TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > خارج الحدود: حماس توقف صواريخها

خارج الحدود: حماس توقف صواريخها

نشر في: 24 نوفمبر, 2009: 06:16 م

حازم مبيضينجاء تأكيد وزير الداخلية في حكومة غزة المقالة، أنه يمنع قيام أي طرف بأي عمل من أعمال المقاومة في إطار ضرب الصواريخ، وأن ذلك يأتي في إطار توافق وطني، كانت مختلف الفصائل العاملة في القطاع نفت وجوده حالياً، ليثبت صحة ما كانت السلطة الفلسطينية تعلنه،
 عن عبثية الصواريخ التي ينفجر بعضها في سماء غزة وبين سكانها، وينجح بعضها في الوصول إلى اسرائيل دون أن يحدث أضراراً حقيقية، واليوم فقط تعترف حماس أن النشاط المقاوم ضد الاحتلال يجب أن يكون بالإجماع، لاسيما بعد الحرب الأخيرة، التي كانت أعلنت انتصارها المبين فيها. تصريحات الوزير الحماسي، جوبهت بتصريحات مضادة من الناطق بلسان كتائب القسام، الذي نفى أن تكون الكتائب على علم بحصول اتفاق، وأن ما اعلنه الوزير يخص وزارته، كما أن حركة الجهاد الاسلامي والجبهتان الشعبية والديمقراطية، نفت أي اتفاق مع حماس على وقف إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، وأكدت هذه الفصائل حقها في المقاومة، وهو نفس ما كانت تعلنه حماس قبل توليها السلطة في القطاع، لكن الجميع يتفقون أن حالة التهدئة الموجودة لها علاقة بالمصلحة الوطنية العليا، وكأن هذه المصلحة لم تتضح، إلا عشية النجاح في صفقة تبادل الجندي الاسرائيلي شاليط بعدد من الاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال. نتنياهو أعلن أنه لم يتم التوصل بعد لاتفاق مع حماس بشأن صفقة التبادل، وحماس اعتبرت الحديث عن اقتراب إنجاز تلك الصفقة مجرد تسريبات إسرائيلية، وكأن الجانبين يخشيان فشل الصفقة في اللحظة الاخيرة، مع أنه معروف ومعلن، أن وفداً حماسياً برئاسة محمود الزهار، سافر إلى القاهرة للتباحث مع الوسيط الالماني حول اللمسات الاخيرة للاتفاق، وليس مهماً ما أعلنه نتنياهو، بأنه لا يرى أن ثمة تقدماً كبيراً في الوقت القريب وأن أي (عفو )عن أسرى فلسطينيين سيحال إلى الكنيست والحكومة للنظر فيه. ثمة مؤشرات تؤكد قرب التوصل للاتفاق، لعل أبرزها أن سلطات السجون الإسرائيلية بدأت في تجميع عدد من الأسرى الفلسطينيين في ثلاثة سجون، هي الرملة وهداريم وبئر السبع، كما أن اجتماع وزير الخارجية الألماني مع نتنياهو لم يخرج عن إطار هذا الموضوع، خصوصاً وأن وسطاء ألمان يجرون مفاوضات اللحظة الأخيرة بين حماس وإسرائيل كل على حدة برعاية مصرية في القاهرة، لإنهاء صفقة تبادل الأسرى، كما أن الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز، أعلن عن تقدم في التفاوض للإفراج عن شاليط، وأعرب عن أمله بأن تنهي هذه المفاوضات القضية وتصل لنتيجة إيجابية، كما أن القيادي الحماسي أحمد بحر بشر أهالي الأسرى الفلسطينيين بقرب إتمام الصفقة. بغض النظرعن التصريحات المتناقضة بين حماس وبقية الفصائل، وبينها وبين الاسرائيليين، فانه يبدو أن هذه الحركة تعود إلى طريق الصواب بعد تجربة حرب غزة، وقد أدركت ان صواريخها لن تعود بغير الدمار للشعب الفلسطيني، ولن تقدم غير المزيد من الشهداء بشكل أقرب إلى أن يكون مجانياً، وهي تعود اليوم لنفس مقولات محمود عباس عن عبثية تلك الصواريخ، وتحاول بنفس المقولة إقناع أو إجبار بقية الفصائل على وقف إطلاقها، لكن موقفها هذا تأخر كثيراً، ومع ذلك فأن تصل متأخراً خير من أن لاتصل أبداً.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram