بغداد/ المدىاتحاد الادباء يستذكر قاسم عجام في ذكرى رحيلهاحتفى اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين وضمن منهاجه الثقافي السبت الماضي بواحد من رموز الثقافة والأدب والنقد الشهيد قاسم عبد الأمير عجام مستحضراً تجربته الآبداعية بمناسبة استشهاده على يد ا
بغداد/ المدى
اتحاد الادباء يستذكر قاسم عجام في ذكرى رحيله
احتفى اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين وضمن منهاجه الثقافي السبت الماضي بواحد من رموز الثقافة والأدب والنقد الشهيد قاسم عبد الأمير عجام مستحضراً تجربته الآبداعية بمناسبة استشهاده على يد الظلاميين.
وذكر مقدم الجلسة الناقد علي الفواز ان الاحتفاء به هو استعادة بكل ما تعنيه من قيمة اخلاقية وثقافية وانسانية لأنه واحد من الذين صنعوا الحلم الثقافي او سعوا لصناعة حلم ثقافي عراقي من شأنه ان يرمم التاريخ والذاكرة ويؤهل المشروع الثقافي ليكون صناعة حقيقية للوعي والمستقبل. وقال: حينما نتحدث عن المشاريع الثقافية يكون الحديث عن قاسم وكامل شياع ليس لأنهما رحلا بطريقة تراجيدية او بنفس الطريقة التي يقتل فيها ابناء الملاحم الكبرى لكن لأنهم تركوا اثراً ثقافياً وتلصصوا على الكثير من المسكوت عنه.
وأوضحت الدكتورة نادية العزاوي ان تجربته كانت غنية بالفكر والابداع والتعلق بتراب الوطن قائلة: قاسم عجام الآن وبعد عقد من غيابه القسري نحتاج الى ابعد ماهو اهم من البكاء والفجيعة، لا لأن الحزن عليه قد تلاشى لكننا نحتاج في هذا التوقيت الحرج من تاريخ الوطن الى اعادة استلهام تجربته الانسانية والثقافية واستحضار القيم التي تبنتها هذه التجربة في مواجهة القهر والقبح الذي تسلط عليها. فالوطن اليوم لا تمزقه قوى مشبوهة متكاتفة مع المحتل وجهات أخرى مرتبطة به بل يمزقه صمت المثقف الوطني ودوره الوطني الفاعل والذي ينبغي ان يستند الى رؤية سياسية واضحة شاملة لا تتجزأ على وفق المقاسات والمطالب. وأضافت: رؤية وطنية ينبغي ان تضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار بمعزل عن الاستخفافات الخارجية والانشطارات الداخلية وهذا بالضبط ما ميز تجربة قاسم الذي كان على وعي تام منذ البداية بالفارق الجذري بين اسقاط نظام واسقاط وطن وتخريب بناه الحضارية وركائزه الثقافية وتفتيت الأواصر التاريخية بين ابنائه. مبينة: ان ما يجري اليوم من عمليات منظمة لمحو الذاكرة العراقية واحلال نسخ جديدة مشوهة طافحة باحقاد طائفية ودينية وعنصرية هو مصداق لنذره وسائله المبثوثة في مذكراته.
وعن تجربته الأدبية تحدث الناقد ناجح المعموري عن واحدة من قصص المحتفى به كنموذج لما قدمه في هذا المجال، موضحاً ان قصة (زهر المشمش) تستحق التأمل وتنوع القراءآت. وقال: انه كتابياً لا يختلف عنه شفاهياً وممارساته تتبدى عن موقف جوهري ثقافي وفكري ومعرفي. وهذا يتطلب من المعني بالموقف ان ينفتح بالحياة مخترقاً ما هو مألوف ومعروف بالنسبة للراحل قاسم عبد الأمير عجام الذي واجه المتلقي منذ اللحظة الأولى بما هو مهم حياتياً من خلال انبعاث الزهر من غصن اجرد وهذا يكفي لتأشير الموقف الثقافي والسياسي والمعرفي له.
ومن جانبه شكر الناقد فاضل ثامر جمعية دعم الثقافة العراقية وفي مقدمتها الاستاذ مفيد الجزائري على مبادرتها بالاحتفاء بذكرى واحد من الرموز الأدبية.. وقال: ان قاسم كان ممن يعملون بصمت فهو لم يكن يميل الى الضجيج. مؤكداً انه كان حاضراً في جميع المحافل الثقافية فقد كان كاتباً موسوعياً في النقد التلفزيوني، وكتب دراسات فكرية عديدة في مجالات الاعلام وكان مثالاً ملتزماً بوجود قضية يجب ان تفعل. ولأنه من مثقفي القضايا الكبرى اختير ليكون شهيداً.
تجربة الشاعر عبد السادة البصري في "ادباء البصرة"
البصرة/ ريسان الفهد
نظم اتحاد الأدباء والكتاب في البصرة ضمن نشاطه الأسبوعي جلسة شعرية للاحتفاء بالشاعر عبد السادة البصري ، تضمنت الجلسة ، مناقشة التجربة الشعرية للشاعر البصري ، وقراءة في ديوانه الاخير (هكذا دائما) الذي صدر 2012 عن دار تموز بدمشق.
وقال الشاعرعبد السادة البصري عن ديوانه (هكذا دائما) :الديوان يتضمن قسمين الاول (هكذا دائما قبل) وكتب هذا القسم للفترة من عام 1989 ولغاية عام 2002 ، اما قسمه الثاني (هكذا دائما بعد) فكتب للفترة من عام 2003 ولغاية عام 2007 في اشارة الى عهد ما قبل وبعد تغيير نظام الحكم في العراق.
وأضاف البصري ان : الديوان هو مجموعة قصائد نثرية يحوي في قسمه الأول ثلاث عشرة قصيدة وقسمه الثاني خمس عشرة قصيدة."
وتناول الأدباء والكتاب وبعض الحاضرين مواضيع الكتاب ، خلال ورقات نقدية واحتفائية بالشاعر ، ومنهم الناقد عبد الغفار العطوي والناقد مقداد مسعود والشاعر واثق غازي والشاعر محسن ثامر .
وقال الشاعر واثق غازي في ورقته عن تجربة الشاعر البصري "عند تناول تجربة الشاعر عبد السادة البصري ، لا بد من الخوض في الجانب الإنساني من كل تجربة ، وحجم هذا الشاغل في أية تجربة ، أن الجانب الإنساني في كل منجز ، يراد منه التعبير عن الذات ، ويتشكل هذا الجانب حسب قوة المحيط بالفرد 🙁 فضاء الريف ) أو العزلة المنسوبة لطرف المدينة التي أسهمت بشكل واضح في تأسيس صوت منفرد لدى الشاعر : عبد السادة البصري ، تتراوح قدرته في الإفصاح عبر أدوات معينة ، وذلك حسب ضغط الواقعة التي يتناولها ، هذا الفضاء هو الذي ينبني تحته نص الشاعر ، حاملا معه كل الصلات الاجتماعية والرموز التي تعمل على إدامة الصلة بين الشاعر وما يفتقده ، وهذا التماهي مع واقع النشأة ، من الخطأ عدهُ إقامة في المرحلة ،حيث أن التجربة التي تلتصق بجذرها المؤسس وتنمو حوله وتتفاعل معه هي من التجارب التي تكون أقرب إلى الصدقية ، وإن تفاوتت حدّتها ، أو ذهبت باتجاه الذاتي الصرف" وجاء في ورقة الناقد مقداد مسعود التي تلاها نيابة عنه الشاعر مؤيد حنون "ثمة تنوع في قدرات الصديق الشاعر عبد السادة البصري ،وهي تنويعات ضمن المشغل الثقافي المقروء والمسموع لديه قدرة الكتابة الصحفية لمستها من خلال عملنا في صحف : الوحدة والملتقى والزاهرة ، ويتحلى خلال زحمة العمل الصحفي المرهق بصبر جميل وبنفس تربوي في توجه الكادر الجديد ويضيف ، يدخل البصري الى زهرة البربين في قصيدته يدخل مع عصافير مبللة بمطر الدرس الاول ويتناول ما خف وزنه وتبلور لدى المتلقي حتى صارت قصائده في متناول الجميع ، ولا منافس لها سوى حضور الشاعر بين الناس بظله الذي لايخلو من خضرة يانعه، وتهذيب يكاد احيانا ان يكون دبلوماسيا ، وحين يكتب قصيدته يغلق أبوابها عليه فتأتي القصيدة ،دون مؤثرات خزينه في القراءة، الا ماندر ، لذا لاتنيب قصيته لسواه الا في القليل.
وقال الناقد عبد الغفار العطوي في ورقته التي عنونها بعبارة "عبد السادة البصري ، الذي خرج من البحر ذات يوم وانكرته القواقع" جاء فيها : لا أخفيكم سرا ان الشاعر البصري هو ليس بصريا مائة بالمائة ، بل تشوبه شوائب البحر وكدر الطين وثقافة المد والجز وشروق الشمس وغروبها وصعود السفن ونزولها ولفح البحر وقرص الملح ،ربما ينتمي لفصيلة نوارس الخليج ، ولعله قفز من صدفة بحرية او القته اسماك الزبيدي او الصبور او حتى الروبيان نحو عالم البصرة الغامض.