بمناسبة حلول الذكرى الخمسين لرحيل شاعر النخيل والمطر بدر شاكر السياب، احتفى منتدى نازك الملائكة التابع لاتحاد الأدباء والكتاب العراقيين بهذه المناسبة. حيث أشارت القاصة إيناس البدران وهي تفتتح الحفل الذي اقيم في المعهد الثقافي الفرنسي الخميس الماضي ،
بمناسبة حلول الذكرى الخمسين لرحيل شاعر النخيل والمطر بدر شاكر السياب، احتفى منتدى نازك الملائكة التابع لاتحاد الأدباء والكتاب العراقيين بهذه المناسبة. حيث أشارت القاصة إيناس البدران وهي تفتتح الحفل الذي اقيم في المعهد الثقافي الفرنسي الخميس الماضي ، الى انها جلسة مميزة تتمحور حول قامة عراقية سامقة تركت بصمة واضحة على خارطة الإبداع العراقي. موضحة ان قضية الشاعر تتجلى في استلهام الواقع وتجريده وترميزه وحصره في صياغات ومقولات مجتزأة كي يتسنى له بعد ذلك إذابة هذه المدلولات والإشارات في منصهر واحد يسبر أغوار النفس البشرية معبراً عن خلجاتها. وأضافت: ان الشعر هو ثمرة من ثمرات العقل والمخيلة والتجربة، فالكتابة في حياتنا ليست فعلاً عابراً فهي الجمال الذي يحفظ للعالم جماله وتجدده. مشيرة الى ان الشعر هو خليط ما بين المدرك والمحسوس.
بعد ذلك شارك الناقد علوان السلمان بكلمة أشار فيها الى ان السياب خاض مغامرة الحداثة بوعي فكري وفني دفعه الى التجاوز على الصعيد التقني متخطياً كل ما هو تقليدي في الصورة واللغة والرؤى وممارسة المغامرة التقنية القائمة على السطر الشعري والجملة والتدوير وتنويع القافية، فضلاً عن تفاعله مع التراث باعتباره رمزا وقيمة انسانية وجمالية ورمزية مع تكثيف الصورة الشعرية المعتمدة على المجاز والانزياح، واعتماد الرؤية التي تتجاوز الإدراك الحسي وتتفاعل مع الحس والحلم والدلالة الإشارية الخالقة لخطاب شعري يقوم على الحداثة رؤية ومنهجاً. وقال: السياب استطاع ان يعطي لأثره الفني قيماً جمالية مؤثرة بعد ان استفاد من الأساطير البابلية والسومرية واليونانية والحكايات الشعبية والكتب السماوية مازجاً بينها وبين همومه الذاتية.
فيما بين الدكتور سمير الخليل ان المبدع يظل مشتعلاً بإبداعه ولا يقبل ان يكون نمطياً او روتينياً. موضحاً ان السياب قام بمحاولة لم يتحدث عنها كثير من الدارسين، وهي التناوب الإيقاعي بين شكلين من الشعر، إذ قام بمحاولة دمج القصيدة الحرة بالعمودية كما في قصيدتي (بور سعيد وإقبال) وغيرهما، وقد بدأ ذلك منذ عام 1955.
وأوضح الباحث الدكتور عبد الرضا علي انه في 1995 أقيم في باريس وبمناسبة مرور ثلاثين سنة على رحيل السياب مهرجان كبير دعي اليه الشعراء والنقاد وقد تولى الفرنسيون ترجمة ما تناولته الجلسة من شهادات وقصائد داخل المعهد العربي، وقد احتفى الفرنسيون قبلنا به وقدموا بحوثاً كثيرة، وقد رافق القراءات عزف ايقاعي على المحار. وقال: ان السياب حين التفت الى قضية الشعر الحر اعتمد محاولات سبقته وهو يعترف بذلك صراحة وخاصة حين أثير جدال عن أولوية من ابتدع الشعر الحر هل السياب ام نازك الملائكة، بين وقتها السياب ان (علي احمد باع كثير) سبقهما معاً الى الشعر التفعيلي في محاولتين شعريتين كانت الأولى في "اخناتون ونفرتيتي" والثانية في ترجمته لمسرحية "روميو وجوليت" لشكسبير. مبينا: ان تجارب الشعراء اليوم في هذا المجال لا تتبع احداً من هؤلاء لا علي احمد باع كثير ولا نازك او السياب الذي كان له الباع الأول في تقليد الشعراء له.
كما تخلل الحفل إلقاء عدد من قصائد السياب منها قصيدة "غريب على الخليج" بصوت الشاعرة منى السبع. وقصيدة "المطر" باللغة الفرنسية بصوت مديرة المعهد الفرنسي السيدة آلاء. وقصيدة "لا تزيدني لوعة" بصوت الشاعرة أزهار علي، وقد رافق القراءات عزف على العود للفنان جواد محسن والذي بدوره أدى أغنيات من ضمنها قصيدة للمحتفى به وهي من الحانه (الشمس أجمل في بلادي من سواها).