في تصريح سابق لنائب رئيس الوزراء الحالي صالح المطلك ، بثته إذاعة دولية ، حمّل الأحزاب الدينية وبالتحديد "أصحاب العمائم" كما وصفهم بانهم وراء اضطراب الحياة السياسية في العراق ،وانعدام فرص إقامة دولة مدنية تلبي تطلعات جميع العراقيين ،فشخص الرجل المشكلة وأسبابها ، فتبنى المشروع الوطني بالاتفاق مع إياد علاوي ، على تشكيل جبهة عريضة لخوض انتخابات عام 2010 ، وبعد النتائج وعلى الرغم من فوز القائمة العراقية بأكثر مقاعد مجلس النواب ، تشكل التحالف الوطني ، وحصل مرشحه نوري المالكي على الولاية الثانية رئيسا لمجلس الوزراء ، فيما اصبح المطلك نائبا له ، وانتهى المطاف بالمشروع الوطني على رفوف النسيان تفتح أوراقه عند الطلب ، عندما تتفاقم الأزمات ، المصحوبة عادة بلهجة تبادل الاتهامات ، وفي موسم رفع الحصانة عن رئيس الحكومة اطلق المطلك قنبلته الشهيرة واصفا المالكي بانه "ديكتاتور" فاهتزت أركان السماء ،وشن قادة ونواب ائتلاف دولة القانون هجوما من اربع جبهات على صاحب التصريح الخطير ، فارتفعت الأصوات المطالبة بإقالته من منصبه ، وإحالته للقضاء ، وهناك من استعرض ماضيه البعثي ، ودفاعه عن قتلة الشعب العراقي ، وقبل ان تصل الأمور الى حالة الانفجار ، واستنادا الى مبدأ "نبذ الخلاف من اجل عيون العملية السياسية" عن طريق التسويات وتبادل الاعتذار ، عاد المطلك الى منصبه عزيزا مكرما، واعلن ان وجوده في الحكومة ضرورة لتنفيذ مطالب أبناء المحافظات المنتفضة، وتحسين الأداء الحكومي ، وتحقيق مشروع المصالحة الوطنية .
عيون العملية السياسية التي يتغزل بها جميع القادة والزعماء فضلا عن كبار المسؤولين، جعلت أصحاب المواقف المتشددة تجاه الكثير من القضايا ، ضعفاء أمام سحر وجمال تلك العيون ، فحين يطالب احدهم باستجواب مسؤول كبير داخل البرلمان للاطلاع على أسباب تدهور الأوضاع الأمنية ، سرعان ما يتراجع عن المطالبة ، ويعلن استسلامه ويخر ساجدا أمام الجمال ويبدي ندمه على اطلاق "تصريحات " لا تسمع في سوق الصفافير .
تحت شعار "لأجل عيون العملية السياسية" تباينت المواقف واختلط الحابل بالنابل ، والمشهد العراقي اليوم ، بحسب "نشرة الأنباء السياسية" سيخضع لموجة ضغط إقليمية قادمة من الشرق والغرب ، مع هبوب عواصف رملية وتصاعد الغبار في مناطق وسط وجنوبي البلاد ، وارتفاع في درجات الحرارة ،تفوق معدلاتها الاعتيادية ، هذه الأجواء ستكون متزامنة مع بدء مفاوضات تشكيل الحكومة ، ويتطلع جميع العراقيين الى إنجازها ، باتفاق القادة على قاعدة عمل مشترك من شانها ان تقرب المواقف وتزيل العقبات وتحد من الخلافات ، وجرت العادة ان يتحقق الاتفاق بتقاسم المناصب، ومن المناسب هنا ولغرض غلق الأبواب أمام بروز خلاف جديد ، ان يرتدي المشاركون في جولات التفاوض الزي الموحد ، أما بارتداء الجراويات ، او العمائم او الطرابيش ، لإعطاء صورة الى المجتمع الدولي بان ساسة العراق متفقون بكل شيء ، وخير دليل على ذلك ، استعدادهم للتضحية من اجل عيون العملية السياسية .
"عمامة" الزعيم
[post-views]
نشر في: 6 يونيو, 2014: 09:01 م