بوروشنكو (48 عاما) يتمتع باحترام كبير، وهو واحد من أغنى عشرة اشخاص في أوكرانيا ومن الشخصيات التي تملك شعبية كبيرة في البلاد، فهو الوحيد من اصحاب الثروات الذي قدم دعمه للتظاهرات المؤيدة لأوروبا في أوكرانيا. وبوروشنكو المتخصص في العلاقات الاقت
بوروشنكو (48 عاما) يتمتع باحترام كبير، وهو واحد من أغنى عشرة اشخاص في أوكرانيا ومن الشخصيات التي تملك شعبية كبيرة في البلاد، فهو الوحيد من اصحاب الثروات الذي قدم دعمه للتظاهرات المؤيدة لأوروبا في أوكرانيا.
وبوروشنكو المتخصص في العلاقات الاقتصادية الدولية، ليس مبتدئا في السياسة: كان وزيرا للاقتصاد في حكومة الرئيس فيكتور يانوكوفيتش في العام 2012 ووزيرا للخارجية ورئيسا للبنك المركزي في عهد فيكتور يوتشينكو الموالي للغرب. كما انتخب في العام 2012 نائباً في البرلمان بصفته مرشّحاً مستقلا وكان ينوي الترشّح لرئاسة بلدية كييف قبل بدء الأزمة الحالية.
ومن خلال توزيع الشوكولاته وانتقاد الفساد في أوكرانيا، كان بوروشنكو احد ركائز التظاهرات في ساحة الميدان. وعند إعلانه الترشّح للانتخابات، قال إن "الزمن الذي يكذب رجال السياسة فيه على الشعب، ولّى". ولم يتحدّث إلاّ نادراً على منبر ساحة الاستقلال، لكنّه صعد إلى جرافة "لتهدئة النفوس الغاضبة" المصمّمة على اقتحام الشريط الأمني حول مقر الرئاسة، وسط هتافات أطلقها عليه المتشدّدون الذين رشقوه بالشوكولاته وقطع نقود.وهو أيضاً الرجل الوحيد الذي توجّه إلى القرم للتفاوض مع القوّات الموالية لروسيا التي كانت تحاصر البرلمان المحلي بعد سقوط يانوكوفيتش، قبل أن يطرده المتظاهرون. ووعد بـ "استعادة" شبه الجزيرة التي وافقت على التحاقها بروسيا خلال استفتاء، اعتبره القسم الأكبر من المجموعة الدولية، غير شرعي.
ومنذ ذلك الحين، ارتفعت شعبيته بشكل كبير وأصبح المرشح الأوفر حظا، متقدما على منافسته بطلة الثورة البرتقالية في العام 2004 يوليا تيموشنكو، بفارق ثلاثين نقطة. ويعتقد كثيرون أنه قادر على إنعاش الاقتصاد الذي يواجه تراجعاً مخيفاً نظراً لتجربته الحكومية السابقة ومعرفته بالشؤون الاقتصادية.
بدأ بوروشنكو، الذي يتحدر من بولغراد في الجنوب، ببيع حبوب الكاكاو ثم اشترى عددا من مصانع السكاكر التي جمعها في وقت لاحق في مصنع "روشن" العملاق في أوروبا الشرقية. وينتج هذا المصنع سنويا 450 الف طن من الشوكولاته، وفق ما يذكر موقعه على شبكة الإنترنت. وخلافاً لمعظم الأثرياء في أوكرانيا الذين جمعوا ثرواتهم بصورة مفاجئة في سنوات الفوضى التي تلت سقوط الاتحاد السوفياتي، لا يدين بوروشنكو بثروته إلاّ لجهوده. يملك أيضاً شركة لصنع السيّارات الحافلات وأخرى لبناء السفن وشبكة "قناة 5" التلفزيونية، التي كانت في طليعة الشبكات المؤيدة للاحتجاجات على يانوكوفيتش.
وثروة بوروشنكو التي تقدرها مجلة "فوربس" بـ 1,3 بليون دولار، تأثرت خلال الأزمة مع روسيا التي منعت استيراد شوكولاته "روشن" الشعبية، في خضم التفاوض بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي الذي يعتبر رجل الأعمال من أبرز مؤيديه.
يأخذ عليه معارضوه أنه لا يملك فريق عمل وأنه خلط بين السياسة والمصالح التجارية عندما كان في السلطة.