TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > فانيلة و"نظام داخلي "

فانيلة و"نظام داخلي "

نشر في: 31 مايو, 2014: 09:01 م

الأحزاب والجمعيات والمنظمات والشركات والفرق الفنية ومنها فرقة" ام علي" الموسيقية  المنقرضة ، فضلا عن المؤسسات الرسمية،  تعتمد النظام  الداخلي لأغراض تنظيمية وتكون ملزمة بتطبيق فقراته ، والطرد والفصل والإقالة وبعض الأحيان الإحالة الى القضاء تجري بموجب النظام الداخلي .
التحالف الوطني الذي يقود الحكومة الحالية مضى على تشكيله اكثر من اربع سنوات ، وحتى هذه اللحظة يعقد الاجتماعات ، وشكل لجنة تضم ممثلين عن أطرافه لصياغة النظام الداخلي ، وحتى هذه اللحظة لم ينجز هذه المهمة على الرغم من انها لاتحتاج الى  سقف زمني طويل ، وبإمكانه الاستعانة باي نظام ، واجراء تعديلات على فقراته لتكون منسجمة مع أهدافه ، ويحسم الجدل واللغط ليتحول فيما بعد الى "مؤسسة" كما يقول قادته ، ويبدو ان المشكلة ليست في النظام الداخلي ، ولكن في قضية اخرى  لاتفضل اطراف التحالف الكشف عنها ولكنها واضحة ، وحتى الطفل  الرضيع عرف مغزاها وتفاصيلها ، فهي ليست بحاجة الى لف ودوران وعبارات وجمل انشائية ،والتوجه نحو "المأسسة" اي جعل التحالف مؤسسة ،  عجزت أطرافه عن تحقيق اتفاق على صياغة نظامه الداخلي .
مجلس الوزراء العراقي يقال انه لا يعمل بموجب نظام داخلي ، ومجلس النواب هو الآخر في الدورة التشريعية السابقة والحالية اي على مدى ثماني سنوات لم يستطع ان ينجز صناعة "فانيلة" على حد  تعبير احد المهتمين بالشأن النيابي العراقي ، لطالما وصف النظام الداخلي للبرلمان بانه بأهمية الملابس الخارجية والداخلية للأشخاص، لايمكن الاستغناء عنها في كل الظروف والأحوال .
اطراف التحالف الوطني منشغلة هذه الأيام في عقد اجتماعات متواصلة لإنجاز النظام  الداخلي ولعل الفقرة الأهم  طبقا لتصريحات بعض اعضائه تتعلق  بآليات اختيار مرشحه  لتشكيل الحكومة ، وكأنه ضمن  في الحاضر والمستقبل بانه  صاحب هذا الامتياز في العراق ، ولا احد ينافسه في امتلاك حق طرح المرشح لرئاسة الحكومة ، استنادا الى حسابات الأغلبية والأقلية ، والإيمان بهذه المسالة وحدها  يتطلب وضع نظام داخلي ، قبل سنوات ، لكي تسير الأمور بمسارها الصحيح ولا تخضع لتفسيرات  وتأويلات ،قد تؤدي في نهاية المطاف الى التشرذم والانقسام .
في "جمباز ستار" المقهى الواقع في حي العامل ، ورواده من المطيرجية ،  وضع صاحب المكان نظاما داخليا ، ابرز فقراته  منع الحديث بالدين والسياسية ، وحل نزاعات مربي الطيور باعتماد الحوار ولغة التفاهم،  وتبادل الافكار والخبرات في مجال التخلص من خطر "البزازين" بوصفها العدو اللدود للمطيرجية ، وقد تركت في قلوبهم غصة كبيرة،  لأنها التهمت طيورهم في غفلة من الزمن.
رواد "جمباز ستار " التزموا بنظامه الداخلي ، عندما وجدوا فيه فائدة كبيرة تخدم مصالحهم وتنظم علاقاتهم ، وهم على اختلاف أعمارهم ، لاعلاقة لهم بالسياسية وأحزابها ، وأعرافهم لم تدون في نظام داخلي وفانيلة رقم عشرة .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. ابو اثير

    ما دام التحالف الوطني بتكوينه يمثل مكون طائفي معين سيكون مصيره الفشل والسقوط ,, كما هي التحالفات المذهبية ألأخرى التي سقطت أوفي طريقها للسقوط .. ولست أدري كمواطن عراقي لماذا هذا ألأصطفاف المذهبي والطائفي ينموا وينتشر بيننا يا أخي لنترك المذهب والدين وننظر

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram