TOP

جريدة المدى > عام > تراب أمّي الأخضر

تراب أمّي الأخضر

نشر في: 7 يونيو, 2014: 09:01 م

نبتت روحُ أمي في جراحيفنبتت روحي في ترابها الأخضرفأيقظتْ فيَّ الحليب القديموأيقظتُ أنا ترابي الجديدسافرت مع ريش الحمامكانت العصافير معي تتنزّهحاملة صُرّة الطفولةالأيام أجراسٌ اخضرت فوق قبّةِ الديركانت ترشُّ الندى على ذراعيكنتُ أوقظ الحمام من قبلاتهِو

نبتت روحُ أمي في جراحي
فنبتت روحي في ترابها الأخضر
فأيقظتْ فيَّ الحليب القديم
وأيقظتُ أنا ترابي الجديد
سافرت مع ريش الحمام
كانت العصافير معي تتنزّه
حاملة صُرّة الطفولة
الأيام أجراسٌ اخضرت فوق قبّةِ الدير
كانت ترشُّ الندى على ذراعي
كنتُ أوقظ الحمام من قبلاتهِ
واحمل رنين الفجر إلى يديها
أرسلُ الهديل لإكليل النهار
هكذا تعودتُ أن أكتب بالحبر الأخضر
 فتورق الحدائق في أصابعي
ويمتلئُ جسدي بالورود
وأدفن الأحلام والأسفار
واظلّ أحدَق طويلا في قرص الشمس
وحّبات عباد الشمس
أحدقُ في ضنكِ التراب
وأطرد الغبار من على كتفي أمي
أجمع القداح من على كتفيها
واهشُّ بالغصنِ الإلهي الغربان
أبتهلَ كي تعود أناملي من طفولتي
هل أعود الى دفاتر النزهةِ؟
هل اعود الى صّرةِ ثيابي القديمة؟
هل أعقد ذراعيّ الى ناقوس السعادةِ؟
هل يبتهلُ الملائكة لي بالحنين؟
هل يغتبط ظليّ في حكايةِ الجدّةِ؟
هل يحنّ الترابُ الى حضنِ يسوع؟
هل ترتعشُ روحي في دورق الحليب؟
هل أدفن أيامي في محفظةِ القمر؟
هل أبعثر ضوء المصباح أمام فحم العمر؟
هل تعود ثيابي من مكوى الأحزان بيضاء كالثلج؟
هل أترك عينيَّ للطريق؟
أم اترك قلبي زاداً للفقراء قرب دجلة..؟
هذا آخر وأوّلُ شقائي
أدمنتُ أن أجمع شقائق النعمان
في مكتبتي الخضراء،
هناك سأعثر على نجمة شقيقةٍ لي ،،
يداي ستكتشفان أقراصاً للأسبرين
أو الباراسيتول ، ولا تنسى قرص الشمس
ستترُكه لشتاء عاطل عن ثرثرة الغيوم ،
ستحتفظ بالقمر وأبنائهِ الربيعيين
بالحنين الأحمر وشقيقاته الكواكب،
المشتري والمريخ وزحل،
وأنا سأحتفظ بالحليب القديم إجلالا لترابها
تراب أمي الأخضر....

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

كوجيتو مساءلة الطغاة

علم القصة: الذكاء السردي

موسيقى الاحد: 14 رسالة عن الموسيقى العربية

تصورات مغلوطة في علم السرد غير الطبيعي

أوليفييه نوريك يحصل على جائزة جان جيونو عن روايته "محاربو الشتاء"

مقالات ذات صلة

السماء ليست حدودًا: قصة هوارد هيوز وجان هارلو
عام

السماء ليست حدودًا: قصة هوارد هيوز وجان هارلو

علي بدرفي مدينة تتلألأ أنوارها كما لو أنها ترفض النوم، وفي زمن حيث كانت النجومية فيها تعني الخلود، ولدت واحدة من أغرب وأعنف قصص الحب التي عرفتها هوليوود. هناك، في المكاتب الفاخرة واستوديوهات السينما...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram