أربيل/ السليمانية/ سالي جودت ومؤيد الخالدي مع اقتراب عيد الأضحى المبارك تفاقمت أسعار السلع والمواد الغذائية والخدمات بشكل أثقل كاهل المواطن الكردستاني الذي طالب الحكومة بالتدخل لوضع حد لهذا الارتفاع الجنوني في الأسعار الذي طال كل شيء. المدى رصدت هذه الظاهرة من خلال مراسليها حيث ركز مراسلنا في السليمانية على ارتفاع أجور السيارات
ومراسلتنا في أربيل على ارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية بما فيها أسعار المواشي. وعزا عدد من المواطنين هذا الارتفاع الى الجشع الذي يدفع البعض الى رفع الأسعار خاصة في المناسبات، ففي أربيل قال جبار أمين (38 عاما)، إن "لكل مواطن ميزانية خاصة به، لكن عددا من التجار يستغلون حرية وانفتاح السوق فيرفعون الأسعار على هواهم خاصة في الأعياد والمناسبات. وأضاف: نتمنى ان تتابع حكومة الإقليم هذه المسألة، لان ارتفاع الأسعار تحول قبيل الأعياد الى ظاهرة"، التجار يبررون ارتفاع الأسعار بجشع باعة المفرد من أصحاب المحال في الأسواق. يقول وشيار سليم، يعمل في شركة لاستيراد الرز "نحن نستورد الرز من الهند وتايلاند وأسعارنا هي نفسها قبل العيد وبعده وفي سائر الأوقات، بل إننا نريد أن نبيع بأقل الأسعار الممكنة، لكن باعة المفرد يستغلون ارتفاع الطلب في المواسم ويرفعون الأسعار كيفما يشاءون". ويوضح "نحن نبيع كيس الرز الذي وزنه 5 كيلوغرامات بـ9 آلاف دينار عراقي لكن سعر هذا الكيس في السوق 13 ألف دينار، لذا فإننا لا نتحمل مسؤولية إرتفاع الأسعار، وعلى الحكومة تشكيل لجان خاصة تراقبها". وأضاف: "هناك سبب آخر لارتفاع الأسعار وهو تأخير دخول المواد التي يتم استيرادها عبر المعابر الحدودية لفترات قد تصل الى 20 يوما ما يجبر التاجر على دفع أجور أكثر للشاحنات التي تنقل سلعه فيضطر الى رفع سعر بيع السلعة ليعوض الزيادة في أجور النقل". ويرى دليرعبد الله، صاحب محل حلويات في أربيل "في كثير من الأحيان خاصة عند ارتفاع الطلب على السلع يقوم التجار الرئيسيون برفع الأسعار". في حين يقول محمد حسن (27 عاما) متبضع، بحسب (آكانيوز) انه بادر الى التسوق قبل "أن ترتفع الأسعار أكثر من هذا فالأسعار ترتفع كل يوم وهذه هي الحال باستمرار، كلما حل عيد أو مناسبة ارتفعت الأسعار وليس من رقيب عليهم". وعن هذه الظاهرة تحدث أيوب أنور سماقي الاقتصادي والمدرس الجامعي فقال "هناك آلية تحرك السوق تتمثل في العرض والطلب، وكلما حلت مناسبة دينية أو قومية تحرك الميزان بصورة غير عادية تؤدي الى ارتفاع الأسعار لدرجة خلخلة التوازن بين مدخولات المواطنين والمستوى العام للأسعار". ويوضح "هناك إجراءات يمكن أن تتخذها الحكومة للتصدي لهذه الحالة غير الطبيعية، ولأن حكومة الإقليم لا تملك وسائل الإنتاج وليست منافسة في السوق فإنها غير قادرة على التأثير المباشر على السوق، لكن بإمكانها تنظيم الأمور بعض الشيء". وتأرجحت أسعار الماشية في مدينة أربيل اذ وصلت الى ما بين 350-450 الف دينار بالنسبة لأسعار الخراف اما العجول فقد شهدت ارتفاعا أكثر وصل الى 700 الف دينار، وللاطلاع على أسباب ذلك استطلعنا أراء عدد من باعة الماشية في سوق الميدان بمحاذاة طريق (الموصل) فقال لطيف خسرو: إن أسعار الخراف مرتفعة هذا العام مقارنة مع العام الماضي بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف وغلاء اليد العاملة، وصعوبة جلبها من أماكن أخرى، فقد وصل الكيلو غرام من لحم الغنم الى 14,000 قبل حلول العيد وأحياناً 14,500 الف دينار وفي هذه الفترة يزداد الارتفاع بسبب إقبال الناس المتزايد على شراء الأغنام واعتقد ان هذا الارتفاع سيستمر الى ما بعد العيد فهذا الموسم هو الموسم السنوي للبيع. اما نبس هجار احد بائعي الماشية فقال : هذا الارتفاع أمر طبيعي قبل حلول العيد، وليس في الإقليم فقط انما حتى في الإمارات والسعودية فقد شهدت الماشية تأرجحاً في الأسعار، واعتقد ان الناس اعتادت ذلك فرغم الزيادة، الا ان الإقبال المتزايد على الشراء مازال قائماً، وهناك من يبدأ بشراء الخروف او العجل الصغير قبل أشهر من حلول العيد بأسعار ليست كما هي عليه الآن. وأضاف: كما ان هذا الارتفاع سببه حالة الجفاف التي مرت علينا،اما السبب الآخر فهو التاجر او البائع حيث انه يستغل الفرصة في هذه الأيام فيعمل على زيادة الأسعار، وهناك ضعفاء نفوس يعملون على تهريب الماشية الى دول الجوار وهذا تخريب لاقتصاد البلد وبالتالي ينعكس سلبا على المواطن. مام توانا احد بائعي الماشية في الميدان يقول: ان نسبة ارتفاع أسعار الماشية متباينة وتختلف من بائع الى آخر، وهو ارتفاع نسبي، فمثلاً الخروف الذي وزنه اكثر بالطبع يكون سعره مرتفعاً. ويقول شامال محمود موظف التقيناه في ميدان المواشي: ان الأسعار هنا متباينة فهناك من يرفع السعر اكثر من المعقول، وآخرون يلتزمون بسعر السوق. فالخراف الجيدة وصلت أسعارها إلى أكثر من400 ألف دينار، بل أكثر ناهيك عن سعر العجل الذي قد يصل الى اكثرمن700 الف. وأشار الى ان العيد مرهق جدا لميزانيته، فكلفة الأضحية من جهة واحتياجات العيد من ملابس وكماليات ومواد غذائية من جهة أخرى مرهقة، فكل شيء في الأسواق اخذ يرتفع ليس الماشية فقط، فلو كانت هناك
مع اقتراب أيام العيد .. مواطنو الإقليم يشكون ظاهرة ارتفاع الأسعار ويطالبون بوضع حد له
نشر في: 24 نوفمبر, 2009: 05:28 م