بـ"حُلّت ورب الكعبة"، سجّل صديقي الظريف رد فعله الفوري على الكلمة الأسبوعية المتلفزة لرئيس مجلس الوزراء المنتهية ولايته، التي أعلن فيها ان المجلس الذي يترأسه قرر بناء أحياء سكنية جديدة بدلاً من الأحياء المفخخة والمتضررة في العمليات العسكرية في محافظة الأنبار.
كان صديقي الظريف متحمساً للغاية لهذا المشروع الذي يعتقد أن وراءه فكرة عبقرية وراديكالية واستراتيجية ستحلّ لنا نحن العراقيين مرة والى الأبد كل مشاكلنا العويصة والمتفاقمة التي عانينا منها منذ 2003 وأزهقت بسببها مئات الاف الأرواح.
كيف يا حضرة الصديق الظريف؟
يجيب بشعور طاغ بالإثارة: شوف حبيبي، عندما يُراد الشروع بالعمل على تنفيذ هذه الفكرة سيتقدم أحدهم باقتراح لتطوير الفكرة الى بناء مدن كاملة جديدة بدل كل المدن التي تواجه من دون انقطاع أعمال تفخيخ وعمليات عسكرية ولم تفلح دولتنا في وضع نهاية سعيدة لها.. الصديق يضيف: شوف حبيبي، لدينا فضلة أموال من موازنات المحافظات والوزارات على مدى السنوات الثماني الماضية تبلغ عدة مئات من المليارات.. هذه الأموال الطائلة، فضلاً عمّا سيفيض من عوائدات النفط التي ستتضاعف في غضون السنوات القليلة المقبلة، ستكون كافية وزيادة لبناء مدن جديدة، على غرار ما جرى في دول الخليج، بدلاً من الفلوجة والرمادي والموصل وبعقوبة وكركوك وحتى بغداد. ويطمئنني الصديق إلى أن فضلة الموازنات السنوية التي لم تُقدم الحكومة كشوفاً ختامية سنوية بها كما يوجب الدستور، موجودة لدى الحكومة "في الحفظ والصين"! (شخصياً لدي شعور قوي بانها ذهبت طعماً لوحش الفساد ولم يبق منها سوى الفتات).
ولكن! .. فجأة يستدرك الصديق الظريف قائلاً: عند هذه المرحلة ستجد اللجنة الوزارية المكلفة الاشراف على تنفيذ المشروع ان عملية بناء مدن جديدة متكاملة البنية التحتية والخدمات غير عملية، إذ يمكن أن تستغرق أمداً طويلاً بالقياس الى 5 – 6 سنوات يستغرقها في العادة تشييد جسر أرضي (مجسّر) بطول ربع كيلومتر أو مدرسة أو مستوصف. وهنا – كما يقول الصديق الظريف – ستندفع الفكرة التي بحثها مجلس الوزراء ووافق على وضعها موضع التنفيذ، الى الذروة في عبقريتها وراديكاليتها واستراتيجيتها .. سيصيح أحدهم: وجدتها!.. بدلاً من بناء أحياء جديدة يمكن ان يخترقها المفخخون أو مدن جديدة يمكن أن يجتاحها الارهابيون الدواعش وغيرهم، نبني بلداً جديداً. كيف يا سعادة المستشار؟ .. يصيح المستشار: نشتري جزيرة في أطراف أحد المحيطات. والعراق يا سعادة المستشار؟.. يجيب صاحب السعادة: نتركه للارهابيين!
صديقي الظريف يبدو متحمساً بافراط للفكرة من أولها الى آخرها، معتقداً ان العراقيين سيحظون هذه المرة ببلد "على ذوقهم" معتدل المناخ لا هو حار في الصيف ولا بارد في الشتاء ولا هو بالمغبر في كل الفصول.. الصديق الظريف يقول متحمساً: الفكرة التي انطلقت من اجتماع مجلس الوزراء الأخير ستجعل الأمر بالنسبة لنا نحن العراقيين مثل فيلم مصري أو هندي بنهاية سعيدة .. نعيش وسط المحيط بثبات ونبات من دون خوف ومفخخات ونخلّف صبيان وبنات!
تصفيق حار لصديقي الظريف الذي سبر أغوار الفكرة العبقرية والراديكالية والاستراتيجية لرئيس حكومتنا المنتهية ولايتها.
جميع التعليقات 2
ياسين عبد الحافظ
المعلوم ان الهدم اسهل من البناء,واسرع,لقد اجاب امس حاتم سليمان حول الموض1وع اجابة ذكية وسريعة ب ستوديو9
سعيد فرحان
فكرة ممتازة ولكي تكتمل ولاننا سنشتري جزيرة نشتري او نستورد شعب جديد وهناك الكثير من الدول المتخمة بالبشر ونعلمهم فبل ان نطعمهم معرفة مالهم من حقوق والاستماتة في الدفاع عنها وما عليهم من واجبات وكيف يؤدنها وان حالة القطيع مرفوضة ومعيبة لا تصلح للبشر وان ال