TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > فخ السقوط الأخير

فخ السقوط الأخير

نشر في: 3 يونيو, 2014: 09:01 م

لم نشأ استعادة إرهاصات المرحلة التي سبقت خسارة ناجح حمود في المنافسة مع زميله عبد الخالق مسعود على رئاسة اتحاد كرة القدم ، إلا للتذكير والتبصير ، فقد صام حمود دهراً وأفطر مُـرّاً في توزيع نصائحه للآخرين من دون أن يستثني حتى مضيفه مقدم برنامج (استوديو الملاعب) من قناة البغدادية الزميل حيدر زكي شاهراً بوجهه سيف التقويم ومعنفاً إياه أمام الملايين قائلاً "جئت هنا لأقدح شرارة الهجوم عليك وهي رسالة لمن سيجلس على طاولة برنامجك مستقبلاً أن يفكر ألف مرة قبل تورطه بالخروج عن النص ومسايرة منهجك المثير في اختلاق المشكلات "!
فهذه ليست المرة الأولى التي يواجه حمود الإعلام بموقف يثير الاستياء لا يوجد له تفسير حتى الآن بالرغم من انه يعي جيداً حجم الدعم الذي تلقاه من الإعلام والصحافة على وجه الخصوص منذ أن وضعته مباراة منتخبنا الوطني أمام الأردن في نهائي كرة القدم لدورة الألعاب العربية التاسعة 31-8-1999 في طريق الشهرة إلى يومنا هذا ، وما واجهه من مآزق كان الإعلام خلالها خير سند له ، لكن لم يدر بخلده إن إمكاناته اللغوية وقدراته في المناورة بـ(حلاوة اللسان) وتفننه في القفز على الحقائق مراهناً على النسيان والهروب من الاعتراف بالخطأ لم يشفع له تفادي (فخ) سؤال الزميل حيدر بصدد بيان رأيه عن مخاوف أبداها الزميل ضياء حسين مدير إعلام اللجنة الأولمبية الوطنية من الحضور إلى المؤتمر الانتخابي لضبابية الأجواء المحيطة به وخاصة امتناع الاتحاد من نقل وقائع التصويت على الهواء مباشرة لأسباب غير مقنعة ! فجاء رد حمود : (ياريت ما يجي) !! أطلقها بانفعال وتهكم مع انه قائد الاتحاد وقتها وواجبه يحتم عليه أن يُشعر الآخرين بالطمأنينة ويزيل عنهم الهواجس ويعزز مقوّمات الأمن قولاً وفعلاً بعد أن تصاعدت عشية الانتخابات أصوات عدة أبدت مخاوفها من الحضور ، لكن حمود استخف بمشاعر إنسان قبل أن يكون صحفي بحاجة إلى رسالة اطمئنان لا احتقان ليؤدي دوره مع زملائه ويكملوا حلقات نجاح الانتخابات وهو ما فعله ضياء حسين وحضر طواعية وبلا ضغوط أو تردد!
إن تعامل ناجح حمود وغيره مع الإعلام بهذه الطريقة مرفوض تماماً لأنها تنم عن الشعور بالسخط من الانتقادات التي وجهها الزميل ضياء وغيره من المهنيين الشجعان لأعضاء مجلس الاتحاد طوال فترة عملهم مع أنهم ( أي زملائنا ) صبروا أيضاً على أخطاء كثيرة لعل آخرها وليس أخيرها جلوسهم في موقع لا يتناسب مع أهمية حضورهم لتغطية الانتخابات حيث فوجؤا ببُعد المسافة بين الأماكن المخصصة لهم وبين اللوحات التي كُتبت عليها نتائج التصويت وكان من الصعب رؤية ومتابعة الأعداد المثبتة لكل مرشح عقب كل مرحلة يُدلي خلالها أعضاء الهيئة العامة بأصواتهم ما أثار هذا الموقف غضب الزملاء على من وضعهم في زاوية بعيدة عن تلك اللوحات وتعالت أصوات البعض بطريقة غير حضارية للتشكّي من صعوبة التغطية، الأمر الذي أسهم في خلق ضوضاء داخل قاعة الانتخاب تخللها الهرج والمرج لينبري أحد الزملاء قائلاً بصوت مسموع : من يأتينا بزرقاء اليمامة !! فيما اقترح زميل آخر أن يتم توزيع تلسكوب لكل إعلامي ليتسنى له مراقبة النتائج بارتياح ..من دون كلل وملل!
هذا التصرف الغريب مع الإعلام ذي صلة بتصرفات سابقة لم تواجه بالحزم مثل حبس 50 إعلامياً لمدة 6 ساعات في قاعة فندق فلسطين ميرديان للاستماع إلى حديث ناجح حمود المستفيض بشأن موقف اتحاده من نقل خليجي 22 من البصرة إلى جدة السعودية خلافاً لجميع السياقات المعتادة في مؤتمرات الاتحادات المحترفة التي تحترم الوقت وتحصر محاور الهدف من لقاء الصحفيين بعيداً عن التشتيت واجترار الذرائع.
فهل من متعظ لكل تلك الدروس التي للأسف هناك من سكت عليها وأغفل واجبه في الدفاع عن حقوق زملائه استحياءً من رئيس الاتحاد؟!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram