TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > اللي يعيش بالحيلة

اللي يعيش بالحيلة

نشر في: 2 يونيو, 2014: 09:01 م

قبل عام 2003 ، كان يهوى التبجح بقرابته لأحد المسؤولين السابقين وكان يستخدم اسمه كبطاقة لدخول الاماكن الممنوعة على المواطن العادي او للتخلص من مآزق عديدة كان يضع نفسه فيها بسبب رغبته الدائمة في التشبث بالكبار والاتكاء على ظهورهم القوية ..استخدم اسم المسؤول ليمررمعاملاته التجارية المشبوهة وكان معينه الدائم في رفع علامات ابنائه الدراسية وحتى التباهي امام رفيقاته الكثيرات في مطعم او فندق من الفنادق الكبرى وكان ينجح في استخدام تلك الورقة دائما لاعتماده على درجة خوف الناس من ذلك المسؤول الشهير ببطشه بالمساكين ..
حين شم انفه الذي لايخطيء رائحة، نهاية قريبة لمسؤوله العزيز ومسؤول مسؤوله الاكبر ، سارع للالتحاق بالمسؤولين الجدد وانتمى الى احد الاحزاب رافعا مبادئه ومناديا بمطالبه كما لعن المسؤولين السابقين وطالب باجتثاثهم جميعا ليختفي سره معهم على الارجح ..
ذات ليلة هادئة ، همست زوجته في اذنه بحنان : " ابو فلان ..لماذا لاتترك دروب السياسة ..اخشى عليك منها". واردفت : "اللي يعيش بالحيلة ياابو فلان ...." قبل ان تكمل المثل رمقها بنظرة نارية مستنكرة وهو يسألها : " وهل ستتخلين عن حياتك المرفهة وتتحملين بطالتي ؟ فكرت المرأة قليلا ثم قالت لزوجها بدلال : " كنت امزح معك معك ...ابو فلان ...انت (كدهه )!
ترى كم ( ابو فلان ) يخشى ان ( تديح ) عائلته وتتخلى زوجته عن حياتها المرفهة لو لم يلعب اللعبة بشكل صحيح ؟...نعم ، السياسة لعبة لاعلاقة لها بالاخلاق كما يقول ميكافيللي ولهذا علينا الا نندهش حين سنسمع ربما عن انضواء اسماء فازت بالانتخابات تحت الوية لاعلاقة لها بالشعارات التي حملتها دعاياتها الانتخابية او انضمام فائزين قلقين على مصائرهم السياسية الى كتل تتناقض والاهداف التي نادوا بها واوهموا الناس انهم مؤمنون بها فبعض الناس يغيرون احزابهم وانتماءاتهم بسبب المباديء وآخرون يغيرون مبادئهم لأجل الفوز برضى حزب او مسؤول ما ..
الشعب من جهته ، مازال ينتظر بصبر تشكيل الحكومة كما ينتظر ساعات حلول نعمة الكهرباء الوطنية التي اختفت مع اول لسعة حر ضاربة عرض الحائط بعشرات الوعود التي قطعها المسؤولون عنها ..ولايهم المنتظرون من سيكون مع من وضد من بل يهمهم الا تغيب اصواتهم تحت عجلة دكتاتورية جديدة او تعصب اعمى فالتعصب يقتل مواهب الشرفاء ويفجر طاقات الخبثاء وبه تولد دكتاتورية جديدة تلغي ملايين العقول وتكتفي بعقل واحد وتزدري ملايين الآراء وتمجد رأيا واحدا..
اما السياسيون ، فلايهمهم ماينتظره الشعب ولايكترثون لعودة دكتاتورية جديدة اذا اطمانوا على بقائهم في السلطة فليس اسهل عليهم من اطلاق وعود مهدئة جديدة ومسايرة الظرف الجديد بكل تفاصيله غير عابئين بالمثل المجرب ( اللي يعيش بالحيلة يموت بالفقر ) فالمهم لديهم حاليا ان يعيشوا لحظتهم ويحققوا مكاسبهم الخاصة باية طريقة كانت لكي لاتفقد ( ام فلان ) حياتها المرفهة ويصبحون ( كدهه ) في نظر المستفيدين منهم !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. امير عبد علي

    لا اطيل لدى التدقيق نجد مجموعة كبيرة الان الذين يتصدرون الواجهه السياسية والادبية كانوا بالامس كذلك في الصف الاول لن هذه الممارسات التي ذكرتيها يحتاج الى خبرة هم يعرفونها فقد تغيروا بزاوية 180 عن امسهم وبكل وقاحة ومن جانب اخر نجد خريج سجون عن الاحتيال وا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram