في قرية بناحية اليوسفية جنوب غربي العاصمة بغداد ، يفضل الصغار والكبار الاستماع الى حديث عبيد وصديقه فرحان عندما يخوضان حوارا يتناولان فيه الأوضاع السياسية والأمنية ، ومستقبل المنطقة ، الرجلان في العقد الخامس من العمر، يشتركان بصفة فقدان حاسة السمع أثناء أداء الخدمة العسكرية الإلزامية في الحرب العراقية الإيرانية ، تفرغا لعملهما الزراعي وفي أوقات الفراغ، يعقدان جلسة حوار لتناول ابرز المستجدات المحلية والإقليمية والدولية ، بحضور آخرين يجدون في حديث عبيد و فرحان فصلا كوميديا جديرا بالمتابعة لما يتضمنه من فقرات تثير الضحك.
اعتاد الرجلان على إقامة حلقة يومية لحوارهما أثناء التعلولة الليلية في الأماسي الخالية من المداهمات والاعتقالات ، وهذه القضية غالبا ما تكون محور الحديث ، يبدأ فرحان حديثه بالقول ان تنظيم داعش جلب الكوارث والمصائب للمنطقة ، ولابد من تظافر الجهود والتعاون مع قوات الجيش والشرطة لمنع الإرهابيين من ممارسة نشاطاتهم في اليوسفية والمناطق المجاورة لها ، فيرد عبيد بالقول ، الطماطة في هذا الموسم تبشر بالخير والمشكلة في توفير أنواع جيدة من الأسمدة بأسعار مدعومة من وزارة الزراعة ، وعلى هذا المستوى يبدأ الحوار بين عبيد وعدنان ، والمستمعون يحاولون إظهار الاهتمام والامتناع عن إظهار ملامح الضحك على الوجوه .
عبيد : إياد علاوي رجل المرحلة بإمكانه القضاء على التنظيمات الإرهابية لامتلاكه علاقات جيدة مع دول الجوار العربي .
فرحان : الرجل معروف بعلوة الرشيد وخدماته كبيرة لأصحاب الستوتات عندما سمح لهم بالعمل من دون فرض رسوم مالية على دخول العلوة .
عبيد : التعاون مع دول الجوار هو السبيل الوحيد للقضاء على الإرهاب في العراق وعلى الحكومة ان تبادر بخطوة جدية في هذا المجال.
فرحان : أصحاب الستوتات قدموا خدمات كبيرة للمزارعين بنقل الحاصل الى العلوة وبأسعار منخفضة مقارنة بالسيارات .
عبيد : التحرك على قطر والسعودية وتركيا من شأنه ان يسهم في استقرار الأوضاع الأمنية في العراق .
فرحان : ابو الستوتة لايصرف باليوم الواحد خمسة لترات بانزين ،والحمد لله والشكر نعمة فضيلة .
عبيد : ايران ترغب في السيطرة على المنطقة وتريد ان تجعل من العراق حديقتها الخلفية .
وينتهي الحوار بين الرجلين بطلب من احد الحاضرين لاعتقاده بان الحديث قد تجاوز الخطوط الحمر وعن طريق لغة الإشارة يلجأ فرحان الى تغيير مسار الحديث ويواصل كلامه .
فرحان : الساهون الإيراني يتفوق على الدهين النجفي .
عبيد : ايران ترفض تولي إياد علاوي منصب رئيس مجلس الوزراء العراقي .
فرحان : زنود الست إنتاج الحمداني سعر الكيلو الواحد منها اصبح بملغ سبعة الاف دينار .
عبيد : الحمداني سخر برنامجه للإطاحة بالمالكي ومنعه من الحصول على الولاية الثالثة .
فرحان :سامحك الله ، الرجل ابن حمولة ومعروف في المنطقة بانه مسؤول الصحوة ، وأتمنى ان يكون عضوا بالمجلس البلدي حتى يخدم المواطنين .
عبيد : يحتاج الى دعم اميركي .
انتهى فاصل من الضحك على الحوار، وبعده قال احد الحاضرين مخاطبا عبيد وفرحان : صارت القضية واضحة جدا ، وأنصحكما ان تسخدما الورق والقلم لكتابة أقوالكما ونحن بقدر سعادتنا بالحديث لم نحصل على زبدة الكلام ولم نفهم شيئا لذلك اعتماد الورقة والقلم سيجعلنا نرى النقاط فوق الحروف ويخلصنا من المتاعب ، وانا افضل ان يكون الحديث بأمور اخرى، وتصبحون على خير ، غادر الجميع المكان ، وواصل عبيد وفرحان حوارهما الفنطازي بحماسة حتى صباح اليوم التالي وتمحور حول مواصفات رجل المرحلة المقبلة صاحب القدرات الخارقة في قيادة المجلس البلدي.
حوار طرشان
[post-views]
نشر في: 30 مايو, 2014: 09:01 م