قبل نشرها الأسبوع المقبل، حصلت شبكة سي بي اس نيوز على نسخة من كتاب مذكرات هيلاري رودام كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية السابقة. في مذكراتها الموسومة " خيارات صعبة " التي ستصدر الثلاثاء المقبل عن دار نشر سيمون و شستر، تكتب هيلاري عن اعادة التقي

 قبل نشرها الأسبوع المقبل، حصلت شبكة سي بي اس نيوز على نسخة من كتاب مذكرات هيلاري رودام كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية السابقة.
في مذكراتها الموسومة " خيارات صعبة " التي ستصدر الثلاثاء المقبل عن دار نشر سيمون و شستر، تكتب هيلاري عن اعادة التقييم الأميركية المتعبة مع روسيا ، و تقول ايضا ان تصويتها بتخويل الحرب على العراق كان خطأ فادحا، و تطلق على سوريا " المشكلة الشريرة" ، علاوة على إعطاءها جدولا زمنيا للغارة التي أدت الى مقتل أسامة بن لادن . كما تنسج السيدة كلينتون حكايات شخصية من بين ملاحظاتها السياسية، حيث تذكر رقصة زوجها مع ابنتهما – تشيلسي – في حفل زفافها ، علاوة على  علاقتها مع الرئيس اوباما بعد معركتهما الأولية في 2008 ، حيث تقول ان علاقتهما كانت أشبه " بمراهقين في أول موعد محرج لهما و هما يأخذان رشفات من النبيذ الأبيض ". بالإضافة الى ذلك تقر السيدة كلينتون " بفتح أبواب التفاوض مع طالبان " و التي أدت بالتالي الى إطلاق سراح العريف بوو بيردال الذي اثار جدلا خلال الأسبوع الحالي. حيث ذكرت بانها كانت تعلم أن المحادثات " سيكون من الصعب تقبلها من قبل الأميركان بعد كل تلك السنوات الطويلة من الحرب ". خلال مناقشتها لدورها كوزيرة للخارجية، تقول عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن بأنه " استبدادي رقيق البشرة يمتعض من النقد و في نهاية المطاف يقمع المعارضين و يرفض النقاش. تذكر كلينتون بأن تصويتها، عندما كانت سيناتورا في مجلس الشيوخ، على تخويل استخدام القوة في العراق  كان خطأ و أخذ  يؤثر عليها، تقول " مع كل رسالة كنت أبعثها الى عوائل نيويورك التي فقدت فردا من أفرادها في تلك الحرب، فان غلطتي كانت تزيدني ألما ".  وتدعي كلنتون  أنها كانت تريد تسليح المعارضة السورية منذ بدء النزاع ولكن الرئيس باراك أوباما كان يعارض ذلك. وتقول في المذكرات "من النادر إيجاد الحل المناسب للمشاكل الشائكة. في حال كانت هذه المشاكل شائكة فلأن كل خيار يتم التطرق إليه يبدو أسوأ من الخيار الذي يليه. وهذا ما ظهر في سوريا".
وتؤكد أنها منذ بدايات النزاع في سوريا كانت مقتنعة بان تسليح وتأهيل مقاتلي المعارضة هو أفضل الحلول من اجل التصدي لقوات بشار الأسد. وتضيف أن "التحرك وعدم التحرك يتضمنان كلاهما مخاطر عالية ولكن الرئيس (باراك اوباما) كان ميالا إلى إبقاء الأشياء على حالها وليس الذهاب أبعد من خلال تسليح المعارضة". وتوضح "لا يحب شخص أن يخسر نقاشا وكنت كذلك بالنسبة لهذا الموضوع. ولكن كان قرار الرئيس وأنا احترمت آراءه وقراره". وفي الشأن العراقي اعتذرت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون عن موافقتها إبان عضويتها لمجلس الشيوخ الأمريكي عام 2002 على الحرب على العراق. ووفقا لمحطة (سي بي إس) الأمريكية فإن كلينتون قالت في مذكراتها: "لم أكن الوحيدة التي ارتكبت خطأ". وتابعت كلينتون: "لقد كنت اعتقد أنني تصرفت بحسن نية وأنني اتخذت القرار الأفضل" وشنت الولايات المتحدة عمليتها العسكرية المثيرة للجدل على العراق في مارس 2003 .
ويغطي الكتاب السنوات الأربع التي أمضتها هيلاري كلينتون على رأس وزارة الخارجية قبل أن تنسحب لمصلحة جون كيري عام 2013. وتتحدث كلينتون في كتابها أيضا عن الحرب في العراق وعن الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي بليبيا عام 2012 كما عن ضم القرم إلى روسيا. وكانت هيلاري كلينتون قد حصلت على دعم منافسها السابق والرئيس الحالي باراك اوباما، لخوض معركة الانتخابات الرئاسية القادمة في الولايات المتحدة، حيث قال أوباما في وقت سابق إنها ستكون رئيسة جيدة للولايات المتحدة. وقال اوباما في مقابلة مع شبكة "أيه بي سي" الإخبارية " إذا خاضت سباق الانتخابات الرئاسية، أعتقد أنها ستكون فعالة للغاية في ذلك
بدأت فكرة ترتيب المذكرات بتدبير متأني مع مجموعة من المقابلات، حيث بدأت بقصة غلاف مجلة " الناس " التي غطت أكشاك الصحف خلال الأسبوع الحالي، و ستذاع مقابلة كلينتون مع ديانا سوير من أخبار  أي بي سي يوم الأثنين مساءً . كما ستجري كلينتون أحاديث مع  سي ان ان و فوكس نيوز و ان بي سي .
ستبدأ جولة بيع الكتاب في انحاء الولايات المتحدة يوم الثلاثاء من مخزن بيرنز و نوبل في ساحة الاتحاد في مدينة نيويورك . و من المتوقع ان تضع هذه المذكرات حجر الأساس للحملة الرئاسية المحتملة لعام 2016 . كما ستنشر مقتطفات من الكتاب في مجلة فوغ و على موقع الكتاب و صفحة  فيسبوك مع رسالة مصورة بشريط فيديو من السيدة كلينتون عن " الخيارات الصعبة " التي يواجهها الأميركيون جميعا .  خلال الأسبوع الماضي نشرت بوليتيكو اجزاء من الفصل الخاص بالهجوم على بعثة الولايات المتحدة في بنغازي- ليبيا عام 2012 ، حيث يستقصي الجمهوريون في الكونغرس حاليا ردود فعل ادارة اوباما تجاه ذلك الهجوم .
على القراء الذين يبحثون عن أدلة لخطط السيدة كلينتون في المستقبل، ان يقرأوا لغاية الصفحة 595 . في الصفحات الأخيرة من الكتاب تكتب كلينتون قائلة " هل سأرشح للرئاسة في 2016 ؟ الجواب هو انني لم أقرر بعد ".