اعداد/ المدى الرياضي لعب منتخب جنوب إفريقيا مباراتين مؤخراً على أرضه وبين جمهوره وانطلقت صافرة النهاية فيهما بالتعادل السلبي. هذا هو سجل بافانا بافانا منذ أن استلم كارلوس ألبرتو بيريرا دفة التدريب بعد أن ابتعد عن تلك المهمة لمدة 18 شهراً منذ نيسان 2008،
ولكن هاتين النتيجتين الباهتتين أمام منتخبي اليابان وجامايكا كانتا بمثابة المحفز بالنسبة لبيريرا، الذي يؤكد أن منتخب جنوب إفريقيا سيُشكّل قوة لا يُستهان بها على الإطلاق في بطولة كأس العالم التي ستضيفها القارة السمراء السنة المقبلة. وقال بيريرا في مقابلة حصرية مع موقع (FIFA.com): أرى ضوءاً ساطعاً عند نهاية النفق الذي نسير فيه. ستثبت عناصر الفريق مدى قوتها وقدرتها على المنافسة، أكثر بأشواط من الوضع الراهن وذلك عندما تصل إلى أفضل مستوى لياقة بدنية. يملك المنتخب خبرة سابقة جيدة في اللعب على الصعيد الدولي. عندما دربت المنتخب للمرة الأولى هنا، تمكن (بافانا بافانا) من إيقاع الهزيمة بمنتخب باراغواي بثلاثية نظيفة وهذا هو تماماً المستوى الذي أريده من الفريق أن يصل إليه. وأوضح المدرب البرازيلي أن "المباراتين اللتين جمعتا المنتخب مع كل من البرازيل وإسبانيا خلال كأس القارات وخسرهما بفارق هدف واحد تمثلان دليلاً آخر على المدى الذي يمكن أن يذهب إليه الفريق إن كان على أتمّ الإستعداد للمنافسة، فعندما يتمتع اللاعبون بلياقة بدنية عالية وصحة جسدية جيدة، سيتحسن أداء المنتخب بسرعة كبيرة، وليس لديّ أدنى شكّ في هذا الأمر. ولكن بيريرا أقرّ أنه كان يتوق إلى تحقيق انتصار في آخر مباراتين خاضهما الفريق بعد أن استلم مجدداً دفة التدريب، وأشار إلى أن أمله تجسّد في إخراج بافانا بافانا من أدائه المتعثر عندما كان يلعب تحت إدارة جويل سانتانا، وإعادته إلى إيقاع الفوز. وقال مدرب المنتخب الجنوب إفريقي متحسّراً "كان أمراً رائعاً لو استطعنا الفوز في المباراتين، ولذلك فإني أشعر بخيبة الأمل لكوننا فشلنا في تحقيق ذلك. لم تساعدنا النتيجة في تحسين روحنا المعنوية ولكني برغم ذلك راضٍ إلى حدّ ما عن أداء المنتخب، أما الآن فعلينا التفكير ملياً في المستقبل." وسيركز بيريرا، الذي يبلغ السادسة والستين من عمره، من الآن فصاعداً على المعسكر التدريبي المقبل للمنتخب الذي ستضيفه البرازيل موطنه الأصلي خلال شهر آذار القادم. وسيكون أمام المدرب أربعة أسابيع للعمل بشكل مكثف مع عناصر فريقه بغياب أولئك الذين يلعبون في الدوريات الأوروبية. أما الأمر الذي يزيد من فرص بيريرا في هذه المهمة العسيرة الملقاة على عاتقه فهو أنه تم تقليص مدة دوري جنوب إفريقيا المحلي بشكل يمنح المدير الفني المزيد من الوقت للإشراف على تدريب فريقه قبيل انطلاق النسخة التاسعة عشرة من كأس العالم. وقد تعهّد بيريرا قائلاً "سيكون الملاكان التدريبي والفني قادراً على جعل عناصر المنتخب يتمتعون بأفضل لياقة ممكنة، سنمضي سوية أربعة أسابيع في البرازيل حيث سنخوض نحو ست مباريات أمام فرق قوية وهو أمر له فوائد جمّة على جاهزية المنتخب." وأكد بيريرا أنه "يجب أن نؤمن بقدرات لاعبينا وأن نحافظ على ثقتنا بالفريق ونلعب بكل ما أوتينا من قوة. إن الإستحواذ على الكرة والمحافظة عليها هو أمر شديد الأهمية على الميدان وهو ما سنحاول التركيز عليه. وقد بدا واضحاً أن نتائج الفريق تتحسن بشكل كبير عندما نحقق تلك المعادلة." وأضاف مدرب (بافانا بافانا) قائلاً: "إن تمكنّا من تشديد الرقابة في خط الدفاع، فإنه ما من شكّ في أن أداء المنتخب سيتحسن أيضاً. إننا نعتمد في مدرستنا الكروية على تبادل الأدوار في خط الدفاع، حيث نولي أهمية خاصة للاعبي خط الدفاع القادرين على تبادل الأدوار ودعم خط الوسط. فالهجوم لا يتم بلاعب واحد، بل بدعم من الفريق برمته." وعلى الرغم من أن بيريرا لم يكن مدرب بافانا بافانا خلال مشاركته في النسخة الأخيرة لكأس القارات في حزيران الماضي ولكنه يقول أنه راقب عن كثب أداء الفريق في البطولة وأن الأمل كبير في حظوظ منتخب جنوب إفريقيا في أول عرس كروي عالمي تستضيفه القارة السمراء. وختم بيريرا حديثه مؤكداً أنه "يمكن اعتبار أن كأس القارات نقطة البداية حيث كان اللاعبون مع بعضهم البعض لفترة طويلة وكانت لياقتهم عالية وهو ما سيحدث في كأس العالم أيضاً."
بيريرا: جنوب إفريقيا قوة لا يستهان بها في المونديال
نشر في: 24 نوفمبر, 2009: 02:49 م