اقتربت ايام الامتحانات النهائية الوزارية والتي تعد من اصعب الفترات على الطالب وأهله في آن واحد.. هموم تؤرق الأهل قلقا على مصير أبنائهم فمع نهاية كل عام دراسي يُعرض في البيوت فلم الرعب المتكرر الذي يحمل عنوان ( الامتحان )، وخصوصا ً نسخته الأصلية
اقتربت ايام الامتحانات النهائية الوزارية والتي تعد من اصعب الفترات على الطالب وأهله في آن واحد.. هموم تؤرق الأهل قلقا على مصير أبنائهم فمع نهاية كل عام دراسي يُعرض في البيوت فلم الرعب المتكرر الذي يحمل عنوان ( الامتحان )، وخصوصا ً نسخته الأصلية في الصفوف المنتهية ( البكالوريا ) .
وعادة ً ماتفوق مشاهدة هذا الفلم جميع أفلام الرعب العربية والأجنبية التي تعرض في مثل هذا الموسم من السنة، حيث تصاحبه الضغوط النفسية من وقع الاسئلة وعدم وضوحها وصعوبتها وظلم التصحيح وغيرها من الهواجس القلقة غير ان ظروف الكهرباء وتحسنها ساعدت الكثير منهم في اكمال مراجعتهم للدروس وتوفير اجواء مناسبة في ظل صيف حار فيما لو استمر ذلك ولكن هموم الامتحان تبقى تلازم الجميع حتى نهايتها وربما صدق نابليون في مقولته (ساحات الميدان ولا ساعة امتحان.
(أم صدى) والدة احدى الطالبات اللائي يخضن الامتحان الوزاري تقول: أعددنا لابنتي جدولا بالدروس ومتابعة ما حصلت عليه من نتائج وحرصت على تجاوز كل المصاعب التي واجهتها من خلال تحديد نقاط الضعف في دروسها ونتائجها وتوفير الدروس الخصوصية لتقويتها في المواد الضعيفة فيها وبانتظار ثمرة جهودنا عبر نتائجها . بينما تقول ابنتها صدى ان هاجس الخوف يزيدنا قلقا كلما اقترب موعد الامتحان وهو شيء طبيعي في كل المراحل الدراسية لكوننا مررنا بهذا الشعور لكن الخوف الان اكثر. وأكدت أم زمن ان الطالب سيمتحن لينجح بمعنى انه لا ينجح اذا لم يقرأ ورغم اجراء الاختبار اليومي لابنتي في اسئلة لسنين سابقة الا ان الخوف والرهبة من الامتحان لاتزال تتملكها رغم التشجيع المستمر وتبديد المخاوف كما ان ظروف هذا العام الدراسية افضل بكثير من السنوات السابقة من ناحية اكمال المناهج الدراسية وثبات موعد الامتحان دون تغيير وكذلك توفر الكهرباء الذي ساعد الكثير من الطلبة على المضي قدما في مراجعتهم للدروس في ظروف اكثر ملائمة لهم في بيوتهم دون الحاجة للخروج الى الحدائق والساحات العامة ونبقى بانتظار النتائج ونبقى قلقين حتى اخر يوم من الامتحان. كما تشهد الأسر العراقية استنفاراً تاماً، وتُعلن حالة الطوارئ بين صفوف العوائل أثناء الامتحانات . وقد يكون هذا الاهتمام، وكل هذا القلق حالة غير مستغربةً لأمر يتعلق بمستقبل الطالب، وما تمثله هذه المرحلة الانتقالية من أهمية في حياته، ولكن علينا ان نميز بين القلق المحمود الذي يعني الرغبة في النجاح والحصول على أعلى الدرجات وهو قلق مُحفز ومطلوب، وبين القلق والخوف المرفوض الذي يؤثر على الثقة بالنفس، ويثبط الهمة، وبالتالي ينعكس سلبا ًعلى نتيجة الامتحان والتحصيل الدراسي للطالب، بالرغم من كل المجهود الذي بذله طوال العام الدراسي .
وقد تشترك عدة عوامل ومسببات في زيادة هذا القلق أو الحد من تأثيره، فمنها ماهو بنيوي متعلق بطبيعة النظام الامتحاني، وطبيعة عملية التدريس، ومنها ما هو سيكولوجي متعلق بذات المُمتحن، والأجواء الأسرية التي يعيشها الطالب، وكذلك الأمر المتعلق بطبيعة الطقوس المصاحبة له، وبثقافة المجتمع، إلى غير ذلك من الأسباب وفي هذا الصدد علينا الاطلاع على التجارب العالمية التي خاضت هذه التجربة بنجاح، والتي استطاعت الحد من سطوة ورهبة الخوف التي يشكلها اداء الامتحان على الطالب، من خلال التخفيف من مركزية إدارة النظام التعليمي، ما أعطى مرونة للإدارات المدرسية في تطبيق البرامج والممارسات التي تنسجم وخصوصية الطالب . كذلك تقع على الأهل والمدرسة مسؤولية العمل في تخفيف رهبة الامتحان، ومناقشة الطلاب في المشكلات المرتبطة بهذا الموضوع، وإيجاد العلاج المناسب الذي يتم بموجبه تبديد الأفكار المخيفة أو الباعثة على القلق، كما علينا تغير بعض المفاهيم الاجتماعية التي ترافق الطقوس الامتحانية، والمتمثلة بالشعار الذي يرفع على الأسنّة مع بداية الامتحانات والقائل ( عند الامتحان يكرم المرء أو يهان )، وهو مايوحي للطالب بأن الامتحان قد تحول الى فخ للايقاع به.
