قالت مارين لوبن زعيمة الجبهة الوطنية الفرنسية، التي حصدت 25 في المئة من الأصوات، خلال انتخابات البرلمان الأوروبي في الشهر الماضي، إن حزبها اليميني المتطرف حقق هذا النجاح "لأن الفرنسيين يريدون استعادة السيطرة على بلدهم، ويريدون أن يقرروا نهج اقتصادهم
قالت مارين لوبن زعيمة الجبهة الوطنية الفرنسية، التي حصدت 25 في المئة من الأصوات، خلال انتخابات البرلمان الأوروبي في الشهر الماضي، إن حزبها اليميني المتطرف حقق هذا النجاح "لأن الفرنسيين يريدون استعادة السيطرة على بلدهم، ويريدون أن يقرروا نهج اقتصادهم وسياساتهم بشأن الهجرة، ولأنهم يريدون أن تكون قوانينهم فوق قوانين الاتحاد الأوروبي".
أوضحت لوبن "أن الفرنسيين فهموا أن الاتحاد الأوروبي لا يرقى إلى اليوتوبيا، التي قيل لهم إنه يمثلها، بل ابتعد كثيرا عن النمط الديمقراطي في العمل".
واستبعدت لوبن أن يُسهم البرلمان الأوروبي في تعزيز الديمقراطية بانتخاب رئيس جديد للاتحاد الأوروبي من بين مرشح وسط اليمين جان كلود يونكر أو مرشح يسار الوسط مارتن شولتز. وقالت زعيمة الجبهة الوطنية في مقابلة مع مجلة شبيغل أونلاين "إن الجميع يعرف أن البرلمان لن يكون صاحب القرار الأخير بشأن الرئيس المقبل للمفوضية الأوروبية".
قومية لا "سوفياتية"
ونفت لوبن أنها تريد تدمير أوروبا، لكنها أضافت "أُريد تدمير الاتحاد الأوروبي، فأنا أُؤمن بأوروبا مؤلفة من دول قومية... أوروبا قائمة على التعاون، لكني لا أُريد هذا الاتحاد السوفيتي الأوروبي".
ورفضت لوبن الرأي القائل إن الاتحاد الأوروبي مشروع سلام، أسهم في تحقيق 70 عامًا بلا حرب في القارة. وقالت "إن أوروبا حرب، حرب اقتصادية، وهي عداوات متزايدة بين الدول. إذ يُحَط من قدر الألمان بوصفهم قساة، واليونانيين بوصفهم محتالين، والفرنسيين بوصفهم كسالى. والسيدة ميركل مستشارة ألمانيا لا تستطيع السفر إلى أي بلد أوروبي من دون حماية من مئات الشرطة. إن هذه ليست أخوَّة"
. وحش دكتاتوري
وأكدت لوبن "أن الاتحاد الأوروبي شديد الضرر"، واصفة إياه بأنه "وحش معادٍ للديمقراطية". وقالت إنها تريد أن تمنع وحش الاتحاد الأوروبي "من أن يصبح أسمن، منعه من الاستمرار في التنفس، ومن خطف كل شيء بمخالبه، ومن مد أذرعه الأخطبوطية إلى كل مجالات تشريعنا". وأشارت إلى أن "ملايين ماتوا لكي يضمنوا بقاء بلدنا حرًا، واليوم نسمح بكل بساطة بسرقة حقنا في تقرير المصير منا".
واتهمت لوبن الحزبين التقليديين في فرنسا، حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية المحافظ والحزب الاشتراكي، بالمسؤولية عمّا آل إليه الاقتصاد الفرنسي، قائلة إنهما "استسلما للمعاهدات الأوروبية، وهذه المعاهدات تخدم المصالح الألمانية خدمة جيدة، ولكنها هزيلة في الدفاع عن مصالح فرنسا". واستدركت لوبن قائلة إنها لا تلوم ميركل، لأنها تريد يورو قويًا، بل تلوم القادة الفرنسيين "الذين لا يدافعون عن مصالحنا"، مؤكدة أن "اليورو يدمّرنا".
وأعربت عن اعتقادها بأن اليورو لا يساعد إلا المانيا "لسبب بسيط هو أن ألمانيا أوجدته من أجل ألمانيا". وقالت "إن ألمانيا أصبحت قلب أوروبا، لأن قادتنا ضعفاء، ولكن على ألمانيا ألا تنسى أبدًا أن فرنسا هي قلب أوروبا السياسي، وما يحدث هنا ينبئ بما سيحدث في باقي أوروبا خلال السنوات المقبلة، وهو عودة الدولة القومية التي أرادوا إلغاءها عودة كبرى".