TOP

جريدة المدى > عربي و دولي > عبدالفتاح السيسي رئيسا بأصوات تجاوزت 23 مليونا

عبدالفتاح السيسي رئيسا بأصوات تجاوزت 23 مليونا

نشر في: 30 مايو, 2014: 09:01 م

أظهرت النتائج الأولية لانتخابات الرئاسة في مصر تفوقا واضحا لوزير الدفاع السابق المشير عبد الفتاح السيسي على منافسه الوحيد القيادي اليساري حمدين صباحي. وحصل السيسي على نحو 96.7 في المائة من مجموع الأصوات الصحيحة للناخبين، مقابل 3.4 في المائة لصباحي

أظهرت النتائج الأولية لانتخابات الرئاسة في مصر تفوقا واضحا لوزير الدفاع السابق المشير عبد الفتاح السيسي على منافسه الوحيد القيادي اليساري حمدين صباحي. وحصل السيسي على نحو 96.7 في المائة من مجموع الأصوات الصحيحة للناخبين، مقابل 3.4 في المائة لصباحي

وشارك في الاقتراع الذي تواصل على مدار ثلاثة أيام نحو 25 مليونا و387 ألف ناخب، بنسبة 47 في المائة من إجمالي عدد من يحق لهم التصويت، والبالغ 53 مليونا و909 آلاف و309 مواطنين، بحسب مصدر رسمي في اللجنة العليا للانتخابات. وتظل هذه النتائج غير رسمية لحين بت اللجنة العليا للانتخابات في الطعون.
وأشارت الإحصاءات إلى أن المشير السيسي حصد قرابة 23 مليونا و426 ألفا و741 صوتا، بينما حصل صباحي على 791 ألفا و258 صوتا، فيما بلغ إجمالي الأصوات الباطلة مليونا و174 ألفا و352 صوتا، بما يعادل نحو خمسة في المائة من إجمالي عدد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم في الاقتراع.
ويتبوأ السيسي منصبه بعد انتخابات حرة نزيهة، بحسب وصف واسع للمراقبين، حسمها باكتساح لصالحه، وفي تحول ديمقراطي تشهده البلاد لتصحيح مثار ثورتين (25 يناير و30 يونيو) عاشتهما مصر خلال ثلاث سنوات، وأطاحت خلالها برئيسين أحدهما حكم لمدة 30 عاما، والآخر لم يمكث سوى عام واحد، وزجت بهما إلى السجن، وما زالا ينتظران مصيريهما في قبضة العدالة.
يرتاح المصريون لوجه السيسي الذي يجمع بين البشاشة والصرامة، ويشبه وجوه الملايين منهم ممن يعملون في ظروف صعبة، كما يرتاحون لابتسامته الودود التي تعكس في ظلالها معاني الإصرار والتحدي.
تولى السيسي موقع وزير الدفاع والإنتاج الحربي في ملابسات دراماتيكية، اقترنت بمقتل 16 من جنود حرس الحدود في سيناء، وإشاعات غير مؤكدة راجت وقتها عن مؤامرات حاكتها أطراف في جماعة الإخوان المسلمين، لإزاحة قادة الجيش آنذاك من أمام الرئيس القادم من الجماعة، محمد مرسي، وعلى رأسهم وزير الدفاع المشير محمد حسين طنطاوي، ورئيس الأركان الفريق سامي عنان، اللذان قادا المرحلة الانتقالية في أعقاب الإطاحة بنظام الرئيس الأسبق حسني مبارك.
وعند تولي السيسي موقعه في (آب) من العام قبل الماضي، ساد الاعتقاد بأن الجنرال يوالي الرئيس، وأنه يميل لفكر جماعة الإخوان، وربما لا يهتم بملفات غامضة للجهاديين الإسلاميين الذين قتلوا الجنود المصريين في سيناء، وذلك على الرغم من قيام المؤسسة العسكرية بعملية هناك تحت اسم «نسر» لملاحقة الإرهابيين؛ لكن الجنرال بدأ يظهر رويدا رجلا هادئا وحازما في الوقت نفسه. وقال الجيش وقتها، ودون ضجيج، إنه سيكشف عن التحقيقات في مقتل جنوده، إلا أن الرئاسة ردت بأنه ليس من صالح الدولة الكشف عن قتلة الجنود الـ16 أو خاطفي جنود الأمن السبعة في سيناء في العملية التي جرت قبلها بشهرين. ومن هنا، بدأ يتضح للمراقبين أن العلاقة بين الرئيس المدني والجنرال ليست على ما يرام.
وفي السجلات العسكرية، احتل السيسي وزير الدفاع رقم 44 في تاريخ وزراء الجيش المصريين، منذ الوزير الشهير أحمد عرابي الذي كان «ناظر الجهادية (وزير الدفاع)» في عهد الخديوي توفيق، أواخر القرن الـ19. ووفقا لمعلومات حصلت عليها «الشرق الأوسط» عن شخصية السيسي، فإنه هادئ الطباع، ويواظب على الصلاة بصفته رجلا مسلما وسطيا ومعتدلا، ومحبا للقراءة، خاصة لكبار شيوخ الأزهر، ويحفظ مقاطع من الشعر العربي القديم، ومتابعا ممتازا لمقالات كتاب الرأي في الصحف المصرية والعربية والأجنبية. ومنذ عزل مرسي على يد الجيش، برز السيسي، كبطل شعبي وقومي، وأصبح هم أغلب المصريين أن يترشح لقيادة البلاد. وتكوّن من أجل ذلك الكثير من الحملات والجبهات التي تطالبه بذلك، كان أبرزها حملة «كمل جميلك» و«السيسي رئيسي».
وفي 26 آذار الماضي، أعلن السيسي ترشحه لخوض انتخابات الرئاسة، مغادرا موقعه كوزير للدفاع والإنتاج الحربي، ونائب لرئيس الوزراء في حكومة رئيس الوزراء السابق الدكتور حازم الببلاوي. وخلال حواراته ولقاءاته الكثيرة مع كل طوائف الشعب المصري في أثناء حملته الانتخابية، بدا السيسي محافظا على استقلالية وثوابت الدولة المصرية والوجدان المصري المعتدل الممتدة مع حقائق الجغرافيا والتاريخ الطويل، كما بدا واقعيا وصريحا في نظرته للأمور والمشكلات التي تواجه البلاد، وهو ما جعل الكثير حتى من غير أنصاره يراجعون موقفهم ويؤيدون ترشحه لتولي سدة الحكم. ويصفه أحد المقربين منه بقوله، إنه «رجل شديد الانضباط عسكريا، لم يكن يعلم أنه سيكون وزيرا للدفاع في مرحلة غير مسبوقة في تاريخ مصر.. أو على الأقل في ظل تركيبة سياسية لم تمر على البلاد منذ عام 1952. وكانت المعادلة الصعبة التي ينظر إليها كثير من المدققين في شؤون الحكم، هي كيف سيعمل الرئيس الإسلامي الذي لا يتمتع بأي خلفية عسكرية، مع الجيش».
يتابع المصدر المقرب من السيسي قائلا: «ثلاث سنوات من عمر رجل أحبه المصريون، استطاع أن يتوج في هذا الحب، ليكون رئيسا للبلاد، الرجل الذي ظهر اسمه لأول مرة، بعد يوم واحد من قرار الرئيس الأسبق مبارك، التخلي عن موقعه رئيسا للجمهورية، وتكليفه المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شؤون البلاد». وكان السيسي، القادم من موقعه مديرا للمخابرات الحربية، أحد أعضاء المجلس العسكري، بل أصغرهم سنا.. ومن أشهر كلماته التي يتناقلها المصريون، وكان قد ذكرها في لقاء تثقيفي للقوات المسلحة أثناء ترأسه للجيش، أنه «ليس من المروءة ترويع الشعب المصري، ونحن موجودون.. إذا حدث هذا فلنمت أفضل».
ولد السيسي في (تشرين الثاني) عام 1954، بالقاهرة في حي «خان الخليلي» الذي يحمل عبق التاريخ المصري، وتخرج في الكلية الحربية، وبدأ عمله في سلاح المشاة عام 1977، وواصل دراساته العسكرية بعد ذلك، ليحوز ماجستير العلوم العسكرية بمصر في 1987، وماجستير العلوم العسكرية من كلية القادة والأركان البريطانية في 1992، ويحمل زمالة كلية الحرب العليا في أكاديمية ناصر العسكرية، ذات الأهمية بمصر في 2003، إضافة إلى زمالة كلية الحرب العليا الأميركية في 2006. وهو متزوج ولديه ثلاثة أبناء وبنت واحدة.
ويقول أحد أعضاء المجلس العسكري السابقين، إن السيسي لم يظهر خلال تلك الفترة إلا نادرا في وسائل الإعلام.. «ولم يكن يرغب في ذلك.. كان يستمع أكثر مما يتحدث، وينظر إليه كثيرون في المجلس بعدِّه طرازا نادرا لقائد مخابرات عصري»، مشيرا إلى أنه رغم وجوده في المجلس الذي أدار المرحلة الانتقالية بعد خروج مبارك من الحكم، فإن السيسي لم يكن معروفا على نطاق واسع، مثل شخصيات كالمشير حسين طنطاوي الذي كان رئيسا للمجلس العسكري، ونائبه الفريق سامي عنان، واللواء محمد العصار، واللواء ممدوح شاهين، وغيرهم من كبار القادة العسكريين.
نقطة القوة الأخرى في مسيرة السيسي، هي خروج الملايين في القاهرة والمحافظات، لإعطائه تفويضا بمحاربة الإرهاب، وفي أقل من 48 ساعة، حينما طلب منهم ذلك، في 24 تموز من العام الماضي. ويحفظ المصريون الكثير من كلمات السيسي التي أصبحت بمثابة أقوال مأثورة في مخزونهم الوطني، من أبرزها الكلمة التي ألقاها السيسي في احتفال وطني، بعد نحو شهرين من الإطاحة بالرئيس مرسي، وفي مؤتمر غاب عنه الإسلاميون بمن فيهم رجال الدولة، وشارك فيه عدد من قادة الجيش والفنانين والمثقفين والأدباء والإعلاميين. وأبدى حشد من حضور الحفل قلقا على مستقبل البلاد، لكن الفريق أول السيسي - حينها - وقف وتحدث قائلا: «لا تخافوا على مصر.. مصر هي أم الدنيا، وستظل أم الدنيا»

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ضد منافس شرس.. متى تفوز المراة بحقوقها؟

ما حقيقة استقالة وزير النفط؟

البرلمان يعتزم اطلاق دورات تثقيفية "إلزامية" للمقبلين على الزواج للحد من العنف والطلاق

(المدى) تنشر قرارات جلسة مجلس الوزراء

السوداني يؤكد التزام العراق بخطط أوبك

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

اغتيال مسؤول إيراني رفيع بهجوم مسلح

وفاة الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية

صحيفة بريطانية: قائد اركان الجيش الأمريكي يزور دولتين عربيتين لاقامة "تحالف" ضد ايران

إيران تنفذ عملية إعدام علنية "نادرة"

تقرير أمريكي: بند "غامض" في الدستور العراقي يتيح للإطار التنسيقي مأسسة الطائفية

مقالات ذات صلة

ضد منافس شرس.. متى تفوز المراة بحقوقها؟

ضد منافس شرس.. متى تفوز المراة بحقوقها؟

المدى/ متابعة شاركت عشرات الأفغانيات في حركة احتجاج افتراضية ضد قانون جديد يمنع النساء من إسماع أصواتهن في الأماكن العامة، وذلك عبر تصوير أنفسهن وهن يغنين. وأعلنت حكومة حركة طالبان الأسبوع الماضي أنها أصدرت في نهاية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram