نظمت مندوبية الثقافة بمدينة آسفي أمسيتين ثقافيتين هامتين للشاعر والباحث العراقي المعروف الدكتور خزعل الماجدي يومي الثلاثاء والأربعاء 2021 أيار الفائت تكريماً واحتفاءً بمنجزه الفكري والشعري المتميز.أقيمت الأمسية الفكرية في رحاب الخزانة الجهوية وكانت

نظمت مندوبية الثقافة بمدينة آسفي أمسيتين ثقافيتين هامتين للشاعر والباحث العراقي المعروف الدكتور خزعل الماجدي يومي الثلاثاء والأربعاء 2021 أيار الفائت تكريماً واحتفاءً بمنجزه الفكري والشعري المتميز.
أقيمت الأمسية الفكرية في رحاب الخزانة الجهوية وكانت بعنوان "تاريخ الحضارات: تراجيديا انهيار الحضارات الشرقية "من تأطير وتقديم الناقد والشاعر المغربي الأستاذ خالد الذهيبة، وحضرها جمهور هام من مثقفي المدينة ومبدعيها.
استهل الأستاذ الذهيبة تقديمه للأمسية بالترحيب بالمحتفى به بمدينة آسفي التي عودتنا من خلال مندوبية الثقافة متمثلة بمندوبها السيد "لحبيب لصفر"على مثل هكذا أنشطة متنوعة المشارب والأجناس الإبداعية، شاكرا إياه لما يبذله من مجهودات استثنائية لخلق حراك ثقافي يليق بهيبة هذه المدينة العريقة.
استهل المحاضر الدكتور الماجدي محاضرته بالشكر لكل من فكر وساهم ونظم هذا اللقاء الذي اعتبره إضافة جديدة في مشواره الفكري والإبداعي ليلتقي بهذه الثلة المثقفة النوعية والتي تضفي على المدينة حُلّة تخرج عن مألوف اليومي العادي حيث رحابة الفكر والإبداع والتميز.
بدأ الدكتور الماجدي محاضرته بعرض مسهب لتاريخ الحضارات معرجا على أهم المحطات الفاصلة والهامة في هذه المسيرة التاريخية منذ عصور ما قبل التاريخ ثم الحضارات القديمة الثماني عشرة ( الشرقية منها كالسومرية والمصرية والبابلية والصينية والهندية ..الخ ثم الغربية كاليونانية والإغريقية) ثم الحضارات الوسيطة (البوذية والمسيحية والإسلامية ) ثم الحضارة الغربية الحديثة ثم المرحلة المعاصرة لهذه الحضارة الأخيرة التي تنزع لكي تكون أكثر إنسانية وأكثر عالمية ، وقد أوضح بشروحات مفصلة خصوصية كل مرحلة حضارية بل وأوضح طبيعة كلّ حضارة ومكانتها ، مبينا اهم الأسباب التي أدت الى تحلل الحضارات القديمة والتمهيد لسيادة الحضارة الغربية في العصر الحديث وفي العصر المعاصر ، وكان المحاضر قد عرض لأسباب انهيار الحضارات الشرقية القديمة الداخلية والخارجية ، ثم تحدث عن الأمة الحضارية التي يمر بها العرب والمسلمون في تاريخهم المعاصر وأوضح أن العلم هو السبيل الوحيد الذي سينقلهم من التاريخ الوسيط ، الذي مازالوا فيه ، الى التاريخ الحديث ثم المعاصر وطالبهم بالتخلي عن الأوهام والاعتراف بالآخر المختلف والحوار معه بتواضع والتعلم من الحضارة الغربية علومها ومناهجها الحديثة .
قدم المحاضر هذه المحاضرة بما يقرب من 70 سلايد او شريحة ضوئية بأسلوب عرض أكاديمي شيق وممتع، بطريقة الـ " Data show " ما أضفى على العرض قيمة معرفية كبيرة ومتعة للتلقي المعرفي.
تلتها مداخلات نبهة وهامة أضفت على المحاضرة ركنا معرفيا متميزا ينم عن مدى اهتمام الحضور بهكذا تناول يلامس تفاصيل حياتهم الفكرية والمعرفية.
أما الأمسية الشعرية فقد أقيمت في المسرح البلدي بمدينة الفنون وكانت فرصة هامة للاطلاع على المنجز الشعري للدكتور خزعل الماجدي الذي يعتبر من رواد القصيدة السبعينية بامتياز، قدم للأمسية الشاعر والمترجم العراقي الأستاذ جواد وادي المقيم بآسفي، باعتباره صديق الشاعر الماجدي منذ نهاية الستينات وبداية السبعينات.