صاحب التسجيلات الراحل طيب الله ثراه المرحوم شرهان كاطع كان له الدور الكبير في شهرة وانتشار أغنيات لعشرات المطربين ، لم يجدوا فرصة تسجيل أعمالهم في الإذاعة ، وللراحل فضل كبير على الحركة الغنائية العراقية ، على الرغم من ملاحظات المختصين على مستواها الفني ، الجيل الجديد ربما لم يستمع الى تلك اللازمة ، تسجيلات شرهان كاطع البصرة العشار ساحة ام البروم ، ومع صوت عزف الكمان يعلن صاحب الصوت، سجلت هذه البكرة اي شريط التسجيل في سبعة سبعة من العام 1977 بحضور البطل العالمي علي الكيار وسائق سيارة النيرن على خط عمارة بغداد جواد "الدرويل" وخلفة البناء المختص بتطبيق الكاشي الموزائيك عباس شناوة ، وشرفنا بحضور الحفلة مفوض المرور سلمان البصراوي ، وكاتب العرائض ابو سميرة ، وبعد الانتهاء من هذا الاستهلال تباشر الفرقة الموسيقية العزف ويبدأ المطرب وصلته الغنائية وبين فاصل واخر يرحب بالحضور بذكر أسمائهم ، ويرد من ورد اسمه في البكرة وحصل على امتياز التوثيق التاريخي، على المغني بمفردات الشكر والعرفان .
في منطقة الكاظمية وبالتحديد في ساحة العروبة كانت تسجيلات الحمداني تنافس نظيرتها الواقعة في البصرة ، الأولى تخصصت بتسجيل أغنيات تلبي رغبات الجمهور في الاستماع الى الجوبي والنيال والعتابة ، وفي ذلك الوقت برز اسم المطرب "احمد الانضباط" وقدم وصلات من "الخرط الغنائي " واشتهر بأغنية "كولو شنو ياستار المرة صارت مختار" في إشارة الى تولي واحدة من نساء مدينة الثورة الصدر حاليا، منصب المختار. التنافس بين تسجيلات شرهان والحمداني لم يصل الى صراع بين الطرفين بل انعكس التنافس الفني على زيادة الإقبال على اقتناء اشرطة التسجيل ، ولاسيما بعد دخول الكاسيت الى العراق ، والمسجلات العاملة بالبطاريات الجافة .
التنافس بين شرهان والحمداني دفع المطربين المتعاقدين معهما الى طرح مبادرة لإنتاج أعمال مشتركة لتحقيق "الاصطفاف الوطني" وإحباط محاولات الأطراف الخبيثة في استغلال التنافس بين الطرفين وتحويله الى نزاع وصراع قد ينتقل الى الجمهور وتكون عواقبه وخيمة لا تنسجم مع رسالة الفن الإنسانية ، واستجاب أصحاب التسجيلات للمبادرة ، فسجلت" بكرة" في البصرة وأخرى في ساحة العروبة ، تضمنت وصلات غنائية ريفية وبدوية عبرت عن التلاحم الشعبي ووحدة الأهداف والمصير .
"تحقيق الاصطفاف الوطني "في الوقت الحاضر مهمة صعبة تقع على عاتق القادة السياسيين المكلفين بتشكيل الحكومة الجديدة ، ودورهم يتلخص بتقديم التنازلات وتحريم تحويل التنافس الى صراع قد ينتقل الى القواعد الشعبية فتندلع حرب داحس والغبراء جديدة خصوصا ان بعض المدن العراقية أصبحت الان خارج سيطرة الأجهزة الأمنية ، وعناصر التنظيمات الإرهابية حولتها الى ساحة لعب" شاطي باطي" وسط توقعات بامتداد الساحة الى حدود العاصمة بغداد ، فيما ينشغل القادة والزعماء وأصحاب المعالي بمفاوضات تقاسم المناصب والمواقع ، وهناك من ينظر الى منصب وزاري يمنحه حق توقيع العقود مع شركات أجنبية لتنفيذ مشاريع إعادة البنية التحتية المدمرة، وسجلت هذه "البكرة" في يوم إعلان تشكيل الحكومة الجديدة .
تحالف "شرهان كاطع"
[post-views]
نشر في: 4 يونيو, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 1
ابو سجاد
هذا اكبر دليل يااستاذ علاء ان هؤلاء المرشحين ومن في السلطة لايحترمون الشعب وقد رموه وراء ظهورهم والمشكلة ان الشعب يعرف ذلك ولكنه لايحرك ساكن وانه في سبات دائم