ما رأيكم بأخذ استراحة قصيرة هذا اليوم لنبتعد فيها عن مكدرات "الولاية الثالثة" وإخوانها وأخواتها؟ بصراحة، مزاجي مختلف اليوم. منتعش.الفضل يعود لصديقي الشاعر عريان السيد خلف. كنت اقلب الفضائيات بحثا عن نشرة أخبار. صدفة مررت على قناة استضافت عريان. انعل أبو الأخبار.
خلال متابعتي للقاء انتبهت انني لم اسمعه قرأ يوما قصيدة واحدة استخدم بها وزن "النايل". لا ادعي انني تحضرني كل قصائده، لكن لم تخطر بذاكرتي قصيدة واحدة له على هذا الوزن. كنت اود ان أسأله: هل جاء ذلك عن قصد منه؟
لماذا وددت السؤال؟ ذلك لان شاعر عراقي ، وناقد من طراز رفيع، همس بأذني ذات مرة في أول أيام شبابي: إياك ان يسيطر عليك هذا الوزن. ليش؟ لانه كما بحر الرجز، أو الرمل في الفصيح، "مطية" الشعر! قالها بعد ان سمع مني قصيدتي "طك ابطك". كانت على وزن النايل طبعا. رأيه ان الاكثار من استخدام هذا الوزن يجعل تمكن الشاعر من ادواته موضع شك. بالمناسبة، اخذ الوزن تسميته من:
نايل جتلني ونايل غير ألواني
لو اردت ان ألخص لكم سبب وصف النايل بالـ "مطية" فلا اظن انني سأجد افضل مما قاله أبو العلاء المعري عن "مطية" الرجز. صوّر جنة الشعراء سامقة، لها بيوت عالية، أما جنة الرجز، فأبياتها ليس لها سموق أبيات الجنة. ولربما كانت سهولته على اللسان سببا في ان لا ينظر إليه بإكبار. وربما لهذا السبب أيضا صار يقال عنه انه شعر من لا يقول الشعر.
لا يعني كلامي هذا ان استخدامه عيب. ما قصدته ان الاكثار منه من قبل أي شاعر بحيث تجد كل قصائده او جلّها منه، خلل. خلل قد يدل على ضعف اذن الشاعر الموسيقية. او ربما يدل على ضيق في سعة أدواته الشعرية. لذا يقال ان بعضا من شعراء الجاهلية استخدموه لكن بحذر وندرة شديدين.
ومظفر النواب استعمله. لكن بندرة وحذر أيضا. اكتفى بقصيدة واحدة منه افتتح بها ديوانه الأول: "مرينة بيكم حمد":
آنه أرد ألوكَ الحمد .. ما لوكن لغيره
يجفلني برد الصبح .. وتلجلج الليره
يا ريل باول زغرنه .. العبنا طفّيره .
وهودر هواهم ولك .. حدر السنابل كطه
أعرف الكثير من شعرائنا الشعبيين استهلكوا هذا الوزن كثيرا حتى صرنا نسميهم يوما شعراء "النايل". اتعبوا آذان الناس برتابة الإيقاع الواحد فغابت أسماؤهم عن الذاكرة الشعبية. أيكون ابتعاد عريان عن ركوب "مطية" النايل بكثرة سببا مضافا في حب الناس لقصائده؟ مجرد سؤال لا أجزم أني أعرف جوابه.
النايل "مطية" الشعر الشعبي
[post-views]
نشر في: 2 يونيو, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 2
ام حسين
الاستاذ العزيز هاشم العقابي أني من التابعين لمقالاتك التي تنشر على هذه الصفحة ، ولكني اليوم لم افهم شيئا من هذه المقالة، لا لشيء سوى أني لست متخصصة بالشعر، فما هو النايل او المطية. رجاء عد بمقالاتك الى السياسة فهي الشيء الوحيد الذي نفهمه ولا نفهمه.
خليلو...
من باب تكملة الاكمال اسمح لي ان اكمل النطق الشريف للنواب بما يوافق حاضرنا: يا ريل طلعو دغش والعشك جذابي / دك بي طول العمر ما يطفه عطابي / نتوالف ويا الدرب وترابك ترابي/وهودرهواهم ولك حدرالسنابل..(مايعيشه الناس كلهم مالا يشرف احدا منهم ولا شك ابداان الطائ