خليل جليل بكل صراحة ووضوح ومن دون اي تردد اشار رئيس اللجنة الاولمبية العراقية رعد حمودي من خلال لقائه بعدد من الصحفيين ان ابرز المشاكل التي يواجهها المشهد الرياضي ازدحامه بالباحثين عن المناصب والكراسي اكثر ممن يبحث عن مصلحة الرياضة العراقية في اشارة الى تراكمات
كانت ثقلا وعبئا على مجمل الحركة الرياضية التي ما زالت تأن تحت وطأة هذا النمط الباحث عن المنافع والمصالح والكراسي على حد قول حمودي. لقد كانت مشاعر رئيس اللجنة الاولمبية مغلفة الى حد بعيد بمشاعر التحسر والمرارة من وجود مثل هذه المؤشرات التي ما يزال المشهد الرياضي يعاني منها في ظل واحدة من اكثر المظاهر إيذاءً للحركة الرياضية. ان ما ذهب اليه رئيس اللجنة الاولمبية العراقية لا يمكن ان ينطوي على مؤشرات سوداوية تبعث على اليأس بقدر ما يشير الى ثوابت مهمة تدفع للتفكير بإيجاد صيغ عمل تستند إلى روحية الحث على التطويرلدى مثل هذه العناصر التي ما زالت رياضتنا تعاني من وجود اعداد مثلما وصفها رئيس اللجنة الاولمبية الباحثة عن المناصب اكثر ما هي باحثة عن عوامل التغيير والتطوير الرياضي. لقد وضع رئيس اللجنة امام عدد من الاعلاميين الاحد الماضي سلسلة من الارهاصات التي يعيشها الان بعد مرور اكثر من نصف عام على تسنمه رئاسة ومسؤولية ادارة اللجنة الاولمبية العراقية حيث وصف العمل فيها من اصعب الامور التي يواجهها الى الحد الذي عكس استنتاج الاخرين حسب قوله بانه سئم من عمل اللجنة لعدم وجود اسس صحيحة للعمل المنطلق من روحية خدمة الرياضية العراقية وليس البحث فيها عن الكراسي والمناصب! إن تجارب الدول المتقدمة في المجال الرياضي وغيرها من الدول التي بدأت تسير على الطريق الصحيح في بناء منهجية عمل رياضي سليم وما حققته وحصدته من عمل رياضي مثمر وانجازات كبيرة يشرف سجلها وتاريخها امام العالم اجمع ، من الواضح تجسد هذه التجارب مدى قدرة عطاء ابنائها الرياضيين واصحابها من الذين دخلوا ميدان الرياضة لبنائها بالخبرات وخدمتها بالروحية العملية لا بالروحية المتطلعة للمناصب والكراسي. إن ما ذهب اليه رئيس اللجنة الاولمبية العراقية يبدو انه مستمد من ارض الواقع والحقائق التي اخذت تطفو على سطح الاحداث الرياضية منذ نيسان الماضي موعد انبثاق اللجنة الاولمبية العراقية بمسؤوليتها الجديدة،ودعوته الاتحادات والعاملين فيها الى تغليب روحية العمل الجماعي والابتعاد عن كل ما ينال من هذه الروحية عبر التفكير بالمناصب والامتيازات بطريقة اكثر ما يتيح لهذا التفكير أن يأخذ قضية تطوير الرياضة العراقية على محمل الجد والاهتمام. وبرغم قصر فترة العمل الاداري لاتحاداتنا التي اخذت على عاتقها مهمة ومسؤولية اخراج الرياضة العراقية من واقعها المرير والصعب والتركة الثقيلة التي تركت امامهم وامام المسؤولين في اللجنة الاولمبية على حد قول رئيسها،ما زال هناك الكثير من متسع الوقت والفرص لمراجعة هذه الاتحادات لبرامجها واستخلاص الدروس والمعطيات المتحققة خلال الفترة القليلة الماضية ومن ثم البحث عن خطوات اكثر جدية وتأثيراً في بناء واقع رياضي سليم. إن الاشارة التي وردت في حديث رئيس اللجنة الاولمبية العراقية باعتبار فترة العمل السابق قبل تسنمه مهمة ادارة اللجنة الاولمبية العراقية كانت تشكل تركة ثقيلة وشكلت فراغاً حقيقياً لحلقات بناء العمل الرياضي الصحيح لكن عليه ان لا ينسى انه وكل المسؤولين في اللجنة ستفصح الاعوام الثلاثة المتبقية من ولايته عن اختبار حقيقي لمدى التعامل والتصدي لهذه المهمة بعد إقراره بان ما يقدم الان للرياضة يفوق كل ما قدم لها من دعم.
رياضة البحث عن المناصب
نشر في: 24 نوفمبر, 2009: 03:02 م