قبل عام 2003 ، كان يهوى التبجح بقرابته لأحد المسؤولين السابقين وكان يستخدم اسمه كبطاقة لدخول الاماكن الممنوعة على المواطن العادي او للتخلص من مآزق عديدة كان يضع نفسه فيها بسبب رغبته الدائمة في التشبث بالكبار والاتكاء على ظهورهم القوية ..استخدم اسم المسؤول ليمررمعاملاته التجارية المشبوهة وكان معينه الدائم في رفع علامات ابنائه الدراسية وحتى التباهي امام رفيقاته الكثيرات في مطعم او فندق من الفنادق الكبرى وكان ينجح في استخدام تلك الورقة دائما لاعتماده على درجة خوف الناس من ذلك المسؤول الشهير ببطشه بالمساكين ..
حين شم انفه الذي لايخطيء رائحة، نهاية قريبة لمسؤوله العزيز ومسؤول مسؤوله الاكبر ، سارع للالتحاق بالمسؤولين الجدد وانتمى الى احد الاحزاب رافعا مبادئه ومناديا بمطالبه كما لعن المسؤولين السابقين وطالب باجتثاثهم جميعا ليختفي سره معهم على الارجح ..
ذات ليلة هادئة ، همست زوجته في اذنه بحنان : " ابو فلان ..لماذا لاتترك دروب السياسة ..اخشى عليك منها". واردفت : "اللي يعيش بالحيلة ياابو فلان ...." قبل ان تكمل المثل رمقها بنظرة نارية مستنكرة وهو يسألها : " وهل ستتخلين عن حياتك المرفهة وتتحملين بطالتي ؟ فكرت المرأة قليلا ثم قالت لزوجها بدلال : " كنت امزح معك معك ...ابو فلان ...انت (كدهه )!
ترى كم ( ابو فلان ) يخشى ان ( تديح ) عائلته وتتخلى زوجته عن حياتها المرفهة لو لم يلعب اللعبة بشكل صحيح ؟...نعم ، السياسة لعبة لاعلاقة لها بالاخلاق كما يقول ميكافيللي ولهذا علينا الا نندهش حين سنسمع ربما عن انضواء اسماء فازت بالانتخابات تحت الوية لاعلاقة لها بالشعارات التي حملتها دعاياتها الانتخابية او انضمام فائزين قلقين على مصائرهم السياسية الى كتل تتناقض والاهداف التي نادوا بها واوهموا الناس انهم مؤمنون بها فبعض الناس يغيرون احزابهم وانتماءاتهم بسبب المباديء وآخرون يغيرون مبادئهم لأجل الفوز برضى حزب او مسؤول ما ..
الشعب من جهته ، مازال ينتظر بصبر تشكيل الحكومة كما ينتظر ساعات حلول نعمة الكهرباء الوطنية التي اختفت مع اول لسعة حر ضاربة عرض الحائط بعشرات الوعود التي قطعها المسؤولون عنها ..ولايهم المنتظرون من سيكون مع من وضد من بل يهمهم الا تغيب اصواتهم تحت عجلة دكتاتورية جديدة او تعصب اعمى فالتعصب يقتل مواهب الشرفاء ويفجر طاقات الخبثاء وبه تولد دكتاتورية جديدة تلغي ملايين العقول وتكتفي بعقل واحد وتزدري ملايين الآراء وتمجد رأيا واحدا..
اما السياسيون ، فلايهمهم ماينتظره الشعب ولايكترثون لعودة دكتاتورية جديدة اذا اطمانوا على بقائهم في السلطة فليس اسهل عليهم من اطلاق وعود مهدئة جديدة ومسايرة الظرف الجديد بكل تفاصيله غير عابئين بالمثل المجرب ( اللي يعيش بالحيلة يموت بالفقر ) فالمهم لديهم حاليا ان يعيشوا لحظتهم ويحققوا مكاسبهم الخاصة باية طريقة كانت لكي لاتفقد ( ام فلان ) حياتها المرفهة ويصبحون ( كدهه ) في نظر المستفيدين منهم !
اللي يعيش بالحيلة
[post-views]
نشر في: 2 يونيو, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 1
امير عبد علي
لا اطيل لدى التدقيق نجد مجموعة كبيرة الان الذين يتصدرون الواجهه السياسية والادبية كانوا بالامس كذلك في الصف الاول لن هذه الممارسات التي ذكرتيها يحتاج الى خبرة هم يعرفونها فقد تغيروا بزاوية 180 عن امسهم وبكل وقاحة ومن جانب اخر نجد خريج سجون عن الاحتيال وا