في مرات كثيرة لا اعرف ماذا افعل وأنا اقرأ أو أشاهد بعضا من السياسيين المحسوبين على الحكومة، هل اضحك من المشاهد العبثية التي أراها أمامي، أم سأجد نفسي يوما مغشيا علي من شدة الأسى والحزن والكآبة التي تثيرها هذه التصريحات؟
ذلك أن بعض المقربين يصرون على اتهام كل من يتحدث عن تحديد ولايات رئيس مجلس الوزراء، بل ذهب الخيال بالنائب محمد الصيهود ان يقول "الذين يصرون على تحديد ولاية رئيس الوزراء ينفذون أجندات إسرائيلية"، وهذه ليست المرة الاولى التي يصر فيها الصيهود على القول من ان رافضي الولاية الثالثة، انما يسعون "لإثارة الشبهات لتنفيذ أجندات خارجية شديدة الخطورة"، فيما شارك آخرون في زفة الهجوم على كل من يعارض الحكومة وقراراتها "القرقوشية" ولم يكتف البعض بذلك فأرادوا إدخال الجيش في لعبة السياسة، ليخرج لنا من يقول إن منتقدي الحكومة ينفذون أجندات خارجية لإبقاء البلاد ضعيفة.
اذن الكل في خانة العملاء وخارجون على القانون، لأنهم يرفضون طاعة رئيس مجلس الوزراء.. ويرفضون أن يعود عصر تدجين الشعب لكي يتوافق مع قيم ومفاهيم ووصايا "القائد المؤمن".. ولأنهم يرفضون ان يعيشوا في ظل نظام يحكمه لصوص يعتقدون ان البلاد ملك صرف لهم.
بعد احد عشر عاما من سرقة ثروات البلاد، والخراب وفقدان الأمن والأمان يريدون منا ان نؤمن بان البلاد لابد لها من قائد ملهم تعيش تحت جناحيه.. يريدون منا ان نقول للص والقاتل والانتهازي والمزور والمرتشي سمعا وطاعة.. هذه هي الوطنية التي يفهمونها، وغير ذلك فان الجميع عملاء وإرهابيون وينفذون أجندات خارجية.. يريدون منا طاعة عمياء للصوص والمستبدين باسم الدفاع عن مصالح البلاد ومكانتها وتاريخها.
يريدون ان تضيع أعمار الناس في البحث عن الأمان ولقمة العيش والرضا بالمقسوم.. هذا هو مقياس الوطنية بالنسبة إليهم، وما عداه فهو الخراب والعمالة والارتماء في أحضان الأجنبي.. نفس الشعارات والخطب التي صدع صدام بها رؤوسنا من قبل.. لا مكان للعملاء الذين يطالبون بمحاسبة المفسدين وبناء دولة المؤسسات، وبالرفاهية الاجتماعية وبترسيخ دولة القانون..
إعلام عميل لانه يفتش في دفاتر الحكومة، ويريد اجابات عن اسئلة غامضة: من يقف وراء الفشل الأمني؟ لماذا يزج الجيش في الصراع السياسي؟ لماذا يسمح للقتلة والإرهابيين الهروب من المعتقلات؟ لماذا يقف القضاء متفرجا وهو يرى حيتان الحكومة ينهبون البلد ؟ لماذا يراد لهذا الشعب ان يصبح دوما وقودا لمعارك سياسية لا احد يعرف متى تنتهي؟ لماذا يصر المالكي ومقربوه على ايهام الناس بانهم محاصرون بالمؤامرات وان الانقلاب العسكري على الأبواب؟ لماذا يريدون من الناس ان تبقى أسيرة للخوف من المجهول؟ أسيرة لمسلسل ساذج لا ينتهي من المعارك والخطب الطائفية وألعاب عبثية تريد وضع البلد على حافة الحريق.
لنعترف ونقولها بصوت عال، نعم نعترف باننا عملاء لهذا الوطن، نرفض الولاء للمستبدين.. عملاء لأننا لا نريد لقطاع الطرق من صبيان السياسة وأمراء الطوائف ان يسرقوا فرحة العراقيين بالتغيير والعيش في ظل دولة المواطن، لا دولة الحاكم بأمر الله.
في كل صباح يتحدثون عن المؤامرة التي تحاصر البلاد ، لا احد يعرف.. من هو العدو الذي يتربص بالإنجازات الكبيرة التي قدمها رئيس مجلس الوزراء ومعاونوه؟ سيقولون لك انهم اصحاب الاجندات الخارجية.. ومن هم هؤلاء؟ ايضا ستجد امامك من يطلق في الهواء جملا وعبارات منتهية الصلاحية.. المواطن يعرف جيدا ان هناك مؤامرة واحدة فقط لا غير اسمها مقربو رئيس الوزراء، الذين يسعون بكل طاقتهم السير بالبلاد إلى كارثة محققة.. مجموعة لا تمتلك رؤية سياسية، لكنهم يشعلون الحرائق ليل نهار.. هؤلاء الذين يقولون للعربي ان الكردي عدوك، وان ابن الموصل يتربص بابن ميسان، وان الشيوعيين قوم كفرة لا مكان لهم في بلاد الهداية والإيمان، وان المسيحيين ضيوف غير مرغوب بهم، وان البلاد تحتاج الى قبضة حديدية تعيد لها أمجاد "المهيب الركن".
أسطوانة الصيهود
[post-views]
نشر في: 28 مايو, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 3
داخل السومري
اناشدالذين يحكموننا باسم الدين ان يعطوا الناس الحريه لمناقشة الدين وانتقاده.لماذا هم يخافون من انتقاد الدين.وعليهم ان يتخلوا عن تهمة المنتقد بالكافر لان هذه التهمه اصبحت سخيفه وانها غطاء لتجنب كشف عواراتهم المفظوحه.كفايه بقى لقد بلغ السيل الزبى.
أبوهمس الأسدي
يبدو أن الصيهود لازالت مخيلته السياسيه لاتحمل أكثر مما أشبعها الأعلام الصدامي ؟ عن المؤامرة الخارجية المزعومة والعدو الصهيوني الخارق ؟؟وهو لايعلم للآن أن الشعب الفلسطيني صاحب القضية المركزية((وبمختلف أجنحته السياسيه بما فيها حماس ))قد أدرك بطلان وزيف هذا
ابو هبة
حقاً نحن عملاء لهذا الوطن الجريح ، وأوجه رسالة لما يسمى ( رئيس وزراء العراق ) الحاج الدكتاتور الصغير ، القائد العام للقوات المسلحة ، ووزير وزارات الداخلية و الدفاع و الأجهزة الأمنية كافية ، وصاحب اكبر السجون السرية و العلنية ، وداعم المليشيات القذرة من عص