارتن لوثر كينك يكنى بـ "تويد" لاهتمامه الشديد بمظهره. لقد كان يرتدي أفضل البدلات ويعتني بحذائه من اجل جذب الفتيات ولم يكن كينك طويل القامة – خمسة اقدام فقط – ومع ذلك كانت الفرص امامه كثيرة وقال احد معاصريه: "لم يكن يركض خلف الفتيات على العكس كن يركضن خلفه". وعلينا ان لا نكون منافقين بشأن رجال السياسة وحياتهم الخاصة وكينك لم يكن رجل دين، والتناقض في حياته يكمن في التناقض الكبير ما بين دعوته الى المساواة والبهرجة التي اتسمت بها حياته الخاصة ويستعير المؤلف عبارة لكينك يقول فيها، "انه بعيد عن منزله 25 او 27 يوما في الشهر". وقبل ساعات من مقتله وهو على شرفة فندق ممفيس في الرابع من نيسان 1968 كان كينك قد اختفى في غرفته مع واحدة من صديقاته العديدات وربما إن هذا الدافع الجنسي بالنسبة للسياسيين هورد فعل للقلق الذي يساورهم باستمرار. فعندما اغتيل جون كيندي في 1963 اخبر كينك زوجته هاتفيا، "هذا ما سيجري لي أيضا إن مجتمعنا هذا مريض جدا". وكان محقا في القول ومع ذلك فان حياته في النهاية لا تبدو كئيبة على الرغم من قتله ويعود ذلك إلى التغيير الذي شمل الولايات المتحدة نفسها منذ عام 1968 بعد المواجهات ما بين كينك وبول كونور، مفوض الشرطة في ألاباما وأيضا بسبب طريقة اغتياله واغتيال الإخوة كينيدي. ان مارتن لوثر كينك لا يوجد فيه شيء مشترك مع الرئيس الامريكي الحالي الذي هو نصف كيني، وتخرج من هارفرد ومحام من شيكاغو من مواليد هاواي وأوباما بالتالي بعيد جدا عن التقاليد الروحية للجنوب. وقابلية كينك على الخطابة أفادته بشكل جيد في أعوام الستينيات ومع ذلك فان اغتياله جرى في زمن كانت فيه حركة السود والحقوق المدنية قد تغيرت وأصبحت الخطابات المعمدانية خارج سياق العصر. أما جيسي جاكسون منافس مارتن لوثر كينك والذي كانت لديه الاسباب لإبقاء الشمعة متوهجة من اجل ادامة التأييد له في حملاته الانتخابية فقد تحول ايضا الى جزء من التاريخ بالنسبة للامريكيين كما هو حال دوغلاس هوم او هارولد ويلسن بالنسبة للبريطانيين. لقد قابل المؤلف غودفري هوجسون مارتن لوثر كينك عددا من المرات في منافسات ما بين عامي 1956 و 1967 لكن هناك القليل مما يدل على علاقة قوية بينهما وما يكتبه يعتمد على مصادر ثانوية. ان مارتن لوثر كينك قد أصبح شخصية تاريخية وعلى الرغم من اغتياله فإن انجازاته ما تزال حاضرة بقوة. عن: الصنداي تايمز

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

"إعادة العرض": لوحات فنية ترصد مأساة العراق

اعتقال صاحب منزل اعتدى على موظف تعداد سكاني في الديوانية

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 

مقالات ذات صلة

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 
غير مصنف

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 

بغداد/ المدى كشف نائب رئيس الأقاليم والمحافظات البرلمانية جواد اليساري، مساء اليوم السبت، عن عودة عقد جلسات مجلس النواب خلال الأسبوع الحالي، فيما أكد عدم وجود أي اتفاق على تمرير القوانين الجدلية. وكان البرلمان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram