اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > النقابة الوطنية للصحفيين في البصرة

النقابة الوطنية للصحفيين في البصرة

نشر في: 7 يونيو, 2014: 09:01 م

  ما لا يُدركه البعض من زملاء المهنة الصحفية الذين وقفوا ضدنا أمس الأول، يدركه كثيرون منهم بفضل مقدرة وسائل التواصل الاجتماعي على نشر وإيصال الكلمة والصورة، إذ لم تدم مقاطعة وسائل الإعلام لمؤتمر النقابة الوطنية للصحفيين العراقيين في البصرة طويلا، وما أن دخلنا بيوتنا او قبل ذلك، وعبر الهواتف الذكية تمكنا من قول ورسم صورة كل ما نريد ونعمل على تحقيقه وقبل حلول المساء صار امر النقابة على كل لسان، وفي كل لاب توب.
  وللتأريخ نقول: تعففاً منا(نحن في مجلس النقابة الجديد) سنتجاهل ذكر تفاصيل أكثر، ولن نتعرض لأسماء من حرّض ومنع ووقف متأكداً ومن أثار الشغب داخل القاعة بدفع من هذا وذاك، ولن نذكر أحداً ممن ظل يرسل المسجات إلى هواتف البعض من زملائنا مهدداً متوعداً، وما إلى ذلك من الوسائل الوضيعة التي ينبغي ان يترفع عنها من يدّعي انه يمسك قلماً ويقول بأنه صحفي، ذلك لأنه لم يبق للحمّالين في سوق الخضارة شيئاً، بل لم يبق لصباغي الأحذية في ام البروم خصلة. لكننا، ومع ذلك كله نربأ بأنفسنا أن ننقاد إلى مزايدات رخيصة، إلى مجالس من لا يملكون مجلساً حقيقياً، فهذه منازل ودرجات لا تليق بنا .ولا نقول أكثر من (سامحهم الله) وسيندمون على ما فعلوا معنا ذات يوم، لأن المظلات التي يحتمون بها ستُسقطها الريح القادمة لا محالة .
  وبعيداً عن قيام نقابة الصحفيين بمنع وسائل الإعلام عن تغطية وقائع المؤتمر الانتخابي لأننا سنحمل الأمر هذا محامل تتعلق بأرزاق البعض منهم، سنتحدث عن كبار المسؤولين في الحكومة المحلية من الذين قدّمنا لهم الدعوات ولم يحضروا، ماذا جرى لكم أنتم، أ تخشون شيئاً؟ ما منعكم من أن تحضروا حفلنا؟ أتخافون؟ يا للخسارة لكننا وبعين فاحصة حصيفة تستغوّر عميقاً نجد أن ما حدث ويحدث لا يختلف عن ما يحدث من نكوص وتراجع قيمي في عموم البلاد، إذ لا ينفصل سوء إدارة قضية الأمن وإدارة الاقتصاد والصحة والتعليم ومفاصل الدولة العراقية الأخرى برمتها عن موقف هؤلاء (سياسيين وصحفيين) بعد أن جرى ربط عجلة العمل المهني (الصحفي) بعجلة من يملك المال والقرار والبنادق.
  ما كانت النقابة الوطنية للصحفيين العراقيين لتنبثق لولا أنها وجدت المسار العام للعمل الصحفي وقد انحرف تجاه هيمنة الحكومة عليه، وأن العمل جار على إخضاع الحرية لشروط المؤسسة الحاكمة، التي ربطت مصائر العاملين في الصحافة بمصيرها، لا بل أذعنتها لإرادة شخصية واحدة، في وقت لم يعد فيه أحد، أي أحد قادراً على تطويع الجميع وتكبيل الحريات، وقد أطاحت المتغيرات السياسية والتحولات المحلية والعالمية بالقيود. لكن البعض ومع الأسف ما زال يجد ضالته في القيد الحقير هذا، ولا يجد صيرورةً له خارج الوعاء الذي اختارته السلطة له، فهو هلامي لا يتشكل إلا بوعاء غيره، ولا حياة له خارج أسوار الزريبة التي بنتها إرادة الآخرين لتقييد إرادته، وقد راح ينسلخ عنها بفعل الطرق والسحل والمهانة.
  ولمن لا يعلم شيئاً عن القواعد التي انبنى عليها العمل في الصحافة اليوم نقول : إن الساحة تتسع لكل ذي مقدرة، وهي فسيحة متاحة للجميع فلا إقصاء ولا تهميش أو تقليلاً من شان لأحد. لم يأت فرع النقابة الوطنية للصحفيين العراقيين في البصرة من فراغ، هنالك جملة أسباب دعت القائمين على تأسيسه للمبادرة، كان الأجمل من ذلك وضع أيديهم بأيدينا والتفكير بآلية عمل نستخلص من خلالها مقدرتنا على الوقوف بحزم في وجه التحديات والمشاكل التي يتعرض الصحفيون لها، ولو كنا في وضع افضل مما نحن فيه لما تجرأ شرطي على المساس بكرامة مثقف صحفي واحد.
  من واجبنا كصحفيين تقديم الصورة المثالية التي يجب أن يكون عليها الصحفي، ومن واجبنا أيضاً إفهام السياسي والمواطن العادي بان منزلة الصحافة في العالم الحر لا تعلوها منزلة، وهي مهنة يترفع أصحابُها عن كل ما تصبو أعين الناس له من صغائر لأنها بتعبير العبقري محمد حسنين هيكل (لغة وثقافة ورسالة) . نتساءل ما الرسالة التي يوجهها للناس من يهدد شركاءه في المهنة بحجب إكرامية السلطان السنوية وسحب قطعة الأرض ويبتزهم  في أرزاقهم ؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. كاظم الأسدي

    تهنئة خالصة وجهود مباركة لكل المخلصين من الصحفيين الوطنيين ..وهل تعلم النقابة الحالية بوجود أكثر من نقابة للمعلمين ومثلها للمهندسين ؟ أما في الدول المتقدمة فللعامل الحق في اختيار النقابة التي ينتمي اليها؟ لكن الفرق الأساسي بين تلك النقابات ونقابة الصحفيين

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram