كثر الحديث عن سرقة نفط الشعب العراقي. الواقع يقول نعم انه كذلك لان ما يصل منه لمنفعة عامة الشعب يصيح لأمه وابيه انه مسروق يا والدي. لكن السؤال الذي لا تحصل له على إجابة شافية: من هو الحرامي الحقيقي؟ لا تستغربوا ان وجدتم "الحرامي يحلف المبيوك" ويريده ان " يتعذّر من الباكه" كما قال شاعرنا الكبير كاظم إسماعيل الكاطع. سهلة فلنحسبها ونرى:
هناك بلد مجاور لنا اسمه الأردن. موازنته في افضل الأحوال لا تصل الى 11 مليار دولار. وللدقة انها كانت 10.5 مليار في عام 2013. نفوسه قرابة 6 مليون ونصف. لنقل 7. نقسّم الميزانية على عدد النفوس. الناتج حوالي 1.5 مليار دولار لكل مليون. نأتي للعراق. الميزانية اكثر من 150 مليار دولار. نقسّمها أيضا على عدد نفوسه البالغ حولي 30 مليون. النتيجة 5 مليار دولار لكل مليون عراقي.المنطق يقول ان حال العراقي يجب ان تكون افضل من حال الأردني بأربعة اضعاف في كل جوانب الحياة.
لكن، كم اردنية تفترش الرصيف لبيع السجائر او البيض المسلوق على المارة؟ وكم اردنية تغبش للمساطر علها تعود بلقمة شريفة لأطفالها او ولديها؟ كم طفلا اردنيا في سن الابتدائية ومنهم في الصف الأول يبيع لفات حب او كلينكس او علاليك؟ وكم من العوائل الاردنية تنبش في مكبات القمامة بحثا عن لقمة او شيء تبيعه من أجل اللقمة؟ قارنوا الاعداد الأردنية بما يمر بتصوركم من الاعداد العراقية لهؤلاء الناس.
هذا، طبعا، عدا مقارنة وضع مدارس الأردن ومستشفياته وطرقه وكهربائه ومائه مع ما هي عليه اليوم بالعراق. أما لو قارنا الأمن والأمان فلا جواب غير بهيي .. بهيي.
زرت الأردن اكثر من مرة ولم اجد عراقيا من عامةالناس الا ويجر الحسرات متمنيا ان تكون حاله ولوعشر معشار ما عليه الأردني.
ان كانت حصة المواطن الأردني من الميزانية ادنى من العراقي بأربعة درجات فماذا تعني تلك الفوارق الشنيعة؟ لا تعني الا ان حامي الخزينة حراميها. هل من جواب آخر؟
عندما زرت أربيل في مارس الفائت، وهي اول زيارة لي في حياتي لكردستان، طلبت من سائق التاكسي ان يلف بي في الساحات والشوارع. كان هدفي ان أرى عدد النساء اللواتي يبعن سجائر على الأرصفة او ان احسب عدد الشحاذين من الشباب والشيوخ والنساء والأطفال. لم اجد كردية او كرديا من هؤلاء.ماذا لو لفيت شوارع وساحات بغداد والحلة والبصرة والسماوة وكربلاء والنجف فكم سيكون عدد الذين اراهم في حال معيشية ادنى من حال اهل الأردن واربيل بما لا يقاس او يقارن؟ من سرق أموال هؤلاء اذن؟
اسألوا أي عينة من شحاذي العراق واطفاله المشردين ونسائه الحائرات بتدبير لقمة عيش كريمة او سكن كريم سؤلا واحدا: من منكم له قريب او قريبة في الخضراء او في السلطة؟ هل ستجدون أحدا؟ اقسم بالعباس أبو فاضل انكم لا تجدون.
أتظنون أن الله خلق اهل الخضراء وأبناء السلطةواقاربهم اغنياء من بطون امهاتهم وخلق باقي العراقيين من طينة الفقر والبؤس؟ أم ان هناك سارق ومسروق.
الذي يفقر شعبه حرامي من راسه حتى قدميه. ومن يغني شعبه ويرفهه كما يرفه نفسه ويغنيها فكاذب من يسميه سارقا.
وانتم أيها القراء هل عرفتم من هو الحرامي؟
تعرّف على من سرق نفطك بـ 5 دقائق
[post-views]
نشر في: 3 يونيو, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 5
ابو كريم
عاشت ايدك على هذه المقاله والله ابتلينا احنا العراقيين من النرجسيين من اهل العوجه الى الحراميه من اهل طويريج
مظفر
وطني أنقذني من رائحة الجو البشريٌ مخيــفه وطنـي إنقذني من مُدن سـَرَقت فـَرَحــي أنقذني من مدن يصبح فيها الناس مداخن للخوف وللزِبـِلِ مُخـِيــفه إنقذنـــي من مدن ترقد في الماء الآسن كالجاموس الوطني وتجتــَر الجيــفـَه
ابو صادق الشريفي
السلام عليكم اخي العزيز هاشم العقابي عاشت أيدك ورحمه الله والديك على هذا الشرح البسيط والمفهوم خلي ايشوفون ولد الخايبه الي ضاحك عليهم المالكي او ربعه منو الحرامي مال النفط الأكراد لو المالكي او زمرته التعبانه. هسه انزل للشارع او سوي استطلاع شوف 90 % من ال
مواطن عراقي
استاذ هاشم، اشكرك على هذه المعادلة الحسابية علما ان الاردنيين يشكون من سرقات المسؤولين، لكن الاخ دولة رئيس الوزراء لايأخذ الا فتات الخبز الذي يسقط من فم الولي الفقيه عندما يأكل الكعكة العراقية!!!!! فبدلا من كنس فتات الطعام الساقط يعطى للخادم الامين.
عراقي
الاخ هاشم العقابي لتوضيح المقارنه ايضا الاردن بلد مستقر ويخلو من الفتن الطائفيه والقوميه التي تستنزف ثلث ميزانيه العراقيه والاردن مدعوم امريكيا وعربيا ولايحتاج مليون شرطي وجندي حتى يحمون المدارس والاسواق وانابيب النفط ومحطات الكهرباء . الاردن لو