عباس الغالبي abbas.abbas80@yahoo.com تتعرض منظومة الاسعار في الاسواق المحلية الى هزات وتموجات تجعل المنحنى البياني قلقا لايستقر عند مستوى معين ومؤشرات ثابتة او شبه ثابتة، ما يدعو الى القلق من معاملات السوق مضطربة وغير مستقرة بسبب الخلل الذي ينجم عادة عن نمطية وتأرجح التجارة الداخلية والخارجية.
وفي مشهد برز بشكل جلي الاسبوع الماضي شهدت اسعار الملابس الجاهزة ارتفاعا غير مسبوق في وقت ازداد الطلب عليها بسبب اقتراب موعد عيد الاضحى المبارك، ولانعلم هل ان هذه الارتفاعات هي بسبب ازدياد الطلب وتهافت المستهلكين على اقتناء الملابس بتزامن العيد مع حلول فصل الشتاء، وعادة ماتشهد الاسعار في قطاع الملابس الجاهزة ارتفاعا قبيل العيد وتعود متدحرجة بعد انقضاء ايام العيد، مايجعل بعض المستهلكين يعودون ادراجهم بانتظار عودة الاسعار الى طبيعتها من دون الزيادة التي طرأت عليها بسبب ازدياد الطلب قبيل العيد. لكن السواد الاعظم من المستهلكين لاسيما الاطفال منهم وبسبب الطبائع الاجتماعية المعروفة يتوقون الى الشراء قبيل العيد مايجعل المتعاملين فيها يقتنصون هذه الفرصة لرفع الاسعار بسبب الحاجة الملحة والتي عادة ماتؤثر سلبا على مستويات دخل الاسرة والفرد. ومن هنا فان منظومة الاسعار برمتها واسعار الملابس على وجه الخصوص تتحرك وفق مديات الفوضوية التي تعيشها حركية التجارة الداخلية التي تخضع لظروف غير موجودة في بلدان اخرى، الا انها على وفق المفهوم الاقتصادي تعد خللاً واضحاً يؤثر على المستوى المعيشي للاسرة العراقية، في وقت اخذت الاسعار عموما ترتفع مع زيادة القدرة الشرائية للمستهلك واصبح التناسب بينهما طرديا، وهو مؤشر أضطراب في التعاملات التجارية التي تتحكم بحركية السوق. وتظل الاسعار احد الهواجس التي تلازم المستهلكين على اختلاف مستويات قدراتهم الشرائية، لان احتساب مصروفاتهم وادخارهم الشهري تتحكم به مستويات الاسعار التي تتعرض بين الحين والاخر الى تموجات تربك موازين الاسرة والفرد على حد سواء، مايجعل الضرورة ملحة لايجاد ضوابط واجراءات محددة لمديات ومنحنيات ارتفاع الاسعار سعيا لخلق استقرارية على المستوى الداخلي في اقل تقدير وتحسبا للازمات الكبرى الخارجية التي عادة ماتلقي بظلالها على الاسعار المحلية السائدة وهي قليلة جدا.
ارتفاع الأســعار
نشر في: 24 نوفمبر, 2009: 05:54 م