موسكو- نيويورك / العربية نت- رويترزتسود قناعة في موسكو، يعتبرها المحللون من أهم عوامل صياغة سياسات الكرملين خلال المرحلة القادمة، تتوقع أن توجه الولايات المتحدة ضربة عسكرية للنظام السوري عقب إنهاء نقل واتل
موسكو- نيويورك /
العربية نت- رويترز
تسود قناعة في موسكو، يعتبرها المحللون من أهم عوامل صياغة سياسات الكرملين خلال المرحلة القادمة، تتوقع أن توجه الولايات المتحدة ضربة عسكرية للنظام السوري عقب إنهاء نقل واتلاف الأسلحة الكيماوية السورية.
وعلى الرغم من أن موسكو تتوقع أن تكون هذه الضربة محدودة، ولن تؤدي لاسقاط نظام الأسد، إلا أن الخبراء الروس يعتقدون أنها ستضعف نظام دمشق، وستضع مدينة حلب تحت سيطرة المعارضة المسلحة، حتى يتوفر توازن قوى يفسح المجال لاستئناف المفاوضات بين أطراف النزاع السوري.
وفي هذا السياق حذر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف من تقديم واشنطن الدعم للمعارضة السورية لا سيما تقديم مساعدات عسكرية و تزويد المعارضين بالأنظمة الصاروخية المضادة للجو ذاتية الحركة، وتدريب المقاتلين السوريين. واعتبر أن هذه الإجراءات ستشكل خطورة على الطيران المدني ليس في المنطقة فحسب، بل وخارجها، محذراً من تكرار أخطاء الولايات المتحدة السابقة، عندما كانت واشنطن تسلح وتدعم وتمول المجاهدين الذين تشكلت منهم "القاعدة" التي أوفدت "أفضل ممثليها" لتنفيذ هجمات 11 سبتمبر في نيويورك وواشنطن.
وكان الجنرال فاليري غيراسيموف رئيس هيئة الأركان العسكرية الروسية قد أعلن في وقت سابق أنه لا يستبعد قيام الغرب بعملية عسكرية ضد نظام الأسد. وأضاف الجنرال الروسي أن سقوط النظام الحالي في سوريا سيمكن الجماعات الإسلامية المتشددة من السيطرة على مقاليد السلطة وستتحول البلاد إلى مركز لتصدير الإرهاب والتطرف والسلاح والمخدرات من الشرق الأوسط إلى أوروبا وغيرها من المناطق في العالم.
تهيئة الظروف المناسبة للضربة
وفي تفاصيل الضربة، ترى الأوساط السياسية الروسية أن توجيه ضربة عسكرية ضد سوريا سيتطلب خلق ظروف سياسية ملائمة، تبدأ بحملة دعائية شاملة مبنية على قرار مجلس الأمن 2118 حول سوريا الذي "يبرر إجراء عملية عسكرية في حال حدوث مشاكل في عملية التخلص من الكيميائي. ويعتقد المحلل السياسي يفغيني ساتانوفسكي مدير معهد الشرق الأوسط أن محاولات جديدة تبذل للاستيلاء على دمشق مجدداً، إضافة لتعاظم نشاطات مجموعات المعارضة المسلحة على الحدود الأردنية السورية الذي – بحسب ساتانوفسكي- لم يأت من فراغ، حيث يمكن هناك الاعتماد على القبائل البدوية في درعا التي تربطها أواصر القربى مع قبائل أردنية. وأضاف الباحث الروسي الذي كان نائبا للمؤتمر اليهودي في روسيا مسألة الإطاحة بالأسد لا تزال مدرجة على أجندة عمل الأوساط الغربية. واعتبر أن "الحرب الأهلية العنيفة المستمرة في سوريا" لا يمكن أن تنتهي بالمصالحة حتى لو تم تطبيق مقررات بيان جنيف.
من جان اخر انتقد روبرت فورد، السفير السابق للرئيس الأميركي، باراك أوباما، إلى دمشق بشدة، أمس الأول الثلاثاء، السياسة الخارجية للبيت الأبيض بشأن سوريا، قائلاً إن واشنطن كان ينبغي لها أن تفعل المزيد وتبادر إلى تسليح الفئات المعتدلة من المعارضين للحكومة السورية. وفي مقابلة مع شبكة تلفزيون "بي بي إس" قال فورد إنه نتيجة لتردد الولايات المتحدة، زادت المخاطر التي تتعرض لها الولايات المتحدة بسبب المتطرفين.
وتعليقاً على الانتخابات الرئاسية التي جرت أمس الأول لثلاثاء، قال فورد إن الانتخابات "إشارة إلينا وإلى البلدان الأخرى في المنطقة وإلى أوروبا وغيرها أن الأسد لن يرحل، إنه باق، وقد رسخ قدميه في العاصمة في سوريا مع أن أجزاء أخرى من البلاد لاتزال خارج نطاق سيطرته".
وفي مقابلة أخرى مع "سي أن أن"، أشار فورد إلى أنه لم يعد في مركز يستطيع فيه أن يدافع عن السياسة الأميركية بسوريا. وأوضح قائلاً: "نحن لم نتمكن من معالجة جذور المشكلة، سواء الصراع القائم على الأرض أو التوازن على الأرض، إلى جانب ازدياد تهديدات المتطرفين بالبلاد". وتابع: "لا يوجد شيء تجدر الإشارة لنجاحه وفقا لسياستنا ما عدا إزاله نحو 93% من الترسانة الكيمياوية للأسد، ولكن الآن هو يستخدم غاز الكلور في صراعه مع خصومه".
وأضاف: "نحن دائما متأخرون، ومن المهم جداً أن نصبح في موضع متقدم. بشار الأسد ما كان ليكون بموضع القوة التي هو عليها الآن دون دعم حزب الله وإيران وروسيا". وأشار السفير السابق إلى أن الأسد "لا يتحكم بثلثي سوريا، وقد حذرنا قبل سنتين من أن المجموعات الإرهابية ستستغل هذا الفراغ تماما، كما لاحظناه في أفغانستان والصومال ومالي واليمن".
في المقابل، وتعقيبا على تصريحات فورد قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماري هارف "إنه مواطن عادي، وله الحق في التعبير عن آرائه. وما نركز عليه اليوم هو المسؤولون الذين مازالوا هنا، ومن يعملون في سوريا، ومن يشتركون في الشعور بالاستياء الذي سمعتم به من الرئيس والوزير وآخرين.
يذكر أن فورد دبلوماسي مخضرم يحظى باحترام واسع، وعمل سفيرا في دمشق أكثر من ثلاث سنوات حتى تقاعده في أواخر أبريل. وكان قد ترك البلاد في عام 2011 بعد أن تلقت الولايات المتحدة تهديدات ضد سلامته الشخصية في سوريا.
ومن المرجح أن تذكي تصريحاته النقاش بشأن الموقف الحذر لأوباما من الحرب في الوقت الذي أطلق فيه البيت الأبيض حملة لمواجهة الانتقادات الموجهة للسياسة الخارجية للرئيس.