إياد الصالحي ترتجف شرايين قلوب العراقيين تعاطفاً مع اي عراقي تضعه تحديات الزمن العصيب ليكون خير مشرّف لهم وناطقاً باسم حضارتهم ومرآة ثقافتهم التي حاول اذناب الماكنة الاعلامية المعادية ان يتمادوا في حملات تشويه بلدنا بعد عام 2003 مستغلين فرصة انشغال جميع العراقيين بمداواة الاب الكبير( العراق)
فكان موقفهم بمنتهى الوطنية كل في محل ابداعه ، الرياضي والفنان والاقتصادي والاديب وحتى ابناء الشعب من ذوي الاعمال الحرة كانوا احرارا في الدفاع عن قضيتهم لكي يبقى وطن الرافدين آمناً يسيجه حب ابنائه ويدفعون الشرّ عنه بعيون يقظة . في غمرة هذا الانتماء الاصيل لعراقنا ، وقف عدنان حمد ( 48 عاماً) بجسمه النحيف وبقامة العراق القوي وسط غابة كثيفة من رؤوس الجماهير الاردنية المطالبة برد الاعتبارلسمعة كرتهم ولا خيار امام حمد اما ان يصطاد فريسته ( المنتخب الايراني) ليشبع نهم الاردنيين بفوز دسم يقرّبهم من باب النهائيات الآسيوية 2011 في قطر ، او يكون حمد نفسه فريسة الغضب العارم ويصبح رجلا غير مؤتمن على مصير نشامى الاردن الذين سلموه راية التحدي ليكون في طليعتهم بثقته وهدوئه وشجاعته . كان حمد وفيا لكلمته ولم يطلق الوعود جزافا ، فقد هزم المنتخب الايراني ومنح الاردن ثلاث نقاط غالية وهبت ( النشامى) كأس الحياة في التصفيات ، وبالرغم من ان المهمة لم تنته بعد والمفاجآت تطل برؤوسها بغتة في عالم الكرة الساحرة الا ان الفوز الاخير اكد ان عدنان حمد يتمتع باستثنائية التفوق النفسي قبل لاعبيه في المباريات المصيرية اذا ما توفرت له ظروف الاستقرار والدعم والتشجيع من المسؤولين والاعلاميين والجماهير. ان نجاح حمد بالتأكيد يمثل نجاح الكرة العراقية التي سبق ان قادها الى منصات التتويج في اكثر من محفل دولي وهنا تقتضي مصلحة وسمعة العراق تعضيد نجاح اي عراقي يقترب من صناعة الانجاز في اي بلد عربي او صديق خاصة ان الجانب المعنوي عامل رئيس في اشاعة مقومات قهر اليأس والتوثب بامتلاك ناصية النصر. للتاريخ اقول : ان حمداً لم يكن مستعداُ لمجازفة جديدة مع منتخبنا الوطني بعد انتكاسة في موقعة القويسمة امام اوزبكستان في تصفيات مونديال 2006 على خلفية الانتقادات التي طالته بعدها ، وذكّرته اثناء حديثه لـ( المدى) بان " نداء الوطن وحب اللاعبين لشخصيتك يستحقان منك ان تجازف " فما كان منه سوى القول بثقة مطلقة : " لبيك ياعراق". حديثه وقتها حرّك مياه التفاؤل في ارض العلاقة الجافة بينه وبين اتحاد الكرة فبادر الاخير تسليمه المهمة ( الطارئة) بعد تعثر النرويجي اولسن في المباراة الاولى امام الصين في دبي ضمن تصفيات مونديال 2010 ، ولم يدر في خلد حمد انه سيعمل وسط اجواء مشحونة ومليئة بالاتهامات لبعض اللاعبين وفي مقدمتهم كابتن المنتخب يونس محمود بتهمة العمالة والخيانة لحساب دولة خليجية شقيقة ، فضلا عن تنامي الضغينة بين مسؤولي الرياضة واتحاد الكرة على خلفية عدم تخصيص دعم مادي للمنتخب بعد ان وجدت وزارة الشباب والرياضة ان شكوى الاتحاد من شحة المال غير صحيحة وذلك لبيعه حقوق نقل المباراة المذكورة مقابل 500 الف دولار ، بينما اكد الاتحاد ان مديونيته المتراكمة بفعل اقامة المعسكرات وتسديد اجور المدربين والتنقل بالطائرات كبدته اموالا طائلة لم يجد لها منفذا للتسوية . اجواء مثل هذه كانت كفيلة بوضع حمد ومنتخبنا الوطني في محنة كبيرة بالرغم من الهفوات الفادحة التي ارتكبها عدد من اللاعبين لكن المشكلة الابرز هي ضياع بطاقة التأهل الى دوري المجاميع في المرحلة الرابعة من التصفيات وصدور قرار غريب تمثل بحرمان عدنان حمد من تدريب المنتخبات الوطنية مدى الحياة لإدلائه بتصريحات بعيدة عن حدود الرياضة في زمن عرف العراقيون ان حرية ابداء الاراء المنضبطة هي الديمقراطية بعينها التي يستوي تحت مظلتها الجميع من دون لون او طائفة او جنس او لغة ، وكان حريّ بحمد ان ينأى باحاديثه عن تبرير ضياع البطاقة الغالية بتأثيرات خارج معسكر المنتخب ، وفي الوقت نفسه كانت العقوبة قاسية وغير عادلة باعتبار ان اتحاد الكرة بقي في مأمن من عقوبة حرمان حمد واستبعاد لاعبي المنتخب لاسيما المحترفون منهم عن المشاركات الدولية وليس هذا فحسب ، بل ان لجنة تقصي الحقائق التي شكلت بأمر من مجلس الوزراء لم تفض الى الحقائق حتى كتابة هذا المقال ! والغريب ان اتحاد الكرة احتمى بتعهد الحكومة باستثنائه من قرارها 184 القاضي بتجميد الاتحادات المركزية في آيار 2008 ولم يهتم بعقوبة حمد او متابعة قضيته مع الجهات المسؤولة ، اما بالنسبة للاعبين المستبعدين فتم مكافأتهم لاحقا باناطتهم تمثيل المنتخب في خليجي 19 ، فأي عدالة هذه وأي مساواة في الحقوق والواجبات والعقوبات ؟ ندائي لرئيس اللجنة الاولمبية راعي حقوق الرياضيين كما اقسم في حفل تسنم منصبه : ان يسعى لاعادة الاعتبار الى حمد ، فهو ليس مجرما او لصّا او قاطع طريق او مشبوها بقضايا الانتربول ويكفيه رفعه راية العراق بايدي اسود الرافدين واسعاده الشعب الصابرعلى تضميد جراحه ، فعندما يرفرف العلم العراقي في عمّان او الدوحة او اثينا او طهران بساعد رجل وطني وغيور مثل حمد فانها الشهادة والحصانة بعدم ركوبه الامواج البعيدة عن ضفة الو
أعفوا عن حمد العراقي
نشر في: 24 نوفمبر, 2009: 03:05 م